السلسلة
١
(يا ريت قبل ما تقرأ تحط لايك عشان الريتش الفترة الأخيرة مش أحسن حاجه، وبعد ما تقرأ هستنى رأيك في الكومنتات ده بيخليني أكمل)
راجعلكوا مره تاني بحكايتي مع الونيس، في بداية الحلقة عايز اوضحلكوا شوية حاجات حصلت ليا في 3 ايام العزاء، وهو إنه تم التحقيق معايا في واقعة أبويا.. أبويا أنيس اللي توفى، او اتقتل في حادثة على إيد الونيس اللي بيظهرلي، لكن طبعا لو قولت كده للشرطة هيتهموني بالجنون، فقررت أسكت، اتابع تحقيقاتي باللي حصل، وهو اني رجعت البيت لقيت ابويا سايح في دمه، وانه كان قاعد مع ناس خمورجيه بيشربوا خمرا، قاعدين قاعدة متشبهش إطلاقآ قعدة ناس في سنهم، في النهاية الطب الشرعي اكد ان البصمات اللي على المسدس دي لأبويا أنيس، وإنه مات منتحر، وفي ظل تغسيلي للجثة لقيت سلسلة زي ماقولتلكوا، السلسلة دي بالذات أنا فاكر عنها حاجات كتير، لكني مش متذكرها، شوفتها في حلم، أو علم عيشته في الواقع، أينعم كلامي مش مترتب، لكنه مسبب ليا وجع شديد.. وجع أنتهى بعد أخر يوم استقبلت فيه عزا ابويا، وابتدت مهمتي في إني أرجع الجيش..
وهنا الموضوع بدأ، موضوع السلسلة الملعونة.. وده بعد ما روحت في النوم بليلة التالت من عزاء أبويا، وده بعد ما طبقت 3 ايام من قسم ل عزاء ل غيره، انتهى كل التعب الجسدي لما فردت جسمي على السرير، وابتدى منه تعب نفسي، إتبعه تعب جسدي مسيطر على مخي في شكل صداع.. صداع شديد أكن حد عايز يوصل ليا رسالة أنا مش قابل الإشارات بتاعتها، وفي وسط ده كله لقيت نفسي واقع وسط رمال الصحراء، وقدامي شخص.. الشخص ده كان ست شكلها مرعب، لابسه فستان زهري اللون ملطخ بالدم، بدأت الست دي تتكلم بصوت خافت، صوت واحده بتتكلم وهي بتتهند.. نهدة ما بعد بكى لساعات، الست دي قالت:
-انت عارف الحقيقة كويس يا شادي، بس هتعرفها أكتر برجوعك، رجوعك بكره هيفكرك بحاجات كتير انت كان نفسك تنساها، لكنها بتطاردك من زمان.
بلعت ريقي وقولت:
-انتي مين؟..بلاش انتي مين, انتي عايزه مني ايه؟!.. مش كفايه انك اخدتي ابويا مني!
-عمره ما كان أبوك، انت بس اللي قلبك طيب، هستناك… هستناك يا شادي.
اختفت من العدم زي ما ظهرت منه، الصداع بدأ يروح تدريجيًا، فضلت لدقايق مش حاسس بحاجه، بالعكس كنت حاسس اني في مكان فاضي تماما، مفيهوش لا سماء ولا أرض، لا ميه ولا نار… صحيت من المكان ده وأنا على السرير والمنبه بيرن، كانت الساعة وقتها خمسة الفجر، الوقت اللي يفرق بساعة عن معاد طلوع الأتوبيس، الخاص بالكتيبة اللي أنا موجود فيها بسيناء، من الجنون إني أرجع بالذات بعد كل الأحلام دي، لكن الجنون الحقيقي اني وأقف مكتوف الإيد مش فاهم حاجه، وفي الأخر أنا معنديش حاجه ابكي عليها… أنا شادي أنيس راجع ليكم بحلقة جديدة لحكاوي ميري.
***
رجوعي للكتيبة الخاصة بيا كان بمثابة فرج ليا، لأنه هينسيني هموم اليومين اللي فاتوا، وأه هينسوني هموم اليومين اللي فاتوا، ده لأني بلاقي نفسي في الجيش، بحس ان في وسط اهلي، اهلي اللي ماشفتش فيهم غير امي، ونهايتها كانت مقتولة وسايحة في دمها…. من غير ماطول عليكوا في كلام يجرح، فأنا أول ما وصلت الكتيبة لقيت القائد بعت شخص ينده لي، الشخص ده كان زميلي عبد الفتاح ،أول ما دخل عبد الفتاح العنبر كنت بغير هدومي الملكي للهدوم الميري، لكن عبد الفتاح قاطعني وقال:
-ربنا يعزيكم يا حبيب قلبي، أنا كنت عايز أنزلك صدقني بس ماكنش في ايدي، انت عارف بقى الشقى اللي الواحد فيه.
بابتسامة كدابة قولت:
-عارف يا صاحبي، من غير ما تقول، انت اخويا يا عبد الفتاح، متنساش اننا عشرة يا جدع، روح شوف وراك ايه انت بس مش هعطلك.
بالفعل عبد الفتاح اخد خطوتين لبره، لكنه مالحقش يكمل الخطوة بتاعته وهو راجع وبيقول:
-يا صاحبي أنا جي عشانك اصلا، القائد عايزك!!
-عايزني انا!!
– اه هو طلبك، وكان واضح عليه انه مش مظبوط.
-هو اليوم باين من اوله، حاضر يا عبد الفتاح، هقفز ميري وجي وراك.
بالفعل لبست الأڤارول وبدأت أتحرك خارج العنبر لغاية ما سمعت صوت حاجه بتتحرك، في الأول افتكرته فار، لكن لما ركزت مع صوت السرير اللي اتحرك اكتشفت انه عسكري، لفيت ضهري اشوف مين بالتحديد، لقيتها هي، كانت واقفة على سرير وهي مخترقة الجزء التاني منه براسها، شكلها كان مرعب، فوق كل ده كانت ماسكة السلسلة في ايديها، بتحركها وهي بتقول:
-تيك توك، تيك توك.
بعدها كملت بصوت رقيق:
-متخافش، هتعرف الحقيقة كاملة قريب، ووقتها هتندم، لكن ندمك هيبقى بدون نتيجة، ده لأن قلبك وجهك قبل أي حاجه انك توصل للنقطة دي، النقطة اللي ممكن ترجعك للصفر.
كلام مش مترتب، الحقيقة هو مرعب، بس حاسس ان لي معنى، والمعنى ده عايش جوايا، اصل مش صدفة ان الاقي الست اختفت وعبد الفتاح بيفوقني من النوم.. بيفوقني عشان اروح للقائد، ولما قولت له انه لسه جاي لي عشان اروح للقائد، قلب الموضوع هزار واتهمني بالجنون، اه صدقني اتهمني بالجنون وقال:
-انت بتضرب الودع ولا ايه ياض يا شادي، ولا انت بتعمل فيا مقلب من مقالبك.
بعد قلب الموضوع ضحك وقال:
-ولا مقلب ايه، تلاقيك نايم لسه.
مردتش عليه، استجمعت قوتي وقومت من على السرير وانا بتحرك لقائد الوحده، وقتها لفيت ضهري لثانية واحده وشوفتها.. شوفتها وهي واقفة في نفس المكان بنفس الوضعية وبصالي.
وصلت للقائد ودخلت المكتب وانا راسي في الأرض، كنت منتظر اتهامات منه كتير بداية من موت ابويا للأجازة اللي زادت مدتها، وده اللي حصل بالفعل، المختلف بس هي حاجه واحده، وان القائد منساش ان ابويا متوفي بقاله يومين، فراعى ده، منها طلب مني اروح كمين تاني ابقى رقيب عليه، بدل صف ضابط اللي بالكمين دا لانه معاد اجازتة، منها طلب مني اخد عبد الفتاح معايا، وفرحت جدا الحقيقة بالموضوع، بالذات ان عبد الفتاح هيقدر يساعدني في كل اللي بيحصلي، ده غير انه حد امين اقدر احكيلوا على كل اللي حصل ليا، بس على الأقل مش هحكيلوا دلوقتي.
***
وصلنا الكمين بعد ساعتين وسط الصحراء، المره دي الكمين كان وسط سيناء، لكن ده كله كان طبيعي.. طبيعي جدًا كمان، اللي مش طبيعي هو اللي شوفته، هو وإن المكان اللي كنت فيه مشابه جدا من المكان اللي كنت فيه بالحلم.. المكان اللي شوفت فيه أبويا عند مكنة البترول، لكن المره دي ماكنش في مكنة، كان فيه كمين، تعبيرات وشي كان واضح جدا عليها وقتها قصاد عبد الفتاح اني شوفت المكان ده قبل كده، فلقيت عبد الفتاح بيقول:
-ايه مالك، مبرق للمكان كده ليه يابني، شوفت عفريت ولا ايه؟
-لا مفيش يا صاحبي، الموضوع وما فيه ان كماين سيناء كلها شبه بعض زي مانت عارف، فبشبه على المكان.
بعدها غيرت الموضوع وقولت:
-المهم عايزين نخلص اليومين دول على خير، انا مش عايز أي مشاكل تحصل المره دي كمان، الواحد بيحمد ربنا ان المرتين اللي فاتو عدو على خير اساسا والقائد معمليش حاجه، لا دا كفائني واداني اجازة، ومن الأجازة حصلت كل البلاوي دي، ڤانا عايز اخلص فترة الجيش على خير وارجع افتح محل الجملة بتاعي، الواحد مش ناقص.
رد عليا وهو بيضحك:
-ايه ايه ايه، في ايه يابني، انت هتحكيلي قصة حياتك.
-ربنا يسامحك يا عم، اللي انت شايفه.
ضحك وهو حاطط ايده على بطنه:
-هيسامحني عشان انا مستحملك، المهم الدنيا ليلت وانا جعان أوي صراحه، فهروح أشوف أي أكل في الكمين ده، تيجي معايا؟
وقتها سمعت صوت صفارة، اتبع صوت الصفارة صوت واحده بتغني اغنية مش غريبة عليا.. اغنية كنت بسمعها وانا طفل متخطتش الخمس سنين، اندمجت وقتها مع صوت الأغنية لدرجة إن عبد الفتاح فوقني وقال:
-انت معايا ولا ايه؟
قولت له وأنا مشتت الذهن، لأني كنت مركز ساعتها على الصحراء قدامي:
-أنا، أنا لا.. لا يعني مش عايز حاجه، انا هقعد هنا في الهواء شوية، بعدها هطلع على العنبر والعساكر، احنا تقريبا كنا نسينا احنا جايين ليه..
-طب انا هروح اشوف العنبر والعساكر، بعدها هشوف اكل، بس متتاخرش عليا بس.
-حاضر حاضر، روح شوف هتعمل ايه بقى.
بالفعل عبد الفتاح سابني وقتها، انما انا فكنت مركز على الصوت اللي زاد وقتها، حسيت ان الصوت ده بيجذبني بشكل بشع،لدرجة إني كنت ماشي وراه وانا مش حاسس، لغاية ما وصلت لمكان فاضي تمامًا، كنت شايف الكميين من عندي وانا واقف على تله كبيرة، ومع التله دي الناحية التانية كنت شايفها واقفة في وسط الصحراء، كان وراها نفس المكنة بتاعة البترول اللي كانت موجودة في الحلم.. الحلم اللي شوفته قبل موت ابويا، المرعب ان المكنة بدأت تعلق، حسيت انها هتنفجر في وشي ساعتها، لكن مش ده اللي حصل، بالعكس لقيت حاجه بتتحدف عليا، الحاجه دي كانت نفس السلسلة اللي كانت في جيب أبويا الله يرحمة، مش بس كده، ده لما حطيت ايدي في جيبي عشان اطلع السلسلة اللي معايا لقيتها اختفت، معنى كده ان دي نفس السلسلة، وقتها الست اللي واقفة بعيد قربت مني، والمره دي كان شكلها جمييل جدا، وده كان باين من عيونها الوحيدة، و اللي كانت باينه من تحت الشال اللي حطاه على وشها، وكانت ماسكة وقتها عيل صغير في ايديها، بتغنيلوا وتقول:
-نام ننه هو.
في الحقيقة الأبتسامة اترسمت على وشي بتلقائية، لكن سرعان ما تلاشت الأبتسامة مع ظهور..
تتبع.
السلسلة
٢
(اسف اني اتأخرت في الجزء التاني من القصة، لكن الواحد كان عنده ظروف ومازالت، مارضتش اتأخر أكتر ونزلته)
في الحقيقة الأبتسامة اترسمت على وشي بتلقائية، لكن سرعان ما تلاشت الأبتسامة مع ظهور الكيان الشيطاني.. الكيان اللي بيظهر ليا في كل لحظة مش خير عيشتها، الكيان ده هو الونيس اللي بشوفوا الفترة اللي فاتت، عينه كانت شبه الأفاعي، اما باقي جسمة فكان اسود تماما، كنت حاسس انه لابس المموه بتاع الجيش، مش باين منه غير العينه اللي بيقتنص بيها اي عدو بسلاحة، كل الكلام ده جميل وبيفكرني بذكريات حلوه، لكن المرعب في الموضوع ان المره دي أنا العدو.. عدو ذخيرته خلصت واستسلم للموت، او استسلم انه يكون عبد ورهينه، في الحقيقة الونس ده اختار اني ابقى الرهينة بتاعته ومقررش يقتلني، ده أكدهولي أكتر لما لقيته قرب من ودني وجسمي مشلول وقال:
-قريب جدا الحرب هتخلص، ولحد ما الحرب دي تخلص، انت هتفضل رهينتي.. مش هوصيك بقى بالسلسلة لأنها غالية عليا جدا..
بدأ يتراجع وقتها والست اللي واقفة قصادي بدأت تتلاشى تدريجيا، واخر حاجه شوفتها على وشها هي دمعتها.. ومن التعب لحظتها وقعت على الأرض، رجلي ماكنتش شيلاني، لكني قاومت وقومت أرجع للكمين لأن الجو كان برد وأنا معيش حاجه تقيلة ألبسها وقتها.
***
رجعت للكمين مره تانية وأنا مرعوب من كل اللي حصل، بدأت دماغي توديني وتجيبني، حسيت إني اتجننت، ما أكيد اللي بيحصل ده مش طبيعي!!.. طب ابويا، ابويا مات ازاي!!.. اسئلة كتير اجوبتها مع ونيسي.. ونيسي اللي تقريبا محدش شافه غيري.. لحظة واحده!!
ده محدش شافه غيري فعلا، وقتها الصورة كانت وضحت قصادي ، هي وإني لازم أخد عبد الفتاح معايه بكره، هو الوحيد اللي هيأكدلي أنا مجنون ولا لا، وده اللي حصل بالفعل لما رجعت الكمين مره تاني، وقتها لقيت عبد الفتاح مجمع العساكر وقاعدين بيتعشوا، أول ما شافني عبد الفتاح وقتها قام جري عليا وقال:
-ايه يابني، ماهو مش معقولة يعني التأخير ده كله، أنا سألت عليك كل العساكر هنا محدش شافك، كنت فين انت وانا قاعد هنا لوحدي، متنساش ان المأمورية دي في الأساس تعتبر بتاعتك مش بتاعتي ها!!!
قولت له بكل تلقائية، أكن حد اتكلم عني:
-مأموريتي مش في الكمين يا عبد الفتاح، الكمين كان مجرد وسيلة عشان أوصل هنا، ووصولي هنا هيبقى سبب في نهاية كل حاجه، انا كل اللي عايزه منك بس يا عبد الفتاح انك تقف جنبي، عايزك في مشوار صغير بكره، هيبعد من هنا كام كيلو على التلة اللي هناك.
-لا بقولك ايه انت وغوشتني عليك، ايه الألغاز دي ياعم، انت مش طبيعي يا شادي من ساعة اخر حادثة، أنا بقول أكلم القائد احاول معاه في اجازة ليك، ده اكيد هيريحك انا متأكد، وهيبقى أحسن لينا كلنا.
اتعصبت عليه وعقدت حواجبي:
-لو عملت كده يا عبد الفتاح انا هحرجك وهبلغ القائد باللي بالي بالك، براحتك بقى شوف عايز ايه.
لقيته ابتسم كده وبلع ريقه وهو بيقول:
-لالا اهدى كده، انا كنت بهزر، انت زي الفل اساسا، انا اللي دماغي مفوته.
بعدها قرب مني وقال في ودني بصوت واطي:
-بس ونبي إلا موضوع البدو، عشان لو حد عرف فيها محاكمة عسكرية، وانا كنت اول مره اشرب في حياتي، انت عارف ماكنش ينفع اقولهم لا.
-اه اظبط كده يا عبد الفتاح، عشان الموضوع ده مش كويس عليك.
قلب الموضوع هزار وقال:
-ده انت قفوش اوي يا راجل، مش كده يعني.. شوف رايح فين بكره وانا في ضهرك اصلا.
-انا هروح انام دلوقتي لأني مجهد، ولما اصحى واخلص كل اللي عليا، وانت تخلص اللي عليك.. هكلمك على اللاسيلكي تجيلي.
بهزار قالي:
-تمام يا فندم.
بعدها روحت العنبر عشان انام، قعدت وقتها على السرير اللي كان غير مريح بالمره الحقيقة(وهو إيه ف الحياه بقي مريح دلوقتي)، لكن لتعبي الشديد روحت في النوم محستش بأي حاجه، وهنا نرجع لنقطة الصفر تاني.. النقطة اللي حلمت فيها بحلم مرعب، كنت شايف وقتها أمي.. امي وهي سايحة في دمها، لكن ده ماكنش المرعب بالنسبالي، لاني اتعودت على الحلم ده كتير، بالذات في الفترة اللي قبل دخولي الجيش على طول.. المره دي كنت شايفه، شوفت اللي قتل أمي، كان شبه الظل، الواضح من وشة او جسمة كله هو عينه وابتسامة الصفراء المرعبة، عيني وقتها كانت بتدمع، جسمي كان بيرتجف من الخوف، بالذات لما سمعت صوت الشخص اللي كان واقف ده، كلن صوت مميز أنا فاكرة كويس جدا، بس مش قادر أحدد هو من مين، وقتها لقيت ماية سخنة اتدلقت عليا.
قومت من النوم لقيت جسمي كله عرقان اتاريني نمت بالأفارول من غير ماخد بالي كان محررني، لدرجة انه بقى عبارة عن ماية، وجسمي كله كان بينزل عرق بغزارة شديدة، الغزارة دي أدت اني أحس بالغثيان، كنت قايم من على السرير بتطوح يمين وشمال، لغاية ما عسكري ساعدني اقلع الأفارول، بعدها بنص ساعة هديت، لكن المرعب ان ده ماكنش مبرر ان يحصلي ده كله، لدرجة اني شكيت في ان حد دلق عليا ماية سخنة بالفعل.
مأهلكتش نفسي في التفكير خالص عشان الحاجات اللي كانت ورايا، وقررت اني اروح اخلص كل اللي ورايا، وبالفعل انتهيت من كل حاجه بعد يوم مرهق انتهى باني اتصلت بعبد الفتاح باللاسلكي، ومنها ربع ساعة وكان قدامي، في البداية سألني وجهتنا لكني رفضت أقول له على أي حاجه، كل اللي كنت بقوله حاجه واحده بس:
-لو حصل أي حاجه ماتمشيش.
كان لسه هيرد عليا لكني قاطعتة وقولت:
-متناقشنينش في حاجه دلوقتي، لما نوصل هتفهم كل حاجه، الموضوع انتهى.
فضلنا طول الطريق ساكتين مش بنتكلم، انما انا كنت حاسس بصداع.. صداع كان محسسني ان في حاجه بتلعب جوه دماغي، واه المعنى الحرفي انها بتلعب جوه دماغي، الصداع زاد أول ما وصلنا للمكان اللي كنت فيه امبارح، وقتها مكنة البترول كانت موجودة، والست المرعبة كانت واقفة هناك، كل حاجه حصلت امبارح كانت بتتكرر، اتكلمت وقولت وقتها:
-عبد الفتاح انت شايف اللي انا شايفه!
لكن عبد الفتاح ماكنش بيرد، كان ساكت، بصيت جنبى بشوفه فين لقيته مبرق للي هو شايفه، بعدها اخد بعضه وجري، حاولت الحقه لكن الصداع كان زاد ووقعت على الأرض من الألم، حتى عيني ماكنتش قادر افتحها.
لحد ما هيا جات لي، عينها كانت في عيني، وشها كان بشع، متحلل تمامًا، لكن بالرغم من ده قادر أميز الدمعة اللي في عنيها، قادر أميز نظرة الحزن اللي في عنيها.
مش بس نظرات الحزن كانت في عنيها، دي كمان بدأت تكلمني وتقول مكتوم:
-فاكر يا شادي، فاكر لما الدنيا كلها استغنت عنك أنا كنت ايه عندك؟
ماكنتش عارف انطق وقتها من الصداع اللي في دماغي، ده غير الألم اللي مخليني واقع على الأرض بتألم، لكنها كملت كلام وقالت:
-اتكلم، أنا مش هأذيك، أنا ضحية زيي زيك، وانت الوحيد اللي عارف اني ضحية، مش بس كده.. انت الوحيد اللي قدرت تنقذني.
حسيت وقتها ان الصداع خف عني، وفعلا كنت قادر أتكلم وقولت:
-أنقذك!.. مش فاهم يعني ايه انقذك، انتي مين اصلا، ومين اللي بيظهرلي كل شوية ده.
-مين اللي بيظهرلك كل شوية يا شادي، مفيش حد بيظهرلك، مفيش حد اصلا وقف جنبك غيرنا.
وقتها الدم غلي في عروقي، نسيت اني بكلم شبح، ونسيت اني ممكن اموت في حركة زي دي، لكن قومت انقضيت عليها.. حاولت اخنقها لكنها كانت سراب، طيف قصادي، او سحابة وانا الطير اللي بسبح فيها، جسمي كله وقتها اتكهرب، ظهر لي وقتها الونيس المرعب، لكن المره دي بالذات ماكنش مبتسم، او يمعنى أصح كان باين على وشة الحزن هو كمان، كان واقف قريب مني بخطوات معدودة مش بيتكلم، لكني بادرت بالكلام وقولت بحزن شديد:
-انتو قتلتوا ابويا، عارفين يعني ايه قتلتوا ابويا!!!
رد الونيس الخاص بيا وقال:
-محدش قتل أبوك يا شادي.
الدموع نزلت من عيني، جسمي كله بدأ يرتجف، صرخت بصوت عالي:
-شوفتك، شوفتك وانت بتقتله، كل ده بدون أي رحمة.
الونيس وقتها بص للست المرعبة اللي كانت واقفه ورايا بخطوات معدودة، بعدها شاورلها بدماغة المظلمة أكنه بيقولها حاجه هي بس اللي فهماها، وبالفعل في اللحظة دي الست كانت اخترقتني، بدأت أحس بالصداع مره تاني، لكن الصداع المره دي كان ازيد، وقعت على الأرض من الألم، بدأت عيني تغمض واحده واحده، بعدها لقيت نفسي في مكان تاني، كنت في الشقة بتاعتنا، ابويا كان قاعد مع صحابه بيشربوا كعادتهم، وكالعادة بردو كان بيخسر.. بيخسر وهو معهوش في جيبوا ولا جنية، ده بعد ما خلص كل جنية سيبتهولوا، بعدها بدأت الخناقة المعتادة بينه وبين صحابه، بدأوا يتسرسبوا واحد ورا التاني، ابويا قعد على الكرسي يولع سجارة بعدها الباب اتفتح لوحده تماما، واللي حصل قدامي وقتها كان من الصعب تصديقة.