قصص

قصه مصحة المعادي

مين مخافش لما سمع عن شقة اتقتل فيها جار من جيرانه، أو مبيترعبش لما بيسمع عن حالة انتحار قريبة منه، وكام مكان من الأماكن في مصر اللي طلع عليها سمعة سيئة لمجرد ان حصل فيها جريمة قتل، ولو في يوم من الأيام حد قالك ان في مكان انتحر فيه عيلة كاملة مثلا بنسبالك دا نذير شؤم، ومش بس انت هتقاطع الشقة انت هتبعد عن المنطقة كلها، طب هتقول ايه بقى لما اجي اقولك عن مكان مات فيه أكتر من 800 شخص !!!
دي المقدمة اللي اخترت انها تكون عنوان للمقلب الجديد على قناتي، انا شريف يافع، عندي قناة على اليوتيوب بصور فيها فيديوهات في بيوت مهجورة وأماكن يقال انها مسكونة، باخد معايا محمد صاحبي ويقعد يحرك أي حاجة بخيط صغير، او يتحرك هو بسرعة، أو يكسر باب او يطير هوا او يهز ستارة، وبما ان الناس مفتقدة للمحتوى العربي وكل الرعب بنسبالهم أجنبي، فبيصدقوا ويخافوا، وبيعيشوا حالة من الرعب مدتها تلت ساعة أو اكتر، والقناة كسرت ملايين المشاهدات، وبقت مصدر رزق أساسي، وقررت اطور من نفسي، كاميرات ومايكات وميزانية ضخمة وبقيت اهتم بالمحتوى أكتر، واروح اصور في أماكن أكبر وسمعتها أسوأ …. انا واثق ان مافيش أي حاجة فيها و إن كل دا مجرد اشاعات، بس يلا خلينا ناكل عيش
رحلة النهاردة لجزيرة في قلب النيل، واحدة من الجزر اللي موجودة في المعادي والزهراء بدون ذكر اسمها، مبنى ضخم هناك كان مصحة نفسية من زمن ودلوقتي بقى مهجور، زيه زي معظم البيوت الأثرية هناك، وبسبب ان الجزيرة قافلة على نفسها ومش مهتميين بحد، يدوب يصحوا الصبح يروحوا يشوفوا رزقهم ويرجعوا على بيوتهم تاني فالجزيرة استحالة يجيلها ضيوف من برا وكل بيت أثري قديم متمش الاهتمام بيه من جانب الدولة …. وطبعا الناس هناك على قد حالها … عشان يخوفوا ولادهم زي ما كل الامهات بتعمل طلعوا اشاعات …. متقربش من هنا بليل عشان امنا الغولة هتاكلك، اوعى تسهر برا لحد ١١ بليل … ابو رجلة مسلوخة هيخطفك، متقربش من النيل الفجر، النداهة هتندهك ، متقربش من المصحة دي … عشان مات فيها اكتر من ٨٠ واحد !!!!! أيوة … موروث ثقافي هناك عندهم زيه زي باقي الاساطير، كبر الاطفال وخلفوا وقالوا نفس الكلمة لاولادهم، لحد لما الحقيقة ماتت، كدبة وصدقوها، هل دا موجود … الله اعلم، المهم ان ولادنا ميقربوش وخلاص، غلابة مش فاهمين حاجة، وانا بقى بصراحة قناتي بتحب الغلابة …. ومش هسيب فرصة زي دي تضيع ابدا
مدخل الجزيرة بيجي عند الطريق الرئيسي كدا وينزل لجراش هابط شوية عن مستوى الارض الطبيعي لحد لما توصل لشط النيل، وتستنى المعدية، وصلت المعدية واحنا كنا رايحين في عز الليل، واتحركنا في قلب النيل، بصراحة انا كنت خايف، لإني مبحبش البحر بذات في الليل، الضلمة الكحل دي بترعب منها، علطول بتخيل لو غرقت هحس بايه، خنقة وقبضة قلب واحساس عمري ما بحسه الا مع التخيل دا، تقدروا كدا تقولوا اني عندي فوبيا من البحر، وصلنا للجزيرة وسط نظرات قلق من الناس اللي عدت معانا، نسيت اقولكم، أهل الجزيرة كلهم عارفين بعض، حتى الضيوف بيتعرفوا،بسهولة لانهم مميزين، أشكالهم مش موجودة دايما، وأي حد غريب بيتنبذ لحد لما يخرج تاني، إلا لو معملش مشاكل، هيسيبوه لحد لما نشوف أصله وفصله وجي منين، اتمشينا لحد لما وصلنا للمكان اللي كنا عارفين مكانه بحكم اننا ممثليين تبع شركة إنتاج مشهورة، نسيت أقولكم للمرة التانية، المبنى دا جنب قصر صغير اتصور فيه حلقات تبع مسلسل جراند اوتيل، لو انت دورت شوية هتقدر بسهولة تعرف اسم الجزيرة ، وصلنا للقصر اللي كنا عارفينه من سجلات شركة الإنتاج ودورنا على المبنى الضخم لحد لما لقيناه ، مبنى ضخم وعريض جداااا والمبنى شكله منظم وحواليه سور عالي، شبه بظبط مباني المدارس ، نطينا السور ودخلنا اتمشينا شوية جوا المصحة المهجورة وفي كل حاجة محتاجينها الحمدلله، الباك جراوند اللي مليانة زبالة وطوب مكسر، السراير القديمة المصدية، كراسي بعجل للمرضى العاجزيين زمان، شبابيك كتير جدا، لكن للاسف دي الحاجة الوحيدة اللي مش هنقدر نستغلها، عشان الشبابيك كلها مقفولة بحديد، بس هنحاول نتصرف، ولقيت كمان ازايز كتير من الزجاج مرمية في كل حتة، كويس جداااا، هنقدر نعمل اصوات تكسير في كل حتة، بدأنا نجهز كاميرتنا ووحدات الاضاءة
وطلعنا برا لحد جنينة المصحة اللي بقت عبارة عن مقلب زبالة، وبدأت اصور نفسي واتفقت مع عمر انه يفضل جوا واول لما انا اخلص يفتح نور ويقفله
وبدأت اتكلم :
مين مخافش لما سمع عن شقة اتقتل فيها جار من جيرانه، او مبيترعبش لما بيسمع عن حالة انتحار قريبة منه، وكام مكان من الأماكن في مصر اللي طلع عليها سمعة سيئة لمجرد ان حصل فيها جريمة قتل، ولو في يوم من الأيام حد قالك ان في مكان انتحر فيه عيلة كاملة مثلا بنسبالك دا نذير شؤم، ومش بس انت هتقاطع الشقة انت هتبعد عن المنطقة كلها، طب هتقول ايه بقى لما اجي اقولك عن مكان مات فيه أكثر من ٨٠٠ شخص !!
وأول لما خلصت الجملة اللي متفقيين عليها حصل زي ما اتفقت مع عمر، نور ظهر من شباك من الشبابيك وحد اتحرك وجري علطول لجوا .. وبدأت انا امثل الاندهاش والتوتر .. بداية عظيمة لفيديو هيكون قوي
لكني اتصدمت، اتصدمت لما سمعت صوت عمر جي من شباك تاني خالص
– معلش انا نسيت الجملة يا شريف، هنعيد من الاول
ايه … نسيت يعني ايه
اولا مين اللي نور النور
ثانيا انت لحقت ازاي تيجي من هنا لهنا، المسافة بعيدة جدا
– يا عمر انت نورت النور وانا صورت الكادر خلاص
– نور ايه يبني، انا لسه معملتش حاجة
محاولتش ابينله اللي حصل عشان ميقولش عليا مجنون. فسكتت وقررت اكمل في صمت واعدي اليوم عشان نخلص
دخلنا جوا المصحة، وبدأنا نصور أكتر من كادر، نحرك شبابيك، عمر يتحرك وألقط الخيال في اخر لحظة ، لحد لما جات لحظة بصور في أوضة وبقلد معظم المستكشفين وبقول
– بسم الله ، بسسسم الله، يا جن، يا جنننن، اخررررج ، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وبعد ما خدت كام لقطة جيت ادخل الاوضة اللي جري جواها عمر لقيته مش موجود، ايه دا ازاي ؟؟ عمررر، ولا انت روحت فين
– انا هنا اهو
اتصدمت، الصوت جي من ورايا، والاوضة دي ملهاش غير مدخل واحد بس، انا كل دا مكنتش بصور عمر، انا كنت بطارد شئ تاني؟ شئ حقيقي!!!
– عمر في حاجة لازم تعرفها، انا في كل مرة اتفق معاك على خدعة نعملها واصورها بتطلع مش انت اللي عاملها، الفكرة اني بصورها بجد، وبصور الشخص بجد وكل دا متسجل، وانت يا عمر بتبقى في مكان تاني خالص !!!!
عمر استغرب وحس اني مجنون، أو ممكن اكون بشتغله، بس كدا كدا اللي احنا بنعمله دا هو الجنون بعينه، حاول يطمني ويقنعني مركزش لحد لما وريته اللي انا سجلته، اتصدم، وفضل يحلفلي انه والله ما اتحرك من هنا لهنا بالسرعة دي، وانه حتى لو اتحرك اكيد مش هينادي عليا ويقولي يلا نعمل التركاية مرتين … طب دا معناه ايه ؟
بص يا عمر، غالبا كدا المكان دا مسكون بجد، ودا هيفدنا جدا، المصداقية أهم حاجة، خلينا ماشيين وراه، ثم دا توتر مش اكتر، اللي يخاف من العفريت يطلعله
رد عليا وقالي بعصبية : توتر ايه يا شريف، والكاميرا اللي سجلت الاحداث كلها، كل دا تهيؤات ؟ ثم الكلام دا لو انت متأكد انه مش هيأذينا، لكن احنا ممكن نروح في داهية بسببه
عمر خايف فعلا، عمر متوتر اكتر مني، دنا كنت بحكيله عشان يطمني، حاولنا نطمن بعض وبدأنا نتحرك ونصور، بس في الاول طلعنا شوية برا المصحة وفضلنا نلف حواليها عشان نطمن قبل ما ندخل تاني، محتاجين نهدى ونشم هوا عشان قلبنا يجبنا نكمل، مشينا لحد اخر الارض .. لحد لما وصلنا للنيل، كل دا لسه مخرجناش برا جنينة المصحة ، لمحت حتة كدا فيها طوب كتير متكسر ولوح متقسمة مليون حتة، ركن بيوحي انه زمان كان متنسق، قربنا وسلطنا ضوء الكشافات عليه ، ركن فني باكتساح … لوح موجودة بس متكسرة واضح اننا واقفين جوا أنقاض مرسم
مرسم لفنان كان بيحب يرسم على النيل، بدأنا نركز في الصور بعد لما حاولنا نجمع اللوح المتكسرة، الصور دي من جوا المصحة، شخص حفظ مشاهد كتير وطلع لمرسمه الخاص وقرر انه يرسمها بشكل مبدع
لكن الصور كلها مظلمة، سودوية، مرضى بيصرخوا، دكاترة بتعذب مجموعة من الناس، شخص مدي ضهره للصورة ومستخبي في ركن الاوضة، ايه دا ثانية واحدة… شايف يا عمر اللي انا شايفه، في حد مستخبي معاه … قرب قرب، في شخص في الرسمة باصص بعينه ناحيتنا، مرسوم بطريقة تخوف وترعب، مبين راسه بس من فوق كتف الشخص المستخبي ، عينه حمرا !!! وعنده قرنين
قطع تركيزي صوت عمر وهو بيهمسلي بصوت واطي
– تفتكر يا شريف الصور دي حقيقية.. هل كل المناظر دي هي اللي حصلت جوا فعلا
قولتله معتقدش، دول مرضى نفسيين، توقع أي حاجة، ثم مش هنحكم على اللي حصل من شوية لوح .. المهم يلا نرجح للم ……
قطع كلامنا صوت جي من النيل، اتلفتنا احنا الاتنين لقينا مركب بيقرب، مركب صغير .. لو لسه متعرفوش فمعظم أهل الجزيرة دي صيادين، بيصحوا من الفجر يصطادوا، حتى بيوتهم في قلب البحر … الغلابة منهم بيناموا في المركب ومقفلينه بشكل كويس وسارقين اسلاك كهربا مشغلين بيه كل أجهزتهم ومبسوطيين جدا ببيتهم دا
– عمر … يا عمر، لو حد شافنا هنا هيحصلنا مشكلة … وكمان الله اعلم دا شمام ولا بودرجي ولا جي يهبب ايه في مكان زي دا في قلب العتمة، استخبى بسرعة وبعدين هنتصرف
استخبينا انا وهو ورا عمود كان في قلب المرسم ، والحيطان كلها مكسرة فالمكان مكشوف ، ومن وسط الزرع ظهر المركب وهو بيرسي على الشط …. اترعبنا، مش عشان المركب قرب ووصل … عشان ، عشان المركب كان فاضي ، عايم لوحده وعارف طريقه ، ظهر من العدم، ورسى بدون أي تأثير خارجي عليه
وثبت مكانه، ثواني من الصمت واحنا الاتنين مستنيين اي حاجة غريبة تحصل ، ومرة واحدة ظهر راجل غريب من قلب الماية، بيجاهد عشان ياخد نفسه واتسند على المركب عشان يقدر يطلع، ووقف وهو بينهج، ومد ايده في المركب وطلع تمثال فرعوني صغير قد كف الايد، ونط جوا المركب، واختفى !!!!
ايوة اختفى، اتبخر كأنه عدم مش موجود ، طلعنا من ورا العمود وبصينا على ارض المركب يمكن يكون نايم ومش باين .. لكن مافيش أي حد ….
– هو راح فين يا عمر ؟ هو رااااح فيييين ، انا شوفته، كان هنا، استحالة
– انا بقول نمشي
اتنرفزت عليه لانه لسه مغفل، عبيط، مش فاهم اللعبة بتتلعب ازاي
نمشي ايييييه، انا مش هتحرك من هنا الا لما اصوره تاني، انا مجاش في بالي خالص اني اصوره، مكنتش فاكر ان هيحصل حاجة، يا عمر اللي حصل دا اي كان هو ايه مش هنعرف نعمله في فيدوهاتنا مهما اتشقلبنا، انا وانت لسه موصلناش للإمكانيات دي ، طب بص، صورة ولقطة واحدة بس، اصوره، واوعدك هنخلع كلنا من هنا .. معايا ؟
عمر سكت ومش عارف يقولي، ايه خايف وعاوز يهرب، وفي نفس الوقت دي فرصة متتفوتش وعشان يتوه الكلام شغل نفسه بالمركب وقالي
المركب دا مش جديد، ولا حتى من كام سنة فاتوا، ركز كدا … دا مركب فرعوني !!
قربنا من المركب وفعلا، مش شبه أي مركب شوفناه على الجزيرة في طريقنا، عليه نقوش ورسومات ترجع للعصر القديم
– يا عمر، الجزيرة جنب القرية الفرعونية، وفي مراكب زي دي مربوطة هناك في النيل، تفتكر المركب دا مسروق ؟
وافقني عمر الرأي، لكن دا مش أهم حاجة نفكر فيها دلوقتي، المهم اننا نحاول نوصل للشخص دا تاني عشان نصور اللي حصل، وقررنا اننا نرجع للمصحة من تاني
قربنا من المصحة وكنت لسه هدخل لحد لما لمحت ممر نازل لتحت المصحة كأن دا مدخل البدروم، الشجر والزرع محاوطه ومافيش أي حد كان ممكن يتخيل ان دا يعتبر مدخل، نبهت عمر ناحيته وروحت للممر وبدأنا نشيل كل الحجارة والزرع وبالفعل ظهر الممر، ونزلنا لتحت، ممر طويل وفي الاخر بدانا نمشي لحد لما وصلنا لقاعة كبيرة مبني عليها المصحة دي كلها، وجوانب القاعة مليانة غرف جانبية
دخلنا اوضة اوضة منهم وكل اوضة عبارة مساحة واسعة وفيها حطام لديسكات وكراسي، اوضة تانية لمحت فيها ورق كتير، اوضة تالتة قدرنا نميز ما بين التراب سبورة طويلة بعرض الحيطة، اوضة كمان لقيت مكتبة واسعة ، مدرسة !!! هو كان في مدرسة في بدروم زي دا !!! وفي وسط منا بفكر اتنفضت مكاني بسبب صرخة عمر من الاوضة اللي جنبي، جريت عليه ودخلت وشعري كله وقف من الرعب، هياكل عضم لاجسام صغيرة مرمية في المكان دا، كأنها مقبرة وفي عز ما احنا مصدومين في حد خبط على رجلنا، اتلفتنا وصرخنا تاني لكننا لقيناه طفل … مجرد طفل واقف ورانا بدون أي رد فعل
– انت مييييين، بتعمل ايه هناااا
عمر كلمه بنبرة اشبه بالبكائية، لكنه قاوم عشان ميعيطش قدام طفل صغير
– في يا بني ادم انت حد يخض حد بالمنظر دا، ثم انت بتعمل ايه في خرابة زي دي ودخلت ازاي …. لحظة واحدة … انت بشر ولا ؟؟؟ بسم الله بسسم الله ، سلام قولا من رب رحيم
الطفل متحركش وفضل متنح، وبص لعمر وقاله .. هو جه ؟
– مين دا اللي جه ؟
– الحاصد
– حاصد ….. ؟ مين دة، تقصد الراجل اللي مرسوم في اللوحة بتاعت المرسم ، انت تعرفه
– هو انت شوفته ؟
– احنا قالبين عليه الدنيا، لازم نلاقيه عشان نمشي من هنا
– اهرررب، دا رجع، اهررررب
ولأول مرة وش الطفل يبان عليه تعبيرات خوف، وطلع يجري ناحية نفق صغير يدوب كفّى جسمه عشان يعدي، وبعدها سمعنا صوت خطوات على السلم نازلة، وشخص بيدندن لحن ثابت، اترعبنا، راجل بيختفي ويظهر، الاطفال مرعوبين منه، هياكل عظمية اللي واضح جدا انها بقايا لجثث اطفال، جرينا احنا كمان ناحية النفق ، وطينا على ايدنا ورجلنا وزحفنا لحد لما دخلنا لجوا ، ولقيت أكثر من ٣٠ طفل، مستخبيين ومرعوبيين، بيعيطوا ويبكوا وكل واحد منهم قاعد منكمش في نفسه،
واحد من الاطفال صرخ ناحيتنا
– انت كدا عرفتوا طريقنا، انت فتحت علينا باب ما صدقنا قفلناه ، الحاصد مش هيسبنا في حالنا
بصتلهم وانا بصور من غير ما أي حد ياخد باله
– هو مين الحاصد، وانتوا مين ؟ انتوا ولاد الجزيرة ؟ طب طب اهاليكم فين واحنا هنساعدكم
– كلهم ماتوا، ودلوقتي الدور علينا
طب احكيلنا ايه اللي حصل هنا واحنا هنساعدكم ونخرجكم
وبدأ يحكي الطفل قصة من اغرب القصص اللي ممكن حد يسمعها عن مدرسة في مصر
لو دورت عمري كله مكنتش هلاقي مدرسة بالسودوية دي .
– المكان دا من سنين قبل ما يبقى مصحة في الأصل كان مدرسة، هنا كان الدور الارضي والمبنى فوق كان دور واحد بس وكان يدوبك مدرسة لأطفال أهل القرية، في البداية الامور مشيت تمام وكانت المدرسة مبنية في الأساس على المحبة، المدرس كان بيعلم جيرانه وولاده، كل الناس كانت عارفة بعض ، لحد ما جه المدير الجديد، محمود البنا … الحاصد، أو قبل ما يكون الحاصد، حاصد الأرواح ، رفد كل المدرسيين وجاب طقم جديد من برا الجزيرة، ومن ساعتها الحال اتقلب، كنا بنتعامل بعنف وتعذيب، كان سادي، وبيكره الاطفال،
قاطعته عشان اساله سؤال مهم جدا لان في حاجات كتير مفهمتهاش، وبردو ازاي طفل صغير قادر يحكي قصة بالبراعة دي : –
– انت بتقول من سنين صح؟ ودلوقتي بتقول كنا بنتعامل بعنف ؟ ازاي يا حبيبي، انت بتكدب، عاوز تقنعني انك مش بتكبر مثلا
– انا قولت كمل القصة للاخر ومتقاطعنيش
العنف زاد، وبدأ يظهر جيل فاسد من الطلبة المتنمريين، وبكدا المدرسة بقت ججيم على دماغ أي طالب يدخلها
عنف المدرسيين
تنمر الطلاب
وأهالينا مكانوش مقتنعيين، كانوا بيجبرونا نروح نتعلم ، يوم المدرسة كان يوم اسود، بنجري ونستخبى، لحد لما جه صاحبنا وبدأ الفكرة وجر وراه الخيط
– عمل ايه صاحبكم؟
– انتحر …..
انتحر وهو بيجري من استاذ محمود ومن الرعب طلع للسطح، والمدير نشف دماغه وطلع وراه، صاحبنا من الرعب نط ومات
وكل الطلاب حسوا ان دا الملاذ من الجحيم، مكانش في أي حد يوعينا ان دا غلط، بعد شهرين طالب كمان انتحر، وفي طلبة بدأت تقتل نفسها … بمقص … بموس البراية، كنا عاوزين نخلص ، لحد لما المدرسة صابتها سمعة زبالة، وكل الاهالي احتشدوا عشان يقفلوها، لكنه رفض، وقعدنا من المدرسة لحد الامتحانات
وفي أول مادة كان ما صدق يشوفنا، كان غاضب جدا وعاوز ينتقم بسبب اننا نشفنا دماغنا وقعدنا، يوم الامتحان كان جحيم،
مذبحة، صوت صراخ الطلبة سمع الجزيرة كلها ، لما كبرنا عرفنا ان اللي كان بيعملوا فينا دا حاجة اسمها اغتصاب .. دا غير الضرب لحد الموت ، في اليوم دا حصل ٦ حالات انتحار
وصوت صراخنا خلى أهل الجزيرة كلهم يتجمعوا، جم من كل حتة واقتحموا المدرسة، المدير اتعجن من الضرب، ودفنوه في البدروم هنا، ولسه هيكملوا ضرب فيه لحد الموت سمعوا صوت البوليس، فجريوا ، وبعد كدا المدرسة اتقفلت … ومحدش يعرف عن محمود حاجة
– وانت عرفت كل دا منين، وازاي هو بعد الزمن دا كله عاوز ينتقم
– عشان احنا مش عايشين، احنا الطلبة اللي انتحرت …….. اوعى تموت ، حاصد الأرواح هيتغذى على روحك لو طافت
في اللحظة دي الحيطة اتكسرت ، ودخل حاصد الأرواح للاوضة السرية، المدير …. ومع دخوله الكشافات فصلت، وصوت صراخ الطلبة حوالينا من كل حتة، الله اعلم بيعمل ايه، معرفش، ومش عاوزين نعرف !!!! احنا جرينا، ومعرفناش روحنا فين لكننا طلعنا للمصحة من تاني خدنا نفسنا واستنينا لحد لما الجو هدي والادرينالين بدأ يجف من الدم، بصلي عمر وقالي : طبعا انت كدا اتأكدت اننا لازم نمشي، ما انت لو ممشيتش همشي انا يا شريف، انا مش هكمل ثانية واحدة هنا، انت سامعني، مشش هكمللل ثانية واحدة
– طب طب اصوره وبس انا مل
– مافيششش حاجة اسمها اصوره، قولتلك هنمشي
كان لازم اقنعه، لازم سبب مقنع لإن اللي شافه جحيم، وعشان اقنعك تكمل في الججيم لازم تكون الغاية جنة، وجنة عمر هي الفلوس
– عمر، اسمعني للاخر، انا كنت خلاص على وشك ثانية واحدة بس واصوره، اشوفه بعين الكاميرا ولو ثانية واحدة وهنمشي، هنجري والله ومش هيلحق يمسكنا، لازم الفيديو يبقى قوي يا عمر، واقولك حاجة، فلوس الفيديو كلها ليك … قولت ايه ، فلوس الفيديو كلها يا عمرو
هنا عمر سكت ووافق، على نياته، باصص للي تحت ايده، وميعرفش الخير اللي هيجيلي من بعد الفيديو دا
قررنا نكمل، وصورنا باقي اوض المصحة بحثا عن الحاصد لكنه مش موجود، مجرد خطوات بنسمعها هنا وهنا، وكل لما نطارد اثره نلاقيه اختفى، كأننا محبوسين في دايرة وبنلف حوالين بعض، وفي الاخر رجلنا جبتنا لحد الارشيف … مخزن الأسرار كله
– هنا هنقدر نعرف ونفهم كل حاجة يا عمر، احنا قدام لغز، نحله وهنقدر نهرب ، ممكن في الأخر ميطلعش في حاجة غريبة، والموضوع يبقى قدام عينا واحنا مش شايفين
دخلنا الأرشيف، ولقينا صور لكل مكان في المصحة، المصحة مجهزة على أعلى مستوى !!!
اتبنت واتأسست على إعداد قوي بحيث تكون من أكفأ المصحات في مصر في الوقت دا .. وكل دا واضح من الصور
كل التجهيزات الحديثة، معدات وأجهزة وسراير وخدمة عالية، حديقة فوق السطح، صالة للبولينج، كل قوانين حقوق الإنسان مطبقة بكفائة، معقول المكان دا كان جنة بالمنظر اللي احنا شايفينه !!!! كل صورة بتدل على راحة وسعادة بالغة … معادا حاجة واحدة بس، الناس اللي كل دا اتعمل عشانهم ، المرضى !!! كل المرضى النفسيين اللي في الصور ملامحهم باهتة، عينيهم شاردة، واضح على وشوشهم أعراض الاكتئاب، والتعذيب !!!!
واضح ان كل دا يا عمر اتعمل عشان بس ناخد تصاريح المصالح الحكومية ونتهرب من الضرايب ، طب احنا هنا نقدر نجمع بعض الخيوط … المكان دا كان مدرسة زمان، وجه مدير فاسد وغير كل الموازين أدت لانتحار طلاب كتير، وبعد كدا المكان اتقفل بسبب السمعة، واتفتح مصحة نفسية للمرضى وواضح انها كانت من أقوى المصحات وقتها، ومننساش انها اتبنت على أنقاض المدرسة، اللي كان محبوس فيها المدير، الله اعلم خرجوا ولا لأ ، بس بما ان الجثث لسه مدفونة تحت لدرجة انها تحولت لعضم، نقدر نقول ان محدش جه جنب البدروم من ساعتها، معنى كدا ان المدير فضل تحت ومات
– لا مماتش
يعني ايه يا عمر ؟؟
– شوف الصورة دي يا شريف ؟ محمود اهو … المدير
ركزت في الصورة اللي هو قال عليها لحد لما لمحته، واحد من المرضى محمود البنا المدير … واحد من المرضى !!!! اكيد المصحة لقته بعد مدة طويلة ، لدرجة انه اتحبس مع المرضى عشان يخضع للعلاج، ممكن كانوا فاكرينه مريض هربان، هربان ؟ ولو هربان هربان من ايه ؟ … المكان دا كان بيحصل فيه حاجة يا عمر ولازم نعرفها ، قلبنا الارشيف اكتر لحد لما لقينا مشغل فيديو قديم وجنبه عدد من الشرايط ، شغلت اول شريط وكان توثيق لكل مظاهر الجمال في المصحة، زيه زي الصور، الشريط اللي بعده كان زيارة لمنظمة حقوق الانسان وبعض المسئولين من الحكومة المصرية، دورية روتينية للتوثيق واختاروا مريض بيبتسم ويشكر في المكان، وبشوية تركيز هيبان اوي انه بيمثل، وانه هنا شاف الويل، كل الشرايط مافيهاش اي حاجة مفيدة، وانا برجع الصندوق اللي فيه الشرايط لمكانه لقيت في زي درج سري، مع شوية معافرة وترزيع فيه قدرت اكسره، ارضية الصندوق كانت مدارية درج تاني تحتيه، طلعنا الشرايط والاوراق وشغلنا وظهر دكتور عفى عليه الزمن، عجوز بملامح حادة وبيصور نفسه
التجربة ١ :
مساء الخير، دي اول تجربة هنا عن بعض طرق العلاج اللي مطلوبة مننا، وهنتأكد من صحتها حالا، العلم والتقدم مفيدين جدا وبيخلوك فعلا تعالج المريض، لكن لو المريض دا ميستحقش يتعالج، ليه تقدمله العلاج اصلا ؟ ليه تعالج شخص هيأذي البشرية سنين لقدام … عشان كدا قررنا نوفر طرق مؤلمة .. هتفيد العلاج النفسي اة ، لكنها هتوفر للمريض رحلة مؤلمة
للتطهير من ذنوبه، والطرق دي هتتطبق على المجرمين بس ، منها يتعالج من الدوافع النفسية اللي وصلته لكدا، ومنها يعرف ان في كل مرة يذنب فيها رحلة العودة هتكون مؤلمة
وعشان كدا بنينا المصحة دي، للتجربة
الفيديو خلص، مصحة للمعالجة بالتعذيب !!!
احنا قدام سبق صحفي خطير يا عمر، المكان دا شكله جميل ومنمق عشان نلفت نظر الحكومة بعيد عن كل الانشطة المشبوهة اللي بتتعمل جواه ، وبين جدران المصحة نقدر ننفذ خطتنا ونبعت نتايج الاختبارات والتجارب للمنظمة الاجنبية اللي المصحة اتعاونت معاها
شغلت الفيديو التاني
مرضى كتير وقع عليهم تجارب بشعة، لكني ركزت على مريض واحد بس، المدير !!!!
بالفعل، لقوا جسمه محبوس في البدروم وأنقذوه من الموت، وبما ان ملوش أهل يسألوا عليه قرروا انهم ينفذوا عليه أقصى التجارب
التجربة الاولى
شوفت محمود وهو بيتصعق بالكهربا
دي طريقة عشان يخلوه ينام !!!!
ازاي !! ازاي الكهربا اللي هتنفض جسمك تخليك تنام
لما تابعت التجربة فهمت، أول شئ كهربا الجسم بطرق متكررة لحد لما ينهار فيغمى عليه، بعد كدا الكهربا من تاني ، وبعد كل مرة يدوله منوم، الايام اللي بعد كدا شالوا المنوم
بس الفرق ان العقل اقتنع ان بعد الكهرباء اغماء او نوم
فبقى ينام تلقائي … تلاعب عقلي دنئ !!!!!
محمود المدير كل لما يحب ينام كان يطلب منهم يتكهرب !!!
وكانوا بيرفضوا … ويسيبوه صاحي لأيام، لحد لما يتكهرب عشان ينام بسهولة
التجربة نجحت ونجت من الاختبارات
لكن محمود منجاش
كان مغيب، بيترعش عنده صرع شبه دائم
لكن لأ، انت فعلا تستاهل … انت، تسببت بانتحار الطلبة، لكن … لكن هو صعبان عليا … عشان بعد نجاح التجربة طبقوا عليه نظام علاجي جديد، علاج المرض النفسي بجعله وجها لوجه مع مرض نفسي اخر ، محمود كان بيخاف من الضلمة، بدأوا يقفلوا عليه باب اوضته لأيام في الضلمة، وبعد كدا لشهور، وكان عايش على الحقن المتوصلة بجهاز عشان يمده بالبروتينات اللازمة
الصور والفيديوهات جسدت معاناته
كان بيبكي بدل الدموع دم عشان حد يخرجه لكن كانوا بيرفضوا، كان بيعيط زي الاطفال من الرعب …. لحد لما استسلم للضلمة ، والتجربة من جديد … نجحت !!!!
باقي الفيديوهات فيها تصوير للجحيم اللي حصل في المصحة بعد كدا
بعد تطبيق انواع مختلفة من العلاج على كل المرضى
المصحة بقت بيت رعب
مجموعة من المشووهين نفسيا
اللي نظرته حادة
اللي بيبكي ، اللي بينتحر أول لما تجيله الفرصة تصوير للممرضات الغلابة اللي مستحملوش المنظر دا وانتحروا
والفيديوهات هنا خلصت
بدأنا نتحرك انا وعمر واحنا ساكتيين .. مصدومين من الحقيقة اللي عرفناها والمرة دي بقينا ماشيين في المصحة واحنا فاهميين كل حاجة، حتى الأماكن والعلامات
زي مثلا اننا وصلنا لاوضة واحد من المرضى اللي شوفناهم
دخلنا الاوضة واحنا بنصور المكان اللي اتعذب فيه، وسمعنا صوت صعقة كهربا !!!
احيانا الفهم بيقربك اكتر للحقيقة
بيخليك مبصر، كأنك صاحب كرامات،بتقدر تشوف رسايلهم، علاماتهم ، علامات الموتى ..
كملنا لف في المصحة وفي كل اوضة بتحصل اشارة
لعبة تتحرك لمريض طفل اتعالج بالكوابيس
سرير اتحرك لمريض اتربط لأكتر من ٤ سنين
كرسي هزاز اتحرك لمريض اتعرض عليه لانواع حقن مخدرة
صراخ اطفال، بكاء ممرضة، دموع مريض مجرم … بس بعد ما كفر عن ذنبه بالتعذيب
والأكثر صدمة، صورنا مشاهد حية لخيالات الممرضات وهي بتنتحر من السطح، مجرد خيال بينط وفجأة يختفي
– يا شريف، انت صورت كل حاجة ممكن تتصور، نمشي بقى خلاص هاا، نمشيييي
لا يا عمر لسه فاضل حاجة، اصوره، المدير، وليه اتسمى بالحاصد، اكمل الحدوتة ونهرب، مش هيأذينا متخافش، دا كدا مجرد روح . اكيد مات يعني
– انا لسه عايش
سمعنا صوت شخص اتكلم ولكنه مش بشر، صوت جي من جهنم!!!
واول لما وجهنا الكاميرات ناحية الشخص اللي اتكلم هرب وجري
جرينا وراه لكن ملهوش أثر، سامعيين الخطوات وفضلنا وراه وفي كل مرة مبنلحقوش،
دا اكيد محمود البنا، اصوره ازاي، نمسكه ازاي، الضلمة، الضلمة ، بدأت اركز على الضلمة، الأماكن اللي مهما نورت فيها كشافات مش هقدر ابيد ضلمتها، ولما مشينا بالمبدأ دا قدرنا نلمحه، في كل مرة اجي اصوره يهرب لكني لكام ثانية قدرت اكون صورة عنه، جسم عاري تماما ، كثيف الشعر، لو اللي في بالي صح هتبقى كارثة
محمود لسه عايش !!!!
لما المصحة اتقفلت محدش قدر يشوفه، لإنه بيحب الضلمة، وعشان كدا مقدرناش نشوفه وقت المركب، لانه مبيقربش من أي مكان في نور، الضلمة وبس ، الشعر الكثيف دليل انه عايش لمدة طويلة … ولما سلطت النور عليه لأكتر من ثانية صرخ، وهرب وصوت صراخه شيطاني !! هو … مافيش غيره، هو محمود البنا، مشيت وراه صراخه، بيصرخ و كأنه اتصاب، ولكن اصابته هنا كانت النور اللي مشافهوش من مدة ، مشيت وراه لحد لما وصلت لاوضته، نفس الاوضة اللي كانت في الفيديوهات ريحتها بشعة، فيران وحشرات ميتة، تقريبا دا كان مصدر أكله كل السنين دي !!! هياكل عضم كتير في كل حتة، قبر … قبر نجس ، ولمحنا التمثال اللي كان في ايده وقت ما شوفناه الصبح، لما مسكت التمثال قدرت اتعرف عليه، تمثال رع … إله الشمس عند الفراعنة … الشمس، النور !!! محمود فقد الأمل واتجنن لدرجة انه افتكر ان هيفك لعنة الضلمة بلعنة النور عند الفراعنة، المدير بيحاول يتحرر، سمعت جسم بيتحرك في الاوضة، وجهنا النور ناحية ركن الاوضة ولقيناه واقف مدينا ضهره، نفس وضعية الرسمة اللي على النيل،
وصرخ من النور ولكن المرة دي مافيش مهرب وفضل يستنجد بيا، : اطفييي النور، ارجوووك اطفي النور
طفيت النور بسرعة ووجهتله الكلام
– ما تخافش، احنا جايين نساعدك، مش هجيب النور ناحيتك، لكن كلمني، ساعدني وهساعدك ، مين الاطفال اللي تحت دول
رد عليا وهو بيبكي، كل اللي انتحروا بسببي، بيطاردوني في كوابيسي، ارواحهم متعلقة بالمكان، مش هسيبهم في حالهم، هما السبب، هما السبب في عذابي، زي ما عذبتهم وهما عايشين ههعذبهم في موتهم .. هحصد روحهم
– وعشان كدا سموك الحاصد، لسه متغيرتش يا محمود، رغم كل الألم دا والتجربة اللي نجحت لكن انت اثبتت فشل التجربة، المجرم مش هيتغير، المجرم مش هيتوب
سكت محمود ومردش ، عمر قالي
– شريف، هو راح فين، على فكرة لما كان بيتكلم صوته كان بيقرب، افتح الكشاف
فتحت الكشاف لقيته في وشي ، نفس الوش اللي شوفته في اللوحة ظاهر من كتفه، شيطان .. شيطان بعيون حمرا، دا الشكل الجديد لمحمود بعد التجربة النفسية اللي مر بيها
هجم عليا وحاصرني وعمر جري، قعدت اصرخ، لكن معرفتش اهرب منه، ومحمود فضل ياكل في لحمي، وانا اصرخ لكنه كان قوي ومش قادر ادفعه، حسيت بالدم بينزف مني من كل حتة، صحته غريبة، دا مش شخص عاش على الحشرات لسنين، كمل أكل فيا وبدات افقد الوعي، وفجأة شالني وراح بيا ناحية اوضة، مش شايف أي حاجة من الضلمة
غير ضوء جه من الشباك ، أحمر وازرق !!!
ايوة … سرينة الشرطة ، عمر طلب الشرطة بعد ما هرب
وعلى الضوء دا لمحت جوا الاوضة هياكل عضم كتير متعلقة، علقني المدير جنبهم من رجلي، وراسي متجهة للارض .. ايوة
الصحة دي سببها ان محمود قتل وأكل لحم كل الدكاترة والمرضى اللي هنا، والاوضة دي هي غرفة الطعام، غبت عن الوعي وبعد كدا ……
هنا القصة انتهت، القصة دي بعتهالنا عمر صديقه، بعد لما لمح اللي حصل وهو مستخبي وبعد كدا هرب اول لما دخلت الشرطة للمكان
لكن التقرير طلع ان مافيش أي حاجة ودا كان مجرد بلاغ كاذب، وقدروا يستعيدوا تمثال رع من جديد ولقوا بقايا دم
يعني مافيش أثر للمدير ولا لعمر
هل ماتوا
الله اعلم
لكن اللي نعرفه ان عمر مش هيرجع للجزيرة دي تاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط