
قصة سفاح السيارات في مهنتي دي، واللي هي وكيل نيابة، شوفت مجرمين أشكال وألوان، وعلى وجه الخصوص، سفاحين، والي بيميز جرايم السفاحين، انها دايمًا بتبقى مختلفة، غريبة، ليها أسباب ودوافع كتيرة، واللي كالعادة بتبقى مقنعة للسفاح، لكنها غير مقنعة للقانون اللي دايمًا وأكيد، بياخد مجراه في الطريق الصحيح.. والنهاردة هنتكلم عن قصة سفاح مختلفة، جايز يكون زيها زي قصص كتير، لكن قصتنا النهاردة، عن سفاح اشتهر، بسفاح التربية والتعليم، ومن سياق الأحداث، ومعرفة الشخصية، هتفهموا سبب تسمية الاسم اللي يبان غريب شوية، ودلوقتي هنبتدي قصتنا بمكالمة جتلي من سيف، ظابط شاطر مجتهد، له اسمه وساعد في قضايا كتير، التعاون معاه، دايمًا بيكون مُثمر، زي القضية دي بالظبط، واللي كان سبب كبير فيها، في القبض على المجرم، لكن للأسف، الموضوع ماكنش سهل واتسبب في مشاكل كتير، هحكيلكوا عنها هي كمان، لكن خلينا في المكالمة اللي رديت عليها وأنا قاعد على مكتبي، لما كنت بشرب فنجان القهوة السادة اللي بحبه:
-سيف.. أخبارك، الحمد لله ياحبيبي، ااه.. طالما بتتصل بيا دلوقتي يبقى شغل، قولي، فيه جديد؟
-طبعا في جديد، معانا قضية قتل لشاب وشابة، كانوا موجودين جوة عربية وفي حتة مقطوعة، ومن الواضح كده انهم كانوا في وضع مش تمام.
-وايه اللي حصلهم بالظبط؟
-شخص لقى دم نازل من العربية، وعشان بابها كان مقفول، اتصل بينا وبلغنا بالحادثة، ولما روحنا وفتحناها، لقينا الشاب والشابة مقتولين، والاتنين دلوقتي في المشرحة، لكن كتحليل مبدأي، القاتل قتلهم بحاجة حادة ومن رقبتهم، وكمان طريقة القتل ماختلفتش بين الاتنين، والاتنين ماتوا بدون مقاومة شديدة، ومن الواضح كده انها كانت مفاجئة.
-وماتعرفش هم كانوا موجودين هناك ليه وكانوا بيعملوا ايه؟.. أصل معنى اللي بتقوله حاجة واحدة، ومالهاش تفسير تاني.
-عليك نور يا باشا، هي مالهاش تاني ولا تالت، حتة زي دي قبضنا فيها على كتير، كانوا بيحاولوا يعملوا الغلط، لكن المرادي، حظهم كان حلو ووحش في نفس الوقت، عشان ماقدرناش نقبض عليهم، لكن كان مستنيهم الأسوأ.
-وأهل الضحايا، ماعرفوش لسه؟
-عرفوا طبعًا يا باشا، ومسافة السكة ويكونوا عندك عشان أقوالهم، واحنا هنفرغ الكاميرات القريبة، ونشوف لو قدرنا نعرف حاجة، لكن المشكلة هي ان معظم كاميرات المنطقة في الصيانة، ومن الواضح كده ان القاتل، كان حظه حلو يوم جريمته، لكن على مين، هيتجاب، يعني هيتجاب.
-وده اللي أنا مستنيه منك يا سيف، لإنه العادي بتاعك.
-تسلم يا ممدوح باشا، يارب اكون تملي على قدر المسؤولية بإذن الله.
قفلت مع سيف وندهت على منصور العسكري، طلبت منه يبعت لعم صالح عشان يجي ياخد الأقوال، وف ظرف ربع ساعة، عم صالح كان دخل الأوضة وجهز نفسه، بعدها بعشر دقايق تقريبًا، والد المجني عليه كان وصل، وقتها طلبت من منصور يدخله، وبمجرد ما دخل، كان واضح عليه الحزن الشديد، لكن وفي نفس الوقت، كان متماسك وبيحاول مايكونش مهزوز، ومن هيئته اللي ظاهره قدامي، ومن غير ما اعرف عنه أي معلومات، عرفت إنه رجل أعمال، وده اللي أكدهولي لما طلبت منه بطاقته ولقيته بيقولي:
-انا منير السويفي، أكبر تاجر خشب في مصر، وبعون الله، حق ابني مش هسيبه.
-واحنا موجودين هنا عشان نجيب حق ابن حضرتك، وكل اللي بنطلبه هو حاجة بسيطة، انك تساعدنا وتقولنا على أي معلومة ممكن تفيدنا.
-أنا ابني اتقتل يا باشا، وكل ده بسبب البت الشمال اللي اسمها زينة، انا قولتله مليون مرة يبعد عنها، لكنها شيطان وركبت دماغه، وماسبتهوش، غير وهو ميت، لكن وديني.. وديني كمان مرة، انا مش هسيب اللي قتله.
-لو شاكك في حد بعينه، ممكن تقولنا.
-شاكك، وإلا شاكك، هو عبد الله التهامي مافيش غيره، عايز يقتلني في ابني عشان أبعد عن السوق أكتر، لكنه بيحلم، انا هفضل فوق، وحق ابني، مش هسيبه، سامعني يا باشا، والله ما هسيبه.
-وايه مصلحة عبد الله التهامي في قتل ابنك، إلا لو كان فيه بينكم مشكلة.
-مشكلة!.. دي مشاكل يا باشا وخلافات بسبب المنافسة في التجارة، ولما لقى الطريق ضلمة معاه، قال يضلمها عليا في أعز ما أملك، ومش بعيد يبقى هو اللي زق البت دي على الواد، عشان يستفرد بيه ويخلص عليه، بس انا مش هسكت، والله ما هسكت.
ماقدرش يتمالك نفسه أكتر من كده، ودموع خفيفة نزلت من عينه.
-الواد أمير ابني ده طايش، لكنه جدع ويسد، بس.. بس موته كسرني وحنا ضهري، لكن انا مش هسيب التهامي يشمت فيا.
-اهدى يا أستاذ منير واحنا هنجيب القاتل، وخليك فاهم ومتأكد، إن حق ابنك مش هيروح أبدًا.
-طالما انا بتنفس ولسه عايش، يبقى عمره ما يروح.
-تقدر دلوقتي تمضي على أقوالك وترجع بيتك، ولما يكون فيه جديد، هنبلغك على طول.
قام منير من على الكرسي وهو متعصب والدموع لسه في عينيه، مشاعر ملغبطة لكنها حقيقية، ومهما كان قوي، هو أب وفقد ابنه، ودورنا دلوقتي كداخلية ونيابة، اننا نقبض على القاتل وفي أقرب وقت، وعشان أي تفصيلة في قواضي زي دي مهمة، كلمت سيف بعد ما منير السويفي مضى، ومشي، وقولتله على التهامي، واني عايزه على مكتبي وفي أسرع وقت، ومش بس كده، أنا عايز أعرف كل المعلومات عنه، أكيد هتفيدنا في القضية، ولما خلصت مع سيف وقولتله كل حاجة، منصور العسكري قالي إن والدة المجني عليها برة، فمن غير تفكير قولتله يدخلها حالًا، كانت ست مصرية بسيطة، لكن عينيها مكسورة وباصة على الأرض والدموع في عينيها:
-سيدة الحنفي يا بيه، أم زينة.
سيدة قالت كده بعين مكسورة وهي واقفة، وقتها طلبت منها تقعد عشان نتكلم، وبهدوء شديد وبرعشة خفيفة في جسمها، قعدت سيدة، لكنها في اللحظة دي، ماقدرتش تتمالك أعصابها وفضلت تبكي.
-بنتي غلبانة والله يا بيه، لا ليها في الكلام اللي اتقال عليها، ولا هي بنية مش كويسة، دي شاطرة وبتعافر، دخلت كلية التجارة بمجهودها، ومن غير ما حد يساعدها ولا ياخد بـ ايديها، وكل اللي كانت فيه، كان لوحدها هي.. هي وبس، وبعد ما بقت في الجامعة، وشافت شباب وشبات غيرنا، وأحسن مننا يا بيه، ماعجبهاش حالها، وقالتلي عايزة أكون زيهم يا سيدة، واللي يحبني، يكون منهم وشبهم، مش زي شباب الحارة، الشباب الفاقدة اللي مالهمش مستقبل، وانا ست وحيدة يا بيه واصلي من الصعيد، جوزي طلقني وسابني مع 3 بنات، زينة هي الكبيرة فيهم، ووالله.. والله يا بيه، بنتي كانت عاقلة وتوزن بلد، لحد ما في يوم، اتعرفت على أمير، ابن الباشا، منير السويفي، حبها وهي حبته، لكن أنا رفضت يا بيه، قولتلها بعيد ومانعرفوش، وشاب حليوه زيه، مايبص لينا ولا يناسبنا، ولو حبها، البيه الكبير هيرفض وهيقول لا، وانا بنيتي غلبانة، تتشعلق على خيطة صغيرة، واتشعلقت يا بيه، وانا يا ولداه، لا كنت عارفة اتكلم، ولا اعترض، البت قلبها دق وماعادِتش شايفه غيره، وأدي اللي كان، وأدي اللي حصل، نزلت في وقت متأخر من غير لا سلام، ولا وداع، ولما حدثتها كتير على تلفونها، ماردتش، لحد ما انقفل، والصباح، ماكنش رباح، الحكومة كلمتني وخبرتني باللي حصل، ماصدقتش وجريت على المشرحة، وهناك، شوفتها منحورة، بنيتي ماتت يا بيه، لكن والله، هي كويسة، والظروف حكمت وقلبها دق، ودقاته كانت الأخيرة.
-اهدي يا سيدة واحنا هنجيب حق بنتك، لكن ساعدينا، يمكن يكون عندك معلومة مفيدة.
-ماعرفش يا بيه، كل اللي اعرفه، ان بنتي كانت كويسة، لحد ما قابلت ابن البيه.
ماكنش فيه حاجة تانية تتقال، غير إن أقولها اننا لو احتجناها، هنكلمها، وقبل ما تمشي وتمضي على أقوالها، بصيت في عينيها المكسورة وانا بقولها:
-خلي بالك من بناتك التانين يا سيدة، هم محتاجينك.
-ماعدتش تفرق يا بيه، ما الزينة اللي حيلتي راحت.
-تفرق يا سيدة، زينة راحت وهنجيب احنا حقها، أما بناتك التانين، حقهم عندك انتي، مش عند حد تاني.
خرجت سيدة من المكتب وهي بتترجف من العياط، وبعد ما طِلعت، وعم صالح قفّل كل حاجة، خرج هو كمان من المكتب وسابني لوحدي، كنت قاعد بفكر، يمكن أوصل لحاجة، لكن الخيط الوحيد اللي ممكن يوصلنا للقاتل، أو يكون القاتل نفسه، هو عبد الله التهامي، عشان كده، كنت مستنيه في مكتبي لحد ما يجي، وبعد ساعات، جتلي مكالمة من سيف، قالي فيها معلومات عن التهامي وإنه على وصول، كمان الكاميرات اللي تم تفريغها، كلها مش باين فيها حد، كإن القاتل عارف مكان الكاميرات كويس ومخطط لجريمته، أو يمكن يكون حظه كده، لإن شوارع تانية كتير، كانت الكاميرات فيها متعطلة، أسئلة من غير اجابة، واجابتها مش هتيجي غير مع وصول عبد الله التهامي، اللي وصل فعلًا بعد ساعة تقريبًا من مكالمة سيف، وبمُجرد ما العسكري قالي انه برة، طلبت منه يدخله وفي أسرع وقت، وعلى ما دخل وعم صالح وصل، التهامي قعد على الكرسي اللي قصادي وهو بيعدل بدلته، وكإن مافيش حاجة حصلت، وقتها طلبت منه البطاقة وقولتله..
تتبع.
سفاح السيارات
٢
أسئلة من غير اجابة، واجابتها مش هتيجي غير مع وصول عبد الله التهامي، اللي وصل فعلًا بعد ساعة تقريبًا من مكالمة سيف، وبمُجرد ما العسكري قالي انه برة، طلبت منه يدخله وفي أسرع وقت، وعلى ما دخل وعم صالح وصل، التهامي قعد على الكرسي اللي قصادي وهو بيعدل بدلته، وكإن مافيش حاجة حصلت، وقتها طلبت منه البطاقة وقولتله:
-عبد الله التهامي، تاجر خشب كبير ظهر في فترة صغيرة، ربنا كريم برضة يا أستاذ عبد الله.
رد عليا بهدوء:
-طبعًا يا باشا، ربنا كريم وبيكرم عبده المجتهد، وانا الحمد لله، في السوق من صغري وعارف خباياه، ووقت ما جتلي الفرصة، قفشت فيها وكبّرت نفسي، ما هو اللي مايستغلش فرصته، يبقى عبيط، واللي ماحدش يعرفه يا باشا، ان فرصة زي دي، بنسميها فرصة العمر، ماتجيلكش غير مرة واحدة بس.
-حتى لو على حساب تجارة غيرك؟.. أصل انا وصلتلي معلومات بتقول إنك منافس قوي لمنير السويفي.
-منااافس.. عليك نور يا باشا، قولت اللي نفسي فيه ولخصت الحدوتة، أه منير يبقى أستاذي واللي علمني السوق ماشي ازاي، بس الدنيا بتتغير، وهو مش ماشي مع موجة التغيير، وانا بقى ركبت الموجة وبقيت الأول في السباق، من غير ما أضر حد، ولا أعمل حاجة غلط لا سمح الله، والضرايب، انا أول حد بيدفعها بفضل الله، يعني وجودي هنا من الأول غلط يا باشا، أنا لا قتلت، ولا أعرف حاجة عن الواد ابنه، انا حتى ماشوفتوش غير مرتين في المصنع قبل كده، وهو واد غلبان، مايستهلش موته زي دي.
-اه.. واضح كده انك جاي وعارف كل حاجة.
-طبعًا يا باشا، وأنا يتطلب مني أروح النيابة، وأجي من غير ما أعرف القصة، وبعدين الفهمان بيريح، وهي مش جديدة على منير، أصله عصبي ويلبسها لأي حد، وأنا عاذره كويس، ده ضناه وابنه الوحيد.
-وتفتكر منير اتهمك ليه أول واحد دونًا عن كل المنافسين؟
-عشان استخسر فيا النجاح يا باشا، وشاف اني خدت زبونه منه، واني عارف كل حاجة عن شغله وبوقعهوله، وده ماحصلش، أنا راجل دُغري، دخلت السوق وكوشت على كله، يعني لا اركز مع السويفي، ولا غيره، اللي اركز معاه، هو نفسي وأكل عيشي، واللي عايز يكبر أكتر وأكتر، مايعملش غير كده، لكن موت ابنه انا ماعرفش عنه حاجة، وعزاه، انا رايحه أول واحد، ولولا إني عارف اللي فيها، واللي هيعمله لو شافني، كنت روحتله البيت مخصوص، مهما كان ده استاذي ومعلمي، واللي جوة المطبخ، نشوفه واحنا لابسين الماريلة، لكن واحنا قالعينها، نرجع كما كنا، التلميذ اللي تفوق على أستاذه، ودي حاجة ماتعيبنيش لا سمح الله.
-يعني انت بتنكر التهمة الموجهة ليك بقتل أمير منير السويقي وزينة ممدوح الغريب.
-وأبصم كمان يا باشا، قتل!.. دي ماتجيش على بالي حتى.
-طيب.. دلوقتي انت ممكن توقع على أقوالك يا أستاذ عبد الله، ولو فيه أي جديد هنكلمك، بس انت ممنوع السفر لأي حتة، لحد ما نقبض على القاتل الحقيقي.
-ونسافر فين بس يا باشا، احنا شغلنا وحياتنا هنا، في أم الدنيا، مصر، ولو عوزتوا أي حاجة، تحت أمركوا، أنا رقبتي سدادة.
مضى عبد الله على أقوله ومشي، بعدها اتصلت بسيف وقولتله على كل المعلومات اللي خدتها منه، وبعد ما خلصت قالي:
-الراجل ده شكله مش مظبوط يا باشا، كمان شغله مش بعيد يبقى شمال، لكن اللي عرفته عنه، والمعلومات اللي جمعتها، تقول انه مايقتلش، ومع ذلك، الشغل بتاعه كله مش مظبوط، ولو اتحط تحت المراقبة، هنعرف عنه بلاوي كتير.
-عفارم عليك يا سيف، وهو ده اللي انا كنت عايزه منك، عبد الله التهامي لازم يتحط تحت المراقبة الفترة الجاية، احنا مانعرفش ممكن يعمل ايه، وكده كده خليك زي ما انت، كمل في التحريات بتاعتك.
وفضلنا يومين على الحال ده، أنا بفكر في حل للقضية، وسيف بيدور ورا عبد الله التهامي وهو مش لاقي حاجة جديدة، كإن عبد الله عارف ومتأكد إننا بنراقبه الفترة دي، وزي ما عرف سبب وجوده في النيابة، أكيد عنده اللي يقوله عن اللي بنعمله، لكن اللي حصل بعد يومين، هو اللي هزني وكسر كل تحليلاتي المبنية على شهادة منير السويفي، وأقوال عبد الله التهامي، وده لما سيف اتصل بيا وقالي إنهم لقوا جثتين تانيين في حتة مقطوعة، والجثتين لشاب وشابة كانوا في وضع مُخل، والمرادي والد المجني عليه هو اللي لقى الجثتين، لما ابنه أخد عربيته من وراه، واختفى لمدة من غير ما يظهر، ولا حتى يرد على مكالماته، وقتها نزل والده يدور عليه، لحد ما لقاه مقتول جوة العربية هو وبت، والاتنين اتقتلوا بنفس الطريقة اللي مات بيها أمير وزينة، كإن القاتل بيكرر جريمته مرة تانية، لكن المرادي الوضع مختلف شوية، لإن من الواضح على جثة المجني عليه، انه شد مع القاتل، نتيجة لوجود خرابيش على مناطق مش قليلة في جسمه، ودلوقتي احنا مش بعيد نكون قدام نفس القاتل، لكن يبقى السؤال اللي بسأله لنفسي كل مرة، ليه يقتلهم بالطريقة دي وفي الوضع ده؟.. انما الموضوع دلوقتي مابقاش قتل وبس، لأ، ده بقى أكبر من كده، وعشان ماسبقش الأحداث، هكمل معاكوا اللي حصل بعد كده، لما والد المجني عليه وصل النيابة عشان أخد أقواله، وبعين مكسورة، دخل المكتب وهو باصصلي بنظرة صدمة من اللي حصل، وبمجرد ما قعد وطلع بطاقته، عم صالح جهز نفسه وقالي انه تمام، بعدها قولت لوالد المجني عليه:
-أستاذ سمير، أنا عارف إنك في وضع مش أحسن حاجة، لكن وجودك هنا دلوقتي وفي اللحظة دي، مهم.. لإن أي معلومة هتقولها، تأكد إنها هتكون مفيدة لينا ولمجرى القضية.
-انا مش مصدق لحد دلوقتي، لؤي مات؟.. ولو مات، مين السبب غيري؟.. أنا اللي دلعته وجيبتله كل اللي هو عايزه بعد ما والدته اتوفت، والنتيجة هي اللي عمله من ورايا، واللي عمله ده اتسبب في موته، انا السبب.. ايوة، دلعي الزيادة السبب، ولو رجع بيا الزمن، كنت شديت عليه شوية، كنت خليته يحس بالمسؤولية، لكن بعد ايه؟.. بعد ما راح مني، أنا أسف يا سلوى، أسف يا حبيبتي، ابنك راح وأنا السبب.
-يا أستاذ سمير، انا مقدر جدًا اللي حضرتك حاسس بيه دلوقتي، وده شعور طبيعي ماقدرش أحرمك منه أو أسلبهولك، لكن احنا هنا عشان حق ابنك.. وعشان نوصل للقاتل، لازم تساعدنا شوية بأي معلومة، يعني لو عندك مشكلة مع حد، خلاف ولو بسيط، كل ده ممكن يساعدنا ويوصلنا للقاتل
-ماعرفش، أنا راجل ماشي جنب الحيط، وحياتي كلها متلخصة في شغلي وبيتي، حتى الجواز، ماتجوزتش بعد المرحومة، وكله عشان لؤي، عشان مايحسش انه غريب في بيته، لكن فين لؤي.. لؤي راح.
-طب لؤي، مالهوش أي زمايل بيكرهوه، أو حد بيضايقه، يعني حياته الشخصية كانت ماشية ازاي؟
-ماكنش بيقولي حاجة، وكنت كل ما أسأله، كان بيطمني وبيقولي إن حياته ماشية تمام ومش ناقصه حاجة.. وأنا كنت مصدقه، وأخرتها يحصل كده، ابني يموت.
حاولت أطلع منه بـ أي معلومة مفيدة، ماعرفتش، كان تايه ومش داري بحاجة، وصدمة ابنه كانت مأثرة عليه، ووقت ما منصور العسكري، قالي إن والد المجني عليها برة، خلصت مع سمير وكملت معاه، وأول ما دخل، كان واضح عليه انه من أهالي الصعيد، لابس جلابية ومربي شنبه، والغريب، إنه ماكنش متضايق ولا زعلان على موت بنته، ده كان غضبان ومتعصب، لإنه بمجرد ما دخل وطلبت منه يقعد.. اتكلم وقالي:
-انا جيت لأجل الحكومة، لكن بنتي، خاطية وتستاهل، عرتني وعرت العيلة بنت المراكيب، نزلت في نصاص الليالي تقابل شاب وحديهم جوة عربية، ملعونة.. ملعونة يابنت صابر، قلبي وربي غضبانين عليها.
-يا أستاذ صابر بنتك اتقتلت، واحنا هنا عشان نجيبلها حقها.
-حقها؟.. وأنهي حق ده اللي بتتحدت عنه يا بيه، حق الواد الفاقد اللي ضّحك عليها وخد منها شرفها، ولا حق موتها وغسل عاري اللي ما أخدتوش بـ ايديا دول، هاجر خاطية وعرتني، وياريتني ما لقيتها يا بيه، يا ريتني ما لقيتها.
-كلنا بنغلط يا أستاذ صابر، لكن قتلها مش حل للمشكلة، ودلوقتي فيه قاتل برة، حر واحنا مش لاقينه، ومعلومة منك، ممكن تساعد كتير.
-وانا ماعنديش اللي أقوله يا بيه، والكلام خلص مع موتها، ويلا ف داهية، ماتت وريحتنا من عارها.
-يا أستاذ صابر الأمور مابتمشيش كده، احنا لازم نجيب حق البنت، ودي هاجر، بنتك، يعني غالية عندك وماتقبلش يحصل فيها كده.
-كانت يا بيه، قبل ما تقبل على نفسها اللي حصل.
حاولت معاه كتير لكن كلامه ماتغيرش، كان مقتنع ان بنته خاطية ومش فارق معاه حاجة تانية، وعشان كده خليناه يمضي على أقواله ويمشي، ولإني كنت شاكك فيه، طلبت مراقبة عليه الفترة الجاية، لكن اللي حصل تاني يوم، لغبط الدنيا أكتر، وده لما سيف كلمني وقالي إن ابن التهامي اتخطف، وطبعًا من غير ما التهامي يتهم السويفي، طب ليه قولت السويفي؟!.. عشان هو اللي ظاهر في الصورة قدامنا، وعشان كده طلبت من سيف يجيبه النيابة، أخد أقواله ونشوف الموضوع هيروح لفين، لكن القضية بدأت تتلغبط أكتر، وبعد ما بقى عندنا خيط والتاني، الخيوط دخلت في بعض والقضية بدأت تعك، بس بداية فك العُقد كانت مع السويفي، لما وصل النيابة ودخل مكتبي بكل هدوء، ومن غير ما أطلب منه يقعد، قعد وهو بيقولي..
تتبع.
سفاح السيارات
٣
بداية فك العُقد كانت مع السويفي، لما وصل النيابة ودخل مكتبي بكل هدوء، ومن غير ما أطلب منه يقعد، قعد وهو بيقولي:
-ينفع أولع سيجارة؟
طريقته وهو داخل، أكدتلي أكتر إني قدام الشخص اللي خطف سالم ابن عبد الله التهامي، وعشان أمشي الأمور أكتر وأحسسه إن خططته ناجحه.. ابتسمت وقولتله:
-أه طبعًا، اتفضل.
-لقيتوا الشخص اللي قتل ابني ولا لسه؟
-والله هو مافيش حد ابنه مقتول، بيتكلم بالطريقة دي.. إلا بقى لو كان عمل حاجة تانية تطفي ناره.
بدأ يتوتر، لكنه كان متماسك وهو بيرد عليا.
-بس انا ماخدتش حق ابني عشان أبقى بالصورة اللي انت بتقولها، لكني مؤمن إن حقه مش هيروح، طالما الموضوع في ايديكوا وف ايد الحكومة.
-أه طبعًا طبعًا، احنا شايفين شغلنا كويس أوي، لا وكمان اتأكدنا إن التهامي مالوش دعوة بموت ابنك، يعني الموضوع لسه مفتوح، ولو عندك متهم تاني، ياريت تشاركنا بيه.
-التهامي!.. اه، انا اتسرعت في اتهامي له، هو تلميذي، وتلميذ شاطر، وانا قسيت عليه بظني.
-يا خسارة، طب لو انت بتحب تلميذك، وبتتمناله الخير والنجاح، يبقى لازم تطمن على ابنه، انت مش عارف انه اتخطف ولا ايه؟!
-سالم اتخطف!.. لا حول ولا قوة إلا بالله، سالم ولد كويس ودُغري، يحب الخير للي حواليه.
-أفهم من من كده انك ماتعرفش حاجة عن خطفه قبل ما تيجي.
-وانا أعرف منين يا باشا!
-طب ماتعرفش أي معلومة كده ولا كده عن مكانه، احنا عارفين ان عيونك واسعة وتعرف كتير؟
-الله.. انت بتتهمني بخطف سالم بقى يا باشا، لطن لا، انا ماعملش كده طبعًا، ده واد محترم وأنا أحبه، أقوم خاطفه، لا طبعًا، ماينفعش اللي بتقوله ده يا باشا، اكيد فيه حاجة غلط.
-هو فيه حاجة غلط فعلًا، والغلط، انك لو ليك علاقة بخطف الواد، هتبقى قضية كبيرة أوي يا أستاذ منير.
-لا.. ده اتهام كبير أوي يا باشا، وانا ماسمحش ان حد يتهمني اتهام زي ده، أنا أه مقهور وتعبان على موت ابني، لكن اخطف، واخطف ليه يعني، وهي الحكومة راحت فين عشان أعمل كده.
-حاجة زي كده لازم تقولها لنفسك يا منير، عشان اللي انت ماتعرفوش، ان جريمة زي الخطف، هتبقى جريمة جنائية كبيرة أوي، ونومة السجن فيها، بتبقى صعبة وطويلة.
كان لسه هيعترض على كلامي، ويقولي انه ماخطفوش ومايعرفش عنه حاجة، لكن انا قاطعته.
-خطفك لسالم وقتلك له، مش هيجيب حق ابنك، بالعكس، ده هيخليك مجرم في نظر المجتمع، وكل اللي بنيته سنين، هيتهد في لحظة، والصح، انك تهدى وتساعدنا، ولما نقبض على القاتل الحقيقي، وقتها هترتاح، اه انت مش هتنسى موت ابنك، لكن على الأقل مع اعدام القاتل، ضميرك هيبقى مرتاح، انما قتلك لسالم، مش هيحل حاجة ولا هريح ضميرك، بالعكس.. ده هيتعبه أكتر.
بمجرد ما قولت كده، منير بدأ يبكي.
-أنا اللي غلطان يا باشا، أمير عاش حياته بعيد عني، أمه بتدلعه وبتجيبله اللي هو عايزه، وانا بدفع، ولو اتكلمت، هبقى بكرهه وعايز أقلل منه قدام صحابه، ولما كبر، وعاز عربية، قولتله تعالى، اشتغل معايا في المصنع كام شهر، وانا هجيبلك عربية موديل السنة، أه، حاكم انا كبرت وتعبت، واللي ابتدى من الصفر، يصعب عليه ان كل ده يروح في ثواني، وأمير ابني الوحيد، الحيلة، يعني هو اللي هيورث وهيكون مسؤول عن كل حاجة، بس الله يسامحها امه، دلعته وخلته يتمرع، ومع عرضي له، رفض وقالي انه عايز يعمل البيزنس الخاص بيه، قال يعني هو فلح في دراسته، عشان يفلح في البيزنس، لكن عبد الله.. عبد الله غير، عرف يربي صح، وابنه نزل المصنع واتعلم وشقي، ومع ابوه، كَبر الشغل وبقى رقم واحد في السوق، وانا خلاص، راحت عليا ومابقاش ليا قيمة زي الاول، ومع موت ابني، ماجاش في بالي غير التهامي، لكنه يقتله ليه وهو عنده اللي ينجحه ويكبره، ومن غيظي وقهرتي، خطفت ابنه سالم، وهو دلوقتي موجود في مخزن من المخازن، بيتعامل معزز مكرم، ويوم ولا التاني، وكنت هرجعه، وزي ما قولتلي يا باشا، انا ضميري مارتحش، انا تعبت اكتر.
على الرغم من اعترافه وحالته اللي كان فيها، إلا انه كان لازم ياخد عقابه، وفعلًا، حولته على المحكمة ورجّعنا سالم لأبوه، لكن التهامي قدّر العيش والملح واتنازل عن البلاغ، ومع ذلك، العقوبة كلها ماسقطتش، ودلوقتي احنا رجعنا للقضية الأساسية، وهي قتل الأربع شباب، واللي بحلول يومين، بقوا 8، وده بعد ما جتلي مكاملة من سيف قالي فيها على ارتكاب جريمتين تانين، والاتنين كانوا بنفس الطريقة، وبعد اللي حصل ده، الصحافة والإعلام اتناولوا الأخبار على اننا قصاد سفاح، والسفاح بيستهدف الشباب في وضع مخل، وبعض المواقع الساخرة، اتناولت الموضوع وقالت انه مش أي سفاح، ده سفاح للتربية والتهذيب، ولإن القضية وسعت أكتر، كان لازم نشدد المراقبة على الحتت المقطوعة بليل، وأي حركة غريبة، أو شخص شكله مريب، بيتم القبض عليه، وأظن إن اللي عمل أربع جرايم زي دول، هيرجع يعمل الخامسة، لإنه خلاص، شاف انه ذكي وماحدش قدر يقبض عليه، بس لا، مافيش حد ذكي على الحكومة، ومهما استخبيت وهربت، هيجي اليوم اللي هتتمسك فيه، وبعد يومين من أخر جريمة قتل، عملنا خطة للقبض على القاتل، احنا هنراقب الحتت المقطوعة، ولو لقينا أي عربية راكنة، وجواها اتنين في وضع مخل، هنسيبهم، وده هيبقى الطعم اللي هنمسك بيه السفاح، وزي ما توقعنا، حصل، ووسط مراقبتنا لعربية من العربيات، لقينا شخص في الأربعينات بيخبط على ازاز العربية، ولما الشاب فتحله وحاول يعدل نفسه من الوضع اللي كان فيه، الراجل ده حاول يفهمه ان اللي بيعمله غلط كبير، وربنا هيحاسبه عليه، لكن الشاب من الواضح انه كان شارب، ورده على الشخص ده، ماعجبهوش، وقبل ما يطلع موس من جيبه ويقتله بيه، اتقبض عليه، والشخص أو السفاح ده، يبقى عيد عبد الصبور، مدرس لغة عربية في مدرسة ثانوية مشتركة، وعيد دلوقتي، قاعد قدامي وهو مبتسم، لدرجة إنه ماكنش شايل ذنب أي حاجة من اللي حصلت، وده اللي كان باين عليه في طريقة كلامه.
-أيوة، أنا اللي قتلت السفلة دول، والمفروض إن المجتمع والدولة، يكرموني على اللي بعمله، وقبضكم عليا، مايهمنيش، لاني لو خرجت من مكتبك، هكرر عملتي مرة تانية، وعملتي دي هي للتربية والتعليم، تربية قلالات الرباية، وتعليمهم ان ده فُجر، وكمان عشان كل شاب وشابة يفكروا في الغلط قبل ما يعملوه، ويفتكروا أهلهم والمصاريف اللي بتنصرف عليهم.
-وانت مين بقى يا أستاذ عيد عشان تقرر تموتهم أو تحييهم، ماهو معنى كلامك ده، انك قاضي ولك الأمر في موت الشباب دول.
-الأمر لله، وأنا وسيلة، بحافظ على قيم ومبادئ المجتمع اللي اتكسرت مع الفيس والواتس والسوشيال ميديا، وأنا ياما حذرت كتير من الاختلاط، وف حصتي، حصة اللغة العربية، الشباب بيبقوا في اتجاه، والبنات في اتجاه تاني، ولو كان الاختلاط حلال، كان كل شيء هيبقى مباح، شباب فاسدة، وشابات بيتضحك عليهم، يتاخد شرفهم، ويقضوا الباقي من حياتهم في عار، قلة حيا، ولو اتحكم إني أكون قاضي، هيبقى حكمي عليهم هو الإعدام.
-وانت مش قاضي ولا ليك حكم عليهم، وحتى القاضي، بيكون حكمه بالقانون.. القانون اللي الكل وافق عليه، وعشان كده بنمشي بيه، لكن قوانينك الخاصة دي، تخليها لنفسك وماتشاركهاش مع غيرك، لإنك بكده، وفي نظر المجتمع، بقيت مجرم، كسرت قلوب أهالي كتير بسبب عمايلك.
-تنكسر يا أستاذ.. تنكسر لو كانت تربيتهم زبالة، واللي بقوله في المدارس ومابيتسمعش، نفذته قدام عينيهم، وبسبب اللي عملته، واللي الإعلام اتكلم عنه، الشباب خافوا، ومرة ولا مرتين كمان، وكانوا هيعيشوا في رهبة طول حياتهم، يخافوا يعملوا الغلط، عشان وقتها، هكون ليهم بالمرصاد.
-بالتعليم.. بالنصح، بالإرشاد، مش بالقتل والتخويف يا أستاذ عيد.
-الخرزانة زمان، كانت تخلي البليد، أستاذ، وفعل فاضح زي اللي بنشوفه وبنسمعه اليومين دول، مش محتاج خرزانة، ده محتاج شيء أكبر بكتير، وأنا حذرتهم وقولتلهم إن اللي بيعملوه، بيغضب ربنا، وهم ماسمعوش نصيحتي واتريقوا على دماغي، قالوا دقة قديمة، مايعرفوش ان الاخلاق والقيم، عمرها ما بتقدم.
-ماظنش إن مُعلم محترم، يبقى ماشي وف جيبه موس، يقتل بيه الناس في الشارع.. بلاش ملاوعة وكلام كتير يا عيد وقولي، عملت كده ايه؟.. وايه اللي خلاك تكمل في جريمتك، انت مُعلم، يعني قدوة لغيرك، وبعدين الشباب دول جامعيين، يعني بعاد عنك.
-وهو الواد ولا البت اللي في ثانوي لما يكبروا، هيكونوا فين يا أستاذ؟.. ما في الجامعة.. والجامعة هي اللي بيزيد فيها الإختلاط، وانا ياما اديتهم محاضرات عن الأخلاق، وحذرتهم من إن اللي بيعملوه، غلط عظيم، وفي يوم، لقيت واد اسمه عمرو، كان معاه موس ونازل بيه المدرسة، خدته منه وحطيته في جيبي، وحذرته، ان لو شوفته بحاجة زي كده تاني، هقدم فيه مذكرة وهتسبب في رفده، وفي نفس اليوم بليل، وانا راجع من درس، شوفت شاب وشابة في عربية، بصيت عليهم، لقيتهم بيعملوا اللي بيعملوه، وعشان التربية، قبل التعليم، خبطت على شباك العربية، قولتله ان اللي بيعمله ده مايصحش، وكمان قولتلها ان لو اهلها عرفوا، احتمال يجرالهم حاجة، وقتها الواد البجح، قالي اللي عندك اعمله، وانهم هيتجوزوا، كلام بيقوله عشان امشي، لكني مامشيتش وأصريت ان البت هتيجي معايا، ولما رفض، وحاول يعتدي عليا، خرجت الموس ودبحته، وساعتها ماحستش بنفسي غير وانا بدبحها هي التانية، وزي ماهو خد نصيبة، هي كمان كان لازم تاخد نصيبها، وعقاب زي ده، من وجهة نظري كان عظيم، وبسبب عظمته، كررته بدل المرة اتنين، والحقيقة ان فيه اللي قاوم، لكنه فشل، أصل الحق، عمره ما يتكسر، ووقتها الاعلام نشر الخبر، والخوف بقى في قلوبهم جوة المدرسة وبراها، واحساس زي ده، خلاني أقول إني على حق، وإنهم هيتأدبوا، وزي ما قولت، مرة ولا مرتين كمان، وكان الموضوع هينتهي، والشباب هيتعلموا.
غلط كبير عمله عيد، غلط لما مشي ورا فكرة واقتنع بيها، وأخرتها، قتل 8 شباب وشابات لسه مادخلوش دنيا، ده غير انه اتسبب في خطف شاب، نتيجة لسوء الظن، ولإن اللي عمله عيد ده ماكنش ينفع يتسكت عليه، القضية بقت قضية رأي عام، والكل كان مع اعدام عيد، وزي أي قضية لسفاح، كان فيه اللي شايفه قاتل، واللي متعاطف معاه وشايف إن وجهة نظره صح، لكن القانون واحد، وفي النهاية، اتعدم عيد وخد جزاته، وانت بقى، ايه رأيك؟.. عيد قاتل وسفاح، ولا كان له وجهة نظر؟
تمت بحمد الله.
قصة سفاح السيارات