الحلقة الثالثة والعشرون
ليست خطيئتى
……………………….
الحب وحده لا يكفى ليكون حياة سعيدة ولكن يجب أن تكون لها اركان عدة .
اولها هى الدين والأخلاق وثانيها المودة والرحمة .
وثالثهم هو الثقة .
فإن تزعزع أحد من تلك الأركان ، لن يخلق بيئة سوية .
………….
نعود لبعض ما حدث فى الماضى ، مع الام المربية ( ليلى ) فى الدار لأدهم وكان يحبها جدا ، لأنها تعطف عليها وتحبه من قلبها .
ولكن بسبب عواطف التى كانت تكره ادهم ، جعلته توافق على عريس تقدم لها ، رغم عدم اقتناعها به .
ولكن اخوفتها من تقدم عمرها بلا سند .
فتزوجته على وعد أنها تزور الاطفال فى دار الايتام ، ولكن بمرور الوقت وحملها ، توقفت .
ولكن إشارات إليه أن يتابع ادهم لأن فى عنقها دين له ، وهو أموال الحاج حسن رحمه الله .
ولكن هذا الزوج الظالم كان يصرفها على نفسه وعلى من يصاحبهم من فتيات الليل ولم تعلم زوجته بهذا .
الا بعد عدة سنوات .
عندما استاذنته لزيارة والدتها المريضة .
ليلى ….بقولك ايه يا سالم .
سالم …نعم يا ليلى.
ليلى …ماما صوتها تعبان شوية ، فكنت عايزة اقضى معاها يومين اساعدها يعنى واطمن عليها ، وخصوصا انها لوحدها دلوقتى بعد كل ما اخواتى اتجوزوا .
فابتسم سالم وفرح قائلا …اه اه وماله يا حبيبتى .
روحى اقعدى براحتك يومين تلاتة ،زى ما تحبى .
ليلى بشك ….ومالك فرحان كده وانت بتقولها يا سالم .
انت مصدقت امشى من البيت ولا ايه ؟
سالم ….لا طبعا ، انتى اكيد هتوحشينى ومستغناش عنك ابدا .
بس يعنى عشان ماما تعبانة وكده ، قلبى عليها .
بقولك براحتك يعنى يا حبيبتى .
ولو عايزة تقعدى ومترحيش ، ده طبعا احسن ليا .
عشان مقدرش على بعدك انا .
فابتسمت هدى قائلة ….يا حبيبى ، ربنا يخليك ليا .
سالم …ويخليكى يا حبيبتى .
ليلى…لا خلاص انا بكرة الصبح همشى ونروح لماما ، وان شاء الله كده يومين ومش هغيب .
ما بقولك حاجة احسن لينا .
انت تروح الشغل ،وتيجى على ماما وتبيت معانا احسن ،ما تبات لوحدك .
فحدث سالم نفسه …يادى الغم .
انا عارف استريح منك ، لما اروح لامك ام اربع واربعين .
تسلم بدنى بكلام ملهوش لزمة .
لا ده انا ما هصدق ، اجيب البت لولو ، تدلعنى اليومين دول .
بس على الله تخف فى طلباتها عشان خلاص قربت أفلس .
وفلوس الواد بتاع الدار بح ، خلصت من زمان عليها وعلى أصحابها .
سالم ….لا حبيبتى ، انتى عرفانى مبعرفش انام غير فى سريرى بس .
ولو نمت برا مش بيجيلى نوم ابدا .
ليلى….كده ،خلاص ، زى مقولتلك هو يومين بس وخلاص.
سالم …تيجى بالسلامة يا حبيبة قلبي .
ونام سالم قرير العين ، أنه اخيرا سيحظى على يومين راحة من ليلى ، لتأتى تلك الساقطة لتنام فى فراش ليلى .
وفى الصباح الباكر ، قامت ليلى مبكرا ، واعدت لزوجها الفطار .
ثم ارتدت ملابسها ، وتبدلت ملابس صغيرها .
وتركت ورقة حب إلى زوجها
( هتوحشنى يا سالم ) .
ثم غادرت المنزل متوجهة نحو والداتها المريضة .
وعندما سمع سالم صوت الباب يغلق ،بعد إن كان يدعى النوم .
قام بسرعة والتقط هاتفه واتصل بـ لولو .
سالم ……الوووووو يا حب .
لولو بلوم وعتاب …اهلا يا سالم .
فينك يا راجل ، مش باين يعنى ؟
سالم …كنت منتظر الإفراج ، عشان مبقاش معايا فلوس اجر الشقة زى الاول .
واخيرا الزفتة ليلى حلت عن سمايا ،وغارت عند امها يومين .
فاتصلت بيكى يا حب على طول وفى انتظارك يا قمر .
لولو بضحك ….ومدام انت مفلس يا سالم ، بتتصل بيا ليه ؟
انا مش باجى بلوشى ولا عشان خطر عينيك الحلوة .
ده اكل عيشى يا سالم .
سالم بنفور …يخربيت لسانك يا شيخة ، طب حتى نغشينى تاخدى عينيه الأنين .
لكن كده على طول .
ده البت ليلى مراتى على قد ما انا مش طايقاها ، بس لسانها حلو معايا .
لكن انتى لسانك بوريه بوريه.
لولو بضحك …عايزنى اغشك يعنى .
لا انا صريحة .
معاك فلوس ، هاجى ادلعك وتسمع منى احلى كلام .
معكش ، يبقى متسمعنيش صوتك تانى .
يلا سلام ، عشان معنديش وقت .
فى غيرك يا بيبى .
سالم …يوه استنى يا بت .
الكلام اخد وعطا مش كده .
لولو …..الله إمطولك يا روح .
عايز ايه يا سالم .
سالم …عايزك يا مهلبية بالقشطة.
لولو ..والفلوس ؟
سالم ….معايا خمسمياية ، ايه رئيك ؟
حلو زى الفل ، صح ؟
لولو …حلو ايه !
زفت طبعا .
سالم …عشان خاطرى يا لولو .
لولو بنفور …يوه ماشى بس اخرك معايا ساعتين .
سالم …ساعتين ، ده انا كان نفسى تباتى معايا الليلادى يا قطة .
هدى …على قد فلوسك يا حبيبى .
( وقد نهانا الرسول صلى الله عليه على أن تأكل المرأة بثدييها ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ..أن الزنا من الكبائر ويسبب الفقر لاهل البيت .
سالم …امرى لله ساعتين ساعتين احسن من بلاش .
أمرى لله ، فى انتظارك يا قمر اربعتاشر .
ثم اغلق معها الخط ، وحدث نفسه ، لما اقوم بقه اتروق كده واخد دش وافطر واملى التنك عشان اكون مستعد للحب .
ثم خرج من غرفته ، فوجد أن هدى قد أحضرت له طعام الإفطار .
فابتسم قائلا …والله فيها الخير هدى ، بس اعمل ايه ؟
امرأة واحدة لا تكفى .
ثم وجد الورقة التى كتبت فيها ( هتوحشنى ) .
فقرئها غير مباليا.
ثم قطعها إلى أجزاء ، وقام بحدفها فى سلة المهملات .
ودخل المرحاض ليستحم ، وخرج ليرتدى افضل ما لديه من ملابس البيت .
ووضع عطره المفضل ، وانتظر بفارغ الصبر تلك الساقطة .
…………
انتهت رحلة ادهم وسارة ليعودوا سالمين إلى أرض الوطن.
لينتظرهم فى المطار مجدى وكرمة ووالدى سارة .
الذين استقبالهم بترحاب شديد .
سارة وهى تحتضن والداها …وحشتنى اوى يا بابا .
والد سارة …وانتى كمان يا قلب بابا .
طمنينى عليكى .
سارة ….الحمد لله ، انا بخير طول ما انا مع ادهم .
والدة سارة ….يا سلام على الحب .
اما مجدى فبعد الترحاب والسلام الحار ، أخذه ليحدثه عن سهام وهى أقرباء الحاج ناجى ، جاءت لطلب العمل لدى ادهم.
فاندهش ادهم قائلا …بس المصنع يعنى مش متحمل، وحدة جديدة ، عشان عيون الشباب اللى فى المصنع يا مجدى .
فضحك مجدى قائلا …والله عندك حق ، بس هى جت قالت إنها من طرف الحاج ناجى الله يرحمه .
وأنها كانت زى بنته ، وقلها لو احتجتى حاجة تعالى .
فجت وقالت إن ظروفها صعبة بعد ما طلقها جوزها ورماها فى الشارع ،واخدت شقة مش عارفة تدفع تمن ايجارها .
فجت المصنع عشان تشتغل ، وهى معاها كلية تجارة انجلش وبتعرف لغتين .
وصراحة انا لما اتكلمت معاها لقيت دماغها شغالة اوى ماشاءالله وتنفعنا فى شغلنا .
وقولت كمان عشان فضل الحاج علينا .
فمردتش اكسر بخاطرها .
وقولت ماشى .
وقولت انت كمان يعنى مش هتمانع .
ادهم ….من طرف الحاج ناجى ، لا خلاص ، فعلا برافو عليك انك قبلت .
بس يعنى ايمن يعرفها على كده ؟
مجدى …ايمن قال إنه شافها قبل كده ، بس مش متذكرها .
عشان هى قريبة الحاج بس من بعيد ، ولما شافها كان زمان وهى طفلة ، فميعرفش عنها حاجة .
ادهم …تمام .
بس اهم حاجة يعنى تكون محترمة وبتلبس كويس .
عشان عيون الشباب فى المصنع .
فضحك مجدى قائلا …انت هتقولى ، فعلا الشباب مش راضية تشيل عينيها من عليها .
عشان لبسها يعنى لا مؤاخذة صعب اوى وعلى الموضة .
ومهما اتكلم معاها ، واقولها كده غلط.
وممكن يعنى حد يضايقك ، تقولى لا انا بمية راجل واقدر احط صباعى فى عين اكبر تخين فيهم .
فسبتها صراحة ، هلقيها منها ولا من كرمة يا سيدى .
فضحك ادهم ….وملها كرمة هى كمان ؟
مجدى …انت عارف هرومانات الحمل ، بكرة تجرب وتشد فى شعرك ،زى ما انا بشد فى شعرى دلوقتى .
ادهم ….ليه كده .؟
مجدى …بتقولى ليه ؟
هقولك سيادتك ..
تكون قاعدين فى امان الله بنضحك ونهزر .
تقوم مرة واحدة تعيط .
اقولها يا ستى مالك بس ؟
تقولى انا شكلى هموت وانا بولد ، وانت هتجوز عليه .
اقولها ..بعد الشر عليكى يا حبيبتى ، متقوليش كده .
وانتى هتقومى بألف سلامة .
تقولى …تلاقيك بتقول كده عشان تضحك عليا .
وانت ما هتصدق اموت عشان تجوز عليا .
اقولها وانا هستنى لما تموتى ، ما انا يمكن اعملها دلوقتى .
تقوم واقفة ولا كأنها فى المدبح يا ادهم يا خويا .
وتسن السكاكين ، وتقول لا ده انا اخلص عليك وعليها .
وانا قاعدة على قلبك ، وهجبلك بدل العيل عشرة .
عشان اربطك ومتقدرش تفلفص منى .
فأقول يا ستى حرام عليكى ، انتى مش كنتى هتموتى من اول عيل .
فالاقيها تعيط تانى وتقولى …شوفت اديك هو نفسك اموت عشان تجوز عليا .
فضحك ادهم قائلا …لا دى مش هرومانات ،دى لسعت خالص يا ابنى .
ربنا يكون فى عونك صراحة .
مجدى …اه والله ، شوفت الهنا اللى انا فيه .
ربنا يصبرنى لغاية ما تولد .
ده انا كده اللى هلسع مش هى وربنا .
بس قولى اخبارك ايه مع سارة مبسوط .
ادهم …انا حاسس زى ما يكون فى حلم ومش عايز اصحى منه .
سارة دى حاجة جميلة اوى ، فى كل حاجة .
بتخاف عليه وتحبنى كانى ابنها الصغير من جوزها .
مجدى …ربنا يهنيكم يا حبيبى .
انت تستاهل كل خير .
قامت سارة بالنداء على ادهم ….ادهم ادهم .
انت كل ده سايبنى واقفة مع بابا وماما وكرمة
وانت بتكلم مع مجدى .
يلا بينا عشان نروح عشان تعبت .
ادهم ..اسف يا حبيبتى ، يلا نروح .
ثم قام ادهم بالسلام على ووالد سارة والدتها .
ثم استأذن هو للذهاب إلى البيت ، واوصله مجدى وزوجته إلى البيت .
……..
وفى البيت
سارة …اخيرا رجعنا ، انا هموت وعايزة انام .
بس جعانة جدا.
ادهم بضحك ….طيب ننام شوية ،وبعدين تقوم نشوف اى حاجة نكلها .
سارة …مهو انا مش هيجيلى نوم غير لما اكل الاول .
ادهم …طيب شوفى اى حاجة فى التلاجة يا روحى .
اعملى حتى اى حاجة بسيطة زى بسطرمة بالبيض كده .
ولا حاجة .
فافترشت سارة بنظرها الأرض خجلا مرددة ….ودى تتعمل ازاى دى يا ادهومى .
فضحك ادهم …متعرفيش تعملى بسطرمة بالبيض ، امال لو قولتلك اعمليلى حلةمحشى ، هتعملى ايه ؟
فاتسعت عين سارة مرددة بخجل …..محشى يا ادهم .
لا انا مش بعرف اطبخ خالص .
فقال ادهم مداعبا لها …ايه ؟
انا شكلى ادبست فى الجوازدة دى ولا ايه يا ناس ؟
ليتفاجىء ادهم بها تبكى وتدبدب بقدميها كالاطفال .
فأسرع إليها وضمها اليه بحب قائلا …..لا يا قلبى ، انا مش عايز اشوف دموعك الغالية دى ابدا .
صدقينى انا بهزر معاكى .
وعارف طبعا سارة هانم مش هتعرف تطبخ .
ثم امسك يدها قائلا …تسمحلى اميرتى ، تدخل معايا المطبخ اديها اول درس فى طبيخ البسطرمة بالبيض .
عشان اكيد بعد كده هتكون من ايديكى احلى واحلى من العك بتاعى ده .
فضحكت سارة قائلة …موافقة يلا بينا .
فطبع ادهم قبلة حانية على وجنتيها ثم ولجا معا الى المطبخ .
وبالفعل حضر ادهم طبقا شهيا من البسطرمة بالبيض .
وجلست سارة تلتهمه سريعا ،وهو ينظر إليها .
فخجلت سارة من نظراتها تلك فقالت …ايه مش بتاكل ليه !
دى لذيذة جدا وانا بحبها خالص .
وما أظنش هعرف اعملها حلوة كده زيك .
ادهم بحب ….انا كفاية عليا ابصلك وانتى مبسوطة كده يا سارة .
سارة …قد كده بتحبنى ، يا ادهم .
ادهم …لا كلمة الحب دى كلمة قليلة اوى على اللى حاسس بيه ناحيتك .
انتى العشق كله يا سارة .
ثم ضحك قائلا ..وهتكونى احلى واحلى لما تعمليلى بايدك الحلوة دى اى اكل .
سارة …بس كده عيونى يا ادهم .
اوعدك اتعلم واعملك اكل ولا الشيف شربيني.
فضحك ادهم ….ربنا يسترها .
فضحكا سارة ، ثم فوجئت به يحملها .
قائلا …خلص الاكل وجه وقت التحلية .
ليقضوا ليلة احلام جميلة أخرى ، سيثمر عنها نبتة طيبة .
مستقبلا .
………………
وفى صباح اليوم التالى ، استعد ادهم للذهاب إلى المصنع .
سارة …مش كنت ريحت يومين كمان يا ادهم .
وكنا نزلنا نتفسح شوية انا وانت هنا .
وخصوصا انى نفسى رايحة لاول مكان رحناه انا وانت .
فاكره .
فضحك ادهم قائلا …اه طبعا فاكره ،ودى حاجة تتنسىى.
البسى يلا بسرعة ،نفطر سوا فيه .
وبعدين ارجعك البيت ، وارجع انا لشغلى .
عشان اكون مع مجدى فى كل خطوة ، احنا اتعودنا ديما نكون مع بعض .
سارة …تصور انى بقيت اغير من مجدى .
حاسه أنه فى قلبك حاجة تانية خالص .
فابتسم ادهم قائلا ….ادهم ده اخويا وصاحبى وفعلا غالى عليه جدا.
ثم غمزها مرددا …بس انتى يا سارة ، حب تانى خالص .
ملهوش زى ولا حد يقدر يكون فى مكانك .
فابتسمت ساره وتعلقت بعنقه كالاطفال .
ادهم …وبعدين كده ،مش هقدر اروح الشغل .
سارة ….لولا انى جعانة ،كنت قولتلك ماشى خليك .
فضحك ادهم مرددا …يعنى همك على بطنك .
طيب يلا يا ست هانم ، روحى البسى يلا .
.فأسرعت سارة لاستبدال ملابسها .
وخرجت هى ادهم نحو مطعم يقدم ساندوتشات الفول والفلافل الشهية .
وتبادلوا الكلمات المعسولة والضحكات .
حتى ما انتهوا ، اوصلها مرة أخرى إلى البيت .
ثم عاد هو الى المصنع ليقابل السكرتيرة الجديدة .
سهام ….؟
……….
فماذا يا ترى سيكون الحال !
وما سيحدث ولسالم وهدى ؟
………..
هذا ما سنعرفه فى الحلقة القادمة.
فكونوا بالقرب .
نختم بدعاء جميل
” رب لا تجعل حاجتي ولا سعادتي بيد مخلوق ولا تجعل انكساري وضعفي إلا لك ”
……
ام فاطمة شيماء سعيد