جه الوقت اللي لازم اتجوز فيه. وده حسب التوقيت المحلي للعادات والتقاليد المنتشرة في بلدنا. مينفعش تكمل خمسة وعشرين سنة من غير ما تكون متجوز ومخلف عيلين تلاتة مثلاً. وأنا بالشكل ده متاخر اكتر من خمس سنين.
أنا شاب مؤدب وطول عمري في حالي ومليش اي احتكاك بالنساء اكتر من كلمة صباح الخير بس مش اكتر.
وغير كده معرفش اي حاجه عنهم.
عشان كده سبت امي هي اللي تختار لي العروسة المناسبة ، بما إنها ست وتقدر تعرف مين البنت الكويسة ومين اللي مش كويسة . وكمان هي عرفاني كويس وتقدر تعرف مين البنت اللي تناسبني .
وأمي كانت ست نقدر نقول موهوبة في المواضيع دي . فهمي بنظرة واحدة بس للبنت، تقدر تعرف هي كويسة ولا لا .. ومخدناش راي والدي في الموضوع ده. لأنه للأسف ميت من فترة . ومخدناش رأي حد من اخواتي لاني مليش اخوات وبعيش انا وامي لوحدنا في البيت..
وهي طبعا زيها زي أي أم و حبت تطمن عليا قبل ما تقول المجاملة المعتادة بتاعتها. يابني نفس اطمن عليك قبل ما اموت…
وافقت أنا طبعاً لاني مبحبش ازعلها او ارفض لها طلب بما انها شايلة مسئوليتي من زمان. وعمرها في يوم من بعد بابا مامات . اتخلت عني في اي حاجه خالص بالعكس دايما كانت بتفكر ايه اللي يسعدني وكانت بتعمله .
وبصراحه برضه مفيش شاب في سني معندوش رغبة في الجواز.
حتى ولو كان الموضوع مجرد فضول ، نفسك تعرف إيه اللي بيحصل في الجواز ده..وليه كل الناس مهتمين بيه بالشكل الكبير اوي كده.. وازي بيعشوا المتجوزين؟ والحياة بينهم بيكون شكلها عامل ازاي؟ كل دي أسئلة مش هيجاوب عليها غير الجواز بنفسه..
كلمت أمي الست فوزية. وقعدت معاها وعرفتها إننا بندور علي عروسة ليا.
وطبعاً لو انت بتدور علي عروسة فاكيد مفيش اكتر من الست فوزية. تعرفك مين البنات المتاحة دلوقتي. لأنها تعرف كل بيت وكل بنت فى بلدنا ويمكن البلاد اللي جنبنا كمان..
أول ما أمي كلمتها في الموضوع. فرحت اوي وطلعت زغروطة كبيرة من بوقها. قالت سبوني يومين تلاتة كده وأنا هجيبلها اجمل بنت في البلد… وطبعاً كل عريس بيكون فاكر إنه خد أجمل بنت في البلد..
بعد يومين كنت راجل من شغلي واول ما دخلت البيت . لقيت امي بتستقبلني بفرحة مبالغ فيها. وهي بتقول..
“لقينا عروسة ياسامح بنت جميلة ومحترمة الحمد لله..
:كويس. مين دي بقي؟
:هدير ، بنت الاستاذ محروس
أنا:إن شاء الله تكون كويسة ويتم الجواز بسرعة..
” يعني نحدد معاهم معاد خلاص؟
” حددي معاد ياماما وإن شاء الله خير..
: متقلقش أنا كده كده حددت معاد معاهم ، هنروح النهارده بالليل..
ضحكت من طريقتها وكأنها هي اللي هتتجوز مش انا.
اول ما سمعت إسم البنت حسيت بغصة في قلبي ولقيته اتقبض كده من غير سبب. معرفش ليه حصل كده لكني مركزتش .
و قبل ما اغير هدومي نزلت تاني عشان اجيب ورد وشيكولاتة لأن مينفعش ندخل على الناس بايدنا فاضية كده زي ما أمي قالت.
بالليل اتحركنا أنا وأمي وطبعاً معانا الست فوزية.. وصلنا عند بيت أستاذ محروس .
وهو استقبلنا بترحاب كبير.
والبيت كان شكله مرتب اوي ونضيف. لحقوا يعملوا كل ده أمتي ؟ سألت نفسي وأنا قاعد في الصالة ببص على العفش والديكور بتاع البيت .
وبعد شوية دخلت علينا هدير وشايلة صينية عليها عصير.
وبدأت تقدمه للحاضرين أبوها وبعدين أمي والست فوزية..
وبعدها جت عندي.
هي بجد أجمل بنت في البلد . قولت كده وانا ببصلها ومبسوط اوي انها طلعت بالجمال ده. أهو ده وش فعلاً يستحق الواحد يصحى الصبح علي رؤيته..
وهي بتديني العصير. ايدي لمست أيدها بالغلط غصب عني.
لقيتها وقعت على الأرض مغمي عليها. والعصير غرقني كلي.
وكل اللي كانوا قاعدين كانوا متسمرين مكانهم مذهولين من اللي حصل..
اختها الصغيرة جابت ازازة برفان .
وبدأنا نفوقها بيها .
اول ما فاقت مكانتش فاهمة إيه اللي حصل وليه كلنا متجمعين حواليها كده و مخضوضين..
مسكت امي ايدها وسندتها عشان تقف وبعدين قعدت جنبها وقالت
“شكلك مرهقه أوي يا هدير مالك؟
كان باين أوي إنها لسه مفاقتش يمكن متعرفش هي فين..
هي كانت جميله بجد وشها ملائكي زي ما بيقولوا. بس فيها حاجه غريب . على طول باصة في الأرض وتحس إن في غضب كبير جواها بتحاول تكتمه..
لاحظت الست فوزية نظراتي ليها وعدم فهمي للي بيحصل.
وقالت.
“عروستنا شكلها بتتكسف أوي. ومش قادرة حتي تبص علي العريس اللي هتكمل عمرها معاه..
وبدانا نتكلم عن الشبكة والمهر والكلام ده كله.
وكنت مستغرب أوي ابوها اللي وافق علي كل حاجه من غير ما يأخذ رأي بنته إذا كانت موافقة ولا لا..
وطبعاً مش هسال امي لاني عارفة ردها من قبل ما أسأل.”وهو في وحدة مجنونة ترفض عريس زيك”
اتفقنا علي كل حاجه حتي معاد الفرح. واتفقنا يكون بعد شهر واحد وده لاني كنت جاهز والعروسة كمان جاهزة.
وفضلنا قاعدين شوية نتكلم في أي حاجة ملهاش لازمة.
وأنا عيني علي العروسة اللي باصة في الأرض وكان في حاجة ضايعة منها. وقاعدة متوترة كده ومش على بعضها خالص.ولمحت كده عنيها. كانت لونها أحمر أوي زي الدم.
قولت يمكن من الإضاءة أو حاجة زي كده وعديت الموضوع.
في الطريق واحنا مروحين سألت أمي .
“إيه رأيك فى العروسة؟
ردت باختصار.
“شكلها كويسة.
ولقيت الست فوزية بتتدخل في الكلام وهي غضبانة.
” البنت كويسة و جميلة ومحترمة وخجولة والف واحد يتمناها. وابوها راجل محترم. عايزين إيه تاني مش فاهمة..
محدش فينا رد عليها وكملنا في الطريق عادي.
رجعنا البيت عادي .
وفي اليوم ده ، دخلت نمت بدري زي منا متعود.
فجاة لقيت نفسي وسط فرح وفي معازيم كتير حواليا وفي أضواء وسامع أصوات زغاريط وناس كتير شكلهم مبسوطين أوي وامي هي كمان واقفة عمالة بترقص من كتر ما هي فرحانة. ازاي الوقت عدى بسرعة كده وجه يوم الفرح معرفش. المهم إني مبسوط دلوقتي مش لازم أفضل أسأل كده كتير.
لقيت هدير داخلة عليا وانا قاعد في الكوشة مستنيها. وهي لابسة فستان فرح أبيض. وكانت جميلة اوى اليوم ده. قومت من مكاني عشان استقبلها. واتحركت ناحيتها بابتسامه كانت مالية وشي.
أول ما مسكت ايدها. لقيت وشها اتحول فجأة وبقي قبيح اوي. وفستانها بدأت تمسك فيه النار معرفش جت منين دي.
حاولت اسيب ايدي من ايدها لكني مقدرتش. كانت ماسكة في ايدي بكل قوة. وشها اتحرق من النار اللي كانت خارجة من الفستان. والجلد بتاع وشها كله اختفى ومبقاش فاضل قدامي غير جمجمة بتطلع نار من كل حته فيها. وانا بدأت أصرخ بصوت عالي عشان حد ينقذني. وفجاة كل المعازيم اللي كانوا في الفرح. بيقعوا يموتوا واحد وراء واحد. وامي بتقرب مني وتقولي
يتبع..
الجزء الثاني.
قصة.
#جوازة_نحس
مالك خايف ليه. وانا برد عليها برعب. خايف ايه انتي مش شايفة اللي بيحصل هنا. دي لعنة مش جوازة.
“متخافش دي كلها حاجات سهلة وبتحصل يعني انت شكلك متوتر.
كنت ببصلها بغضب وانا شايف كل الكوارث اللي بتحصل حواليا دي وهي جاية تقولي متخافش. فجاة لقيت هدير مسكت ايد أمي هي كمان. والنار وصلت من هدير لأمي. وبعدها وصلت ليا أنا كمان..
سبيني انا مش هتجوز سبيني انتي نحس. سبيني.
فوقت لقيت نفسي على سريري .
فهمت إن ده مجرد كابوس. استغفرت ربنا. وشربت مياه وبدأت افتكر الكابوس البشع ده تاني.
قولت دي شكلها جوازة نحس من أولها. لما في البداية بحلم حلم زى ده أمال قدام شوية هيحصل ايه. لكن قدرت اقنع نفسي إن ده مجرد حلم بسبب التوتر وخوف الإنسان من الارتباط وأن الواحد مننا دايما عنده رهبة من الارتباط والمسئولية..
وفي الأيام اللي بعد كده بدأت زياراتي تزيد ليها بحكم إني عايز اتعرف عليها اكتر واقرب منها ويكون في تفاهم مابنا.
لكن في كل مرة كنت بروح عندهم . كنت بتفاجي من رد فعلها الغريب.
كانت دايما بتقعد بعيد عني. وتبص في الارض ومبترفعش عنيها عليا خالص. وتقعد تمسك في اي حاجه حواليها او حتي ملابسها وتعمل نفسها مشغولة معاها..
كنت كل ما اكلمها مكنتش بترد اغلب الوقت. ولو ردت بيكون كلمة او اتنين بالكتير. وكأن الكلام محشور في بوقها.
هي بنت غريبة اوي بصراحه كنت بمل أوي من القعدة معاها. بسبب الحاجات الغريبة اللي بتعملها.
لما حكيت لأمي اللي بيحصل معايا وإن ده مضايقني ومش هروح هناك تاني. لكن امي اقنعتني إنها خجولة شوية واول مرة تتعرض للموقف ده. والنوع ده من البنات محتاج صبر في التعامل.
ولازم أنا اللي أحاول افكها واخليها تثق فيا بما إني الراجل وكده..
اقتنعت بكلامها للأسف. وقررت إني هعمل كده. واحاول اخليها تتخلى عن خجلها وكسوفها دول..
وفي يوم روحت عندها. وكالعادة أهلها سابونا لوحدنا عشان ناخد راحتنا. وهي دخلت واختارت أبعد نقطة عني وقعدت فيها. بدأت اتكلم كتير وأخرج من موضوع لموضوع عشان تتكلم هي كمان أو اي حاجة تلفت نظرها في كلامي . ولا مكنش في أي فايدة خالص من كلامي.
لأنها متكلمتش ولا حتى بصتلي.
قربت منها شوية عشان ألفت انتباهها.
قعدت موازي ليها. وحطيت ايدي علي كتفها و لسه هتكلم.
حسيت بحاجة غريبة أوي مش طبيعيه. حاجة كده بتنغرس في أيدي حسيت إن في اشواك كتير أوي تحت أيدي. وكأني مسكت صبارة كبيرة مش كتف خطيبتي.
وهي بدأت ترفع وشها وتبصلي. عنيها كانوا قربوا يخرجوا من مكانهم بسبب الغضب اللي كان ظاهر على وشها..
وفجاة عنيها ابتدت تحمر أوي بشكل غريب ومرعب.
وهوب في لحظة لقيت عنيها عمالة بتنزل دم غزير أوي.
وبدأت تخرج منها أصوات غريبة كده. اصوات زمجرة وكأن في حيوانات كتير بنتخانق جواها.
وسمعت صوت بيتكلم من خلالها لكني متأكد إنه مش صوتها. لأنه صوت متحشرج ومتقطع. وغليظ أول مرة أسمع حاجة بالبشاعة دي.
الصوت قال. “ابعد والا هتتاذي”
رجعت لورا وأنا مش قادر اتلم علي جسمي اللي كان بيتنفض من الخوف حسيت إنها كانت عايزة تقتلني.
البنت دي فيها حاجة غريبة بجد. دي أكيد مجنونة مش طبيعية ابدا.
وفضلت بصالي البصة المرعبة دي وهي واقفة مستمرة مكانها وكأنها تمثال مصنوع من الطين. وكنت خايف تتحرك في أي وقت وتحاول تقتلني. وفي الوقت ده متقدرش تقول دي مجرد بنت وانت راجل لا دي وحش مرعب والله مش مجرد بنت.
بقيت احرك رجلي بهدوء وانا باصصلها وبتحرك ناحية الباب ببطئ. وهي عنيها بتتحرك معايا مع كل خطوة . عنيها لسه بتخرج دم بطريقة بشعة أوي مش عارف جابت كل الدم ده منين هدومها كلها اتغرقت دم وبقي في بقعة كبيرة موجودة عند رجليها. أول ما وصلت عند الباب خدت بعضي وجريت بسرعة. اختها فضلت تنادي عليا ولكني مردتش عليها. انا ناقص تطلع هي كمان زي أختها . ومش بعيد دي تكون بتطلع نار مش دم من عينيها.. وكملت الطريق جري لحد البيت عندي. واول ما وصلت نديت علي أمي بعصبية. خرجت مذعورة من اوضتها بسبب صوتي العالي..
روحت مسكتها من ايدها وقعدتها قدامي.وهي عمالة بتسال لانها مش فاهمه حاجه من اللي بيحصل.
قولتلها.
“بصي يا امي. هدير دي مجنونة وفيها حاجة مش طبيعية..
“ليه يابني بتقول كده. هو حصل حاجه مابينكم ولا ايه؟
فقلت لها انظري ياامي.
إن مني هذه تبدو مجنونة.
حكيت ليها كل اللي حصل لكن مش بالتفصيل. وإنها كانت عايزة تموتنى بس لمجرد اني حطيت ايدي علي كتفها.
بس رد أمي كان غريب .
“يابني دي مش مجنونة . دي عفيفة وعمرها ما اتعرضت للموقف ده، وانت أكيد فجئتها .
” ياامي مش موضوع عفة . دي حصل منها حاجات غريبة أوي مش هقدر اقولها لك.. أمال بعد الجواز إيه اللي هيحصل لما كل ده حصل في الخطوبة بس..
:متخافش بعد الجواز الوضع هيتغير . والخجل ده هيروح لما تحس إنها خلاص بقت حلالك. وانت لازم تتعامل معاها بعقل بلاش تتسرع اصبر .. قولت لنفسي يمكن هي فعلاً بتتكسف مني زي ما الكل بيقول . ويمكن مش بتعرف تتعامل مع رجالة بسبب تربيتها. لكن اللي حصل كان أكبر من كده. الشوك اللي حسيت بيه لما لمستها. والدم اللي كان بيخرج من عنيها ده. ما كل دي حاجات غريبة مش مفهومة. وحتي مش هقدر احكيها لحد عشان هيقول عليا بتبلي على البنت المسكينة..
وعرفت بعد كده من أمها إنها طول عمرها انطوائية ومنعزلة . ومكنتش حتى بتسلم على اي حد حتي اقرب الناس ليها زي ولا عمها او ولا خالها.. وكانت بتتعامل معاهم على انهم اغراب عنها..
بدأت الامور تمشي لسبب لا يعلمه إلا الله. بس انا كنت بحاول اتجنبها أكبر قدر ممكن. مكنتش بكلمها كتير في التليفون. وحتى زياراتي كنت مقللها جداً. إلا بس للضرورة القصوى. زي اليوم اللي أمها اتصلت بيا وطلبت مني اني اخدها و ننزل نشتري لبس للفرح. وإن ده هيقربنا من بعض اكتر وكده. اضطريت اوافق غصب عني. وعديت اخدتها من بيتها ونزلنا مع بعض.
أول ما شوفتها حسيت إنها متغيرة أوي اوحشت بشكل غريب أوي بشرتها اسودت وعنيها دخلت جوا وشها. وجسمها بقي هزيل أوي. كل ما معاد الفرح يقرب كل ما حالتها بتبقي اصعب يوم بعد يوم.
كانت ماشية ورايا ببطء شديد. عشان متكونش قريبة مني زي عادتها.
وكل ما التفت عشان اقولها اسرعي شوية. الاقيها بصالي بغضب وعنيها بيتطاير منها شرار.
من الذوق إن أول مرة أخرج مع خطيبتي فيها لازم ندخل نتغدي . عشان كده دخلنا مطعم سمك لاني بحب السمك و مسالتهاش تاكل إيه لأني كنت عارف إن رد فعلها مش هيعجبني.
اول ما دخلنا قعدنا علي طربيزة في ركن لوحدنا عشان ميكونش فيه إزعاج. عدي علينا الجارسون وسألني تحب تطلب إيه. طلبت اللي انا هاكله. وبصتلها عشان تطلب هي كمان. لكنها كانت في عالم تاني خالص مش معانا. عمالة تبص حواليها وكأنها أول مرة تدخل مطعم وده كمان لاحظته واحنا ماشيين كان بتفضل تبص على الشوارع والناس والمحلات. وكأنها جاية من عالم تلني أو أول مرة تخرج للشارع.
المهم طلبت أنا بالنيابة عنها. مش الجارسون وبعد ربع ساعة رجع وفي يده صينيه عليها الأكل اللي طلبناه.
بدأت أكل وعزمت عليها عشان تاكل . لكنها مرضتش .مرضتش حتى تدوق الأكل وكانت بتبص له وتبصلي بقرف معرفش ليه. بصراحه قولت أكبر دماغي براحتها بقى مش عايزة تاكل متاكلش هاكل أنا. قعدت أكمل أكلي عادي. وهي وقفت مرة واحدة كده. سألتها مالك وقفتي كده ليه مرة واحدة. قالت هروح الحمام هو فين. شاورتلها عليه . وقعدت أنا أكمل أكلي ،شبعت والحمد لله لكني حسيت انها اتأخرت أوي دي بقالها حوالي ربع ساعة في الحمام. معقولة بتعمل إيه جوه كل ده. بس مرضتش اضايقها قولت استنى شوية لحد ما تخرج لوحدها. عدي ربع ساعة كمان لكنها مخرجتش . ناس كتير قعدت بعد ما احنا قعدنا وخلصوا اكل ومشيوا حسيت إن شكلي بقي وحش. قولت لازم استعجلها . أو أتأكد حتى إنها بخير محصلهاش حاجة جوه.
خبطت على باب الحمام مردتش.
ابتديت أقلق واخبط بقوة أكبر وأنا بنادي عليها. مردتش برضه قلقت بصراحه. خبطت الباب بكتفي مرة واتنين لحد ما اتفتح. أول ما انفتح لقيتها مرميه على أرضية الحمام.
وكانت مغمي عليها. لكن مش ده الغريب . الغريب إنها كانت منهمكة أوي وكأنها كانت في خناقة الطرحة كانت متشالة من على شعرها.
وكان في خرابيش كتير علي جسمها. علي ايديها على رجلها اللي ظهرت قدامي لاول مرة لان الجيبة بتاعتها كانت مرفوعة لفوق شوية. قربت منها وشديت الجيبة علي رجلها. لكن شكل الخرابيش كان غريب أوي. كلهم واخدين نفس الشكل. تلات خرابيش متوازيين مع بعض بطول رجلها تقريباً. وعلى دراعها نفس الكلام.
يتبع..
الجزء الأخير.
قصة.
#جوازة_نحس
جبت شوية مية وحاولت افوقها.
أول ما شافتني قاعد جنبها وشايل رأسها بين أيديا. قامت مفزوعة.
عنيها كانت حمرا أوي بشكل غريب. وكان باين عليها الانهاك والتعب. كانها كانت شغالة في جبل بتكسر صخور مثلاً.
بدات تقف علي رجليها وتعدل شعرها وطرحتها وهدومها. وبتبصلي بغضب وكأن أنا اللي عملت فيها كده.
بقولها إيه اللي حصل؟
قالت معرفش انت بتعمل إيه هنا مش المفروض ده حمام حريمي مينفعش تدخله.
“انتي اتاخرتي أوي وأنا قلقت عشان كده ، دخلت اطمن عليكي ولقيتك في الحالة الغريبة اللي انتي فيها دي.
ردت وهى بتاخد بعضها وتطلع برا
“انا كويسة مفيش حاجه.
خرجت وراها دفعت الحساب وقولت انا لازم اخلص من اليوم ده بأي شكل .
وبالفعل دخلنا أول محل ملابس حريمي يقابلنا لاني كنت عايز اخلص من اليوم ده بأي شكل. لقيتها بتختار كل الملابس اللي لونها أسود غامق وكأنها هتحضر عزا مش فرح..
وطبعاً مكانتش بتاخد رأيي في اي حاجه بتشتريها خالص.. وكانت بتتعامل علي إني مش موجود من الأساس. مجربتش تاخد رايي حتى على سبيل المجاملة..
خلصت اخيراً. واحنا خارجين من المحل لقيتها ذقتني لورا وطلعت تجري في الشارع زي المجنونة..
الناس بدأت تتجمع وافتكروا إني بحاول اسرقها او اتحرش بيها..
بدا الغضب يسيطر عليهم وكانوا خلاص قربوا يكسروا عضمي.
لكني شرحت ليهم كل حاجه وأن دي خطيبتي واحنا خلاص هنتجوز. ولكن حصل سوء تفاهم خلاها تمشي وتسيبني بالمنظر ده..
بعد ما خلصت من الناس وكل واحد فيهم راح لحاله. حاولت الحقها لكني للاسف معرفتش.
روحت عندهم البيت وطلبت ابوها يكون شاهد على الكلام اللي هقوله.
ولما خرج لي. حكته كل اللي حصل. وسألني إيه اللي خلاها تعمل كده. قولتله معرفش . انا يادوب كنت بسالها وبقولها هو انتي بتحبي حد تاني..
“طب ايه اللي خلاك تسألها سؤال زي ده؟
انفعلت وبدأت احكيله حاجات من اللي بنته بتعملها معايا. زي تجنبها ليا. وقلة اهتمامها وحتى الغضب اللي دايما بلاحظه في عنيها لما ابصلها..
وبرضه ملقتش منه رد جديد
نفس الكلام الغبي عن إنها خجولة وملهاش اي علاقات قبل كده.
ولكن ملقتش رد وقتها ، كنت رايح عشان انهي كل شئ واخلص منها ومن علاقتها الغريبة دي . ولكني ملقتش سبب اقدر اقنع بيه والدها. وكده كنت هخسر الدهب والحاجات اللي انا جايبها. وللاسف كنت حايب دهب كتير.
وبدل ما كنت هنهي كل حاجه. لقيت نفسي بتقف على معاد الفرح. اللي هو بعد أسبوع من دلوقتي..
وطول الاسبوع ده حاولت قدر الإمكان اقضيه بعيد عنها.
ولكني كنت كل يوم بحلم. بيها داخلة عليا الاوضة ولابسة فستان فرح لكن لونه اسود مش ابيض.
وتبدأ تقرب مني. بقوم اقف علي رجلي وانا مستغرب. شكلها بيكون عادي أوي لكن في لحظة بيتحول. وشها بيتملي شعر وكأنها غوريلا. وعنيها بتبدا تنزل دم. واديها بتبقي شبه المخالب بتاعت الحيوانات المفترسة.
وكل ما تقرب مني بشم ريحة وحشة أوي كأنها جثة ميتة .
وتبدأ تتكلم بصوت غليظ ومرعب . وبتقول كلام مش مفهوم زي.
هتندم، الجوازة عمرها ما هتكمل، هتتاذي، ارجع احسن لك ، الجوازة دي فيها موتك، أستعد للعذاب.
كل يوم بنفس الشكل ونفس الحلم وكل حلم تقولي كلمة من دول وبعدها تتبخر وتختفي من قدامي.
وأقوم مذعور وخايف وكانه مش حلم كأنه حقيقي..
مبقتش عارف اعمل ايه ولا اتصرف ازاي. دورت كتير علي اي حل اخلص بيها من الجوازة. اللي هتجيب أجلي دي لكني للأسف ملقتش. ومن غير ما احس لقيت إن الأسبوع عدي .
ومحستش باي حاجه غير وانا بدخل بيها شقتي وهي خلاص بقت مراتي.
لما بصيت ليها بعد ما دخلنا من باب الشقة. لقيت إنها زادت وحاشة وقبح.
وشها بقي باحت وبشرتها بقت سودة أوي وكلها بقع كأن عندها مرض جلدي.. وتحت عنيها بقي عبارة عن خيط كبير أسود وكأنها منامتش بقالها شهور.. عضم وشها بقي بارز وكان عندها مرض عضال او حاجة زي كده.. حسيت بجد كأني متجوز زومبي او جثة ميتة بقالها كتيروبتتحلل خلاص..
حتي ايديها بقت معضمة اوي وصوابعها بقت رفيعة لدرجة إنها كانت بتفكرني بالمخالب اللي كنت بشوفها في الحلم. وحسيت إن الحلم هيتحقق وإنها هتغرز مخالبها دي في رقبتي في أي لحظة.
حاولت بكل الطرق اقنع نفسي إن مفيش حاجة وإن الوضع طبيعي وانا بس اللي تفكيري مشوش وكده..
قربت منها عشان اتكلم معاها بما اننا اتنين لسة متجوزين ولازم اباركلها على الجواز واطمنها .
لكنها مدتنيش فرصة. وذقتني لورا. وطلعت تجرى على أوضة النوم وقفلت الباب وراها بعنف. وكأنها بتهرب من واحد عايز يغتصبها.
ده ايه الحظ المهبب ده. هي دي الجوازة اللي كنت بحلم بيها وهي دي البنت اللي هلاقي سعادتي معاها.
كنت مخنوق أوي من تصرفاتها المش مفهومة دي. لدرجة إني كنت هبكي . لكني مسكت نفسي وخرجت اشم شوية هواء يمكن اهدي شوية..
كنت بمشي في الشوارع زي اللي تايه مش عارف هو رايح فين ولا جاى منين. كنت عمال افكر هقول إيه لامي ولاصحابي ولأهل هدير لو سألوني عملت ايه في ليلة دخلتك.
الوقت مر دقايق وساعات وانا قاعد في جنينة جنب البيت. مكنتش حتي عارف الساعة كام ولا عارف الوقت أتأخر ولا لا. بعد ما مليت من القعدة وحسيت إن مفيش فايده منها. مكنش قدامي غير إني ارجع تاني البيت. طلعت مفاتيحي وفتحت الباب بهدوء قولت يمكن تكون نامت مش عايز اصحيها لأني بجد مش طايق ابص فى وشها دلوقتي. أول ما فتحت الباب لقيت في حركة غريبة بتحصل جوه أوضة النوم. قربت بشويش وفجأة لقيت نفسي بسمع صوت غليظ جاي من جوة. ثواني كده ده لا يمكن يكون صوت هدير ده أكيد صوت راجل.
يعني عفة وشرف وخجل وكلام كتير صدعوني بيه عنها وعن أخلاقها وفي الآخر جايبة واحد في بيتي ويوم دخلتنا.. مستنتش إني افتح الباب حتى. وذقيته برجلي كسرته أول ما دخلت لقيت راجل مديني ضهره. قربت منه وحاولت امسكه .
لكن لقيت نفسى بمسك الهواء. بعد عني في آخر لاحظة وكأنه بيشوف بضهره..
شوفت وشه او ما بصلي. كان شكله وسيم بطريقة تجذب النظر جدا يمكن لو قولت أجمل انسان شوفته في حياتي مش هكون ببالغ . لكن ده مش سبب يخلي واحدة تخون جوزها ليلة دخلتها..
اتحركت نحيته. وكورت ايدي عشان اضربه في وشه .
وبكل قوة وجهت ليه ضربة. شفت ايدي وهي بتعدي من وشه وبتخبط في الحيط كأنه مش موجوده او كأنه فراغ.. رجعت كررت المحاولة تاني وتالت ورابع وعاشر كمان.
لكن كل مرة بيختفي من قدامي وبلاقي نفسك بضرب حاجة تانية غيره. مرة الحيط مرة السرير مرة الدولاب. حتي مرة جت الضربة في هدير وهي قاعدة. لكنها متحركتش برضه من مكانها. وفضلت قاعدة مسهمة زي اللي نايمة مغناطسيناً .. مسكت مولة من ملل السرير . عشان اضربه بيها لان ايدي وجعتني بجد من كتر منا عمال بخبط في حاجات صلبة قدامي
ولكن مفيش فايدة مجتش فيه. لكن المرادي وكأنه زهق مني لقيته ذقني ذقة صغيرة لكن لقيت نفسي بترمي لورا وكأن في عربية نقل خبطتني. اتسمرت مكاني وكنت مذهول من اللي حصل. ازاي ايدي عدت كده من وشه وازاي ذقني بالقوة دي بأقل مجهود؟ قرر الموضوع اكتر من مرة وهو يمسكني ويرميني على الأرض. حسيت إني جسمي كله اتكسر. وبقيت بسال نفسي ازاي لما انا اجي اضربه يتحول لهوا كده وازاي هو بيقدر يمسكني ويشيلني عادي .
بصيت لهدير وهي قاعدة على السرير مش بتنطق ولا بتتكلم وكأنها مربوطة في مكانها.
قولت بعصبية. حسبي الله ونعم الوكيل فيكي وفيه أنتم زبالة .
وفجاة لقيت شكل الراجل بيتغير قدامي. والوش اللي كنت لسه بقول عليه اجمل وش شوفته في حياتي اتحول لاوحش وأقبح وش في لحظة.. الجلد كان بيقع من على وشه وكأنه بيسيح. كأنك جبت مية نار ودلقتها عليه. وعنيه بيتحول لونها للأحمر. واسنانه بقت شكلها مقرف اوي متلغبطين ومش مترتبين وبقوا كانهم شوية مسامير مرصوصين في بوقه.. بقي اضخم بكتير من الأول.
ده مش إنسان ولا حتى حيوان. دخ شيطان ايوه شيطان. ازاي مفهمتش ده ه من بدري دنا غبي أوي..
بدأت أقرأ قرآن بصوت عالي وانا برتجف من الخوف.
وهو وشه كله بقي احمر من الغضب. لا ده في حاجة تانية. تقريباً جسمه بيسخن كله . لاني حسيت بالحرارة اللي خارجة من جسمه..
متوقفتش عن القراية لحظة. وأنا بتحرك لحد ما وصلت للكوميدينو. كانت أمي حاطة فيه مصحفين عشان يحمينا ونقرا منه وكده..
طلعتهم مسكت وأحد في أيدي وايديت وأحد لهدير. مكانتش راضية تاخده ولا حتى قادرة تمسكه باديها . لكني حطيته في ايدها غصب عنها..
وهو لسه واقف الغضب كان بياكله زي النار اللي بتاكل في الخشب بالظبط. اتكلم بصوت غريب كده له تردد وكأنه بيتكلم في ميكروفون. والصوت عالي أوي لدرجة إني حطيت ايدي علي ودني عشان اخفف حدته شوية..
كنت خايف بجد مش هنكر.
تخيل تكون واقف في اوضتك يوم فرحك وفي شيطان واقف قدامك بهيئته الحقيقة اللي محدش يقدر يستحملها.. وبيقولك وهو بيشاور على مراتك.
” دي ملكي لوحدي . انا ملكتها من زمان أوي ومنعت عنها جنس البشر كلهم من الرجالة. ومنعت أي عريس يتقدم ليها. ولكني معرفتش امنعك انت ياحقير . شوفت كل حاجة وحشة ممكن حد يشوفها لكنك كملت. بس لو فاكر إني هسيبها ليك. او همشي بهدوء فده مستحيل أنا مش همشي غير لما ادمرك واخليك متنفعش لاي حاجه خالص.. لكن قدامك فرصة تهرب دلوقتي.
فجاة الدنيا بتضلم من حواليا كل الاضواء بتاعت البيت بتنطفي.
مبقتش شايف اي حاجه خالص. يادوب بس حاسس بحركة غريبة بتتم من حواليا بس مش قادر افهم ايه اللي بيحصل. كل ما اتحرك خطوة ألاقي نفسي وقعت علي وشي. وايدي بتتملي حاجة شبه التراب كده.
عمال بنادي علي هدير لكنها مش بترد. بحاول اتحرك لكن مش عارف. بعد شوية الحركة ابتدت تخف واحدة واحدة. وفجاة لقيت ضوء خفيت أوي بينور كان ضوء أصفر مرعب هو كمان .
بيص حواليا لقيت الاوضة بقت ضيقة أوي. والحيطان بقي شكلها غريب السرير اختفي والدولاب وكل حاجه تانية كانت في الاوضة اختفت.
والأرض بقت عبارة عن أرض طينية مليانة تراب. وفي شباك حديد مربع مقفول من برا .
كده انا فهمت دي مقبرة إنا بقيت في مقبرة مش في بيتي. ازاي سبت بيتي وجيت المقبرة دي معرفش . امتي ده حصل ماعرفش . هل هقدر أخرج من هنا دي اللي لازم أعرف أعملها. قبل ما اتخنق واموت هنا. وساعتها محدش هيعرفلي طريق حتى.
مشيت بهدوء بتحسس كل حوائط المقبرة. جايز الاقي أي فتحة أو طريقة اخرج بيها. كنت عارف إني ده امل ضعيف أوي لكن مكنش قدامي اي حاجه تانية اتمسك بيها، وانا بتحرك رجلي خبطت في حاجة مرمية على الأرض ، كانت حاجة طرية لينة مش صخرة خالص، كنت عايز ابص لكن الخوف اتملك مني ومكنتش قادر اشوف ايه اللي رجلي خبطت فيه ده.
مديت ايدي اتحسسه من غير ما ابص، لقيت حاجه لينة بتاخد وتدي مع ايدي لكنها مش لينة أوي كان متماسكة برضه برخم إنها طرية.
مقدرتش اعرف هي ايه من ملمسها . قررت إني لازم ابص مفيش حل تاني . هيحصل ايه يعني اكتر من اللي انا فيه. هيكون إيه ده تعبان عملاق مثلاً هيلتهمني ويعصر جثتي لحد ما اموت. مش هتفرق منا كده كده هموت. ببطء وخوف فتحت عيني وبصيت على الأرض. لقيت هدير هي اللي مرمية علي الأرض قدامي . ازاي مقدرتش أعرف إن ده جسم انسان ؟ أكيد بسبب الخوف . الرعب مش بيخلى العقل يشتغل بالطريقة الصحيحة ابدا. ويبدأ الإنسان يفقد القدرة على الحكم الصحيح. نزلت علي ركبي جنبها. وحاولت افوقها لانها كانت مغمضة عنيها وفي حالة ثبات كأنها مغمي عليها. فضلت اهز فيها وانادي عليها عشان تفوق وتتحرك أو ترد عليا حتي . لكن لا حياة لمن تنادي كانت شبه الصنم بالظبط. مش بتتحرك وجسمها كان بارد أوي. شكيت إنها ميتة. وطيت اكتر وحطيت ودني على صدرها عشان إسمع إذا كان في نبض ولا لا. لكن الحمد لله كان في نبض.
قمت من مكاني بحاول الاقي اي مخرج يطلعنا من هنا قبل ما نموت إحنا الاتنين. وفضلت اتحرك في المقبرة الديقة دي زي المجنون. وكل شوية أرجع ابص علي هدير يمكن تكون فاقت لكن مفيش فايدة.
خبطت على الشباك كتير ونادين اكتر واكتر. لحد ما تعبت ونزلت على الارض من اليأس والتعب .
كنت مدي ضهري لهدير واول ما بصيت عليها. لقيت في تعبان ضخم اوي معرفش ظهر منين. بيتحرك ناحيتها. وعمال يطلع صوت غريب من بوقه. ولسانه طالع من بين النابين بتوعه كان لسان مشقوق نصين طويل. بيتحرك لفوق ولتحت بشكل مرعب اوي. حاولت ابعده من بعيد كده لكنه متهزش خالص. ولسه بيتحرك ناحية هدير ببطء.
قلعت حزام البنطلون اللي كنت لابسه وحاولت اهوشه بيه. لكنه كان بيبصلي كده وكأنه عايز يضحك علي الهبل اللي أنا بعمله. لكن اعمل ايه مفيش في ايدي اي حاجة تانية اعملها. كان وصل عند هدير خلاص. وبدا يلف جسمه حوالين جسمها. وبيعصرها بقوة أوي. كنت حاسس بده وأنا شايفها بتآن من الألم رغم إنها مغمي عليها.
كان بيضغط اكتر. وانا بشوفها قدامي بتتعصر. وبوقها بيطلع ريم. وعنيها بتنزل في دم من شدة الضغط.
كنت بشمع صوت ضلوعها وهي بتتكسر واحد ورا التاني.
بعدين بدأ يفتح بوقه وبيحاول يلتهم رأسها. كنت شايفها وهي بتدخل جوا بوقه . ومش قادر اعمل اي حاجه.
كنت خايف وجسمي بيترعش ونفسي يكون كل اللي بيحصل ده حلم واصحى منه. لكنه مكنش حلم للأسف. التهمها بالكامل وكنت شايف جثتها وهي ثابتة وواضحة أوي جوا بطنه . بعدها لقيته بيتحرك ناحيتي معرفش ليه.
كان بيبصلي بتركيز كبير. وبيتحرك نحيتي ببطء لأن جسم هدير كان متقل حركته اكتر.
كنت عايز أجري لكن أجري اروح فين دي كلها مقبرة متر في متر .
بيقرب اكتر وانا حاسس إني خلاص لازم استسلم مفيش حاجه اقدر اعملها تنقذني من الموقف ده.
وقفت مكاني خلاص اعصابى سابت ومبقتش قادر افكر حتي .
وهو بدا يلف جسمه حوالين جسمي ويعتصرني بقوة . كل اللي كان بيحصل لهدير قدامي من شوية بقي بيحصلي انا دلوقتي. جسمي بيتعصر. وعضمي حاسس انه بيتكسر . ألم فظيع اوي لا يطاق.
في وسط الألم والتعب ده. افتكرت حاجه غريبة. ازاي تخيلت تعبان ضخم اول ما دخلت المقبرة. وفجأة كده يظهر تعبان ضخم قدامي .
في حاجة غريبة. هل انا استدعيت التعبان ده بتفكيري؟ لا أكيد دي لعبة من الشيطان هو دخل دماغي وبيحاول يتحكم فيا زي ما بيتحكم في هدير ومخليها كده مش بتتحرك طول ماهو موجود. وده السبب اللي مخليها. كانت قاعدة متسمرة مكانها كده . حاولت افكر في اي حاجة تانية تخرجه من تفكيري .
وقتها افتكرت المصحف اللي كان في أيدي. بدأت افتكره وافتكرت كلماته . وبدأت أردد آيات من القرآن ببوقي. وقتها لقيت الضغط بتاع التعبان بيخف من علي ضلوعي . وكل ما اقرأ يخف اكتر.
لحد ما سابني خالص. وفجأة التراب بقي بيتحرك بطريقة غريبة في المقبرة كلها. وجثة هدير بتختفي . والحيطان بتختفي واحدة واحدة. وبدأ الضوء يرجع تاني. لا دنا اللي رجعت مش الضوء. لقيت نفسى واقف في نفس المكان اللي كنت واقف فيه في اوضتي. والوضع زي ماهو مفيش في حاجة اتغيرت.
كان عندي حق لما فكرت إنه بيحاول يتحكم فيا من خلال تفكيري. والأوهام التي بيصدرهالي ويخليني أصدقها و أعيشها كأنها حقيقة..
رفعت المصحف في وشه وقلت
“مش ههرب انت اللي هتمشي. خطتك فشلت خلاص مش هتقدر تتحكم فيا.
“هيحل عليك العذاب انت وهي ياغبي..
“مش همشي يالعين انت اللي هتمشي. كنت بتكلم وانا بضغط على المصحف اوي بأيدي. كنت خايف يقع مني وساعتها الله أعلم الشيطان ده ممكن يعمل فيا إيه.. اكيد حاجات مقدرش اتخيلها حتى.
ابتدأ صوتنا يعلى إحنا الاتنين بسبب الغضب. ولقيته قرب من هدير وحط ايده عليها. وهي مستسلمة مش قادرة تتحرك أو تتكلم حتي. لسه متحكم فيها الحقير.
وقال.
“دي ملكي ولا يمكن اسيبها لك او لغيرك . وحتى لو هتكون دي نهايتي مش هتخلى عن حاجة ملكي.
وفجاة لقيت النار بتخرج من جسمه وكأن بيولع من جوه.
النار بتزيد اكتر وهدير مش بتتحرك وأنا مش قادر اقري ليه. ويحاول امنعه وانا بقرا قران بصوت عالي. وكل ما بعلي صوتي النار بتزيد في جسمه. وفجأة حضن هدير. مكنتش شايفها من النار اللي كانت خارجة منه ومحاوطة جسمها كله.. وفي لحظة لقيته بينفجر والنار بتوصل لسقف الاوضة وانا اترميت على الأرض من شدتها.. ولكني فضلت محافظ على المصحف في ايدي.
قمت من مكانى بصعوبة وأنا ببص عليه. لقيته اتحول لرماد. والنار اختفت في ثواني..
وهدير قاعدة على السرير والمصحف في ايديها. ودموعها مغرقة وشها وهي بتقول. الكابوس انتهى خلاص. انا بقيت حرة. اتخلصت من اللي كان متحكم فيا وفي حياتي. أنا آسفة علي اي حاجه وحشه شوفتها مني . لكن أنا مكنتش متحكمة في نفسي هو اللي كان متحكم فيا. حتى لساني مكنش ملكي . كان نفسي اكتر من مرة اقولك أنا مش كده ساعدني عشان اتخلص منه لكن مكنتش بقدر. الحمد لله الكابوس انتهى.
قربت منها وحضنتها عشان اطمنها. وبعدين شيلت كل الرماد اللي كان فاضل من جسمه المحروق . وخدته رميته في أبعد حتة عن بيتنا .
وهدير رجعت طبيعية من تاني ومبقتش تعمل اي حاجه غريبة من اللي كانت بتعملهم أيام الخطوبة.وفهمت إن
كل اللي كان بيحصل منها.كان بسبب اللعين اللي اتلبس جسمها واتحكم فيها وفي أفكارها وخيالها وحتى لسانها . وكان عايز يحتفظ بيها لنفسه. عرفت إنها مسكينة متستحقش الكلام اللي كنت بقوله عليها في البداية وإنها مجرد ضحية.
تمت*
بقلمي..
علاءجمال