قصة الدب المتحول
– بابا احكيلي حدوتة.
= مرعبة برضو؟!
– ايوه.
ماما كانت واقفة عند باب الأوضة وبصت لبابا بضيق وقالتله..
– بس يا سامي بقى بتحيكله الحدوتة من هنا ويفضل مرعوب ينام زي كل يوم.
بابا بصلي وهو بيضحك وبعدين قالي..
– طب ايه رأيك بلاش رعب النهاردة واحيلك حدوتة الديب و ال ٧ خرفان؟!
قولتله إني سمعتها قبل كده، بس مكنش راضي يحكيلي حدوتة جديدة بتخوف فكنت لسه هعيط فقالي خلاص خلاص هحكيلك، ولقيت بابا بيفكر كإنه بيفتكر قصة، وفضل يبص حواليه لحد ما عينه جت على الدب القطن الأبيض الي اشتريته أنا وهو النهاردة، والي كان طويل أوي، في طول بابا تقريباً، وبعدين قال..
– اسمع يا سيدي..
ماما لقيتها سايبه الأوضة ورايحة على أوضتهم وهى بتقول..
– خليك بقى ولو جيت تعيطلي بليل هسيبك، أنا ماشية انا اصلا بخاف.
بابا ضحك وبعدين كمل..
– كان في قصة كانوا بيحكوهالي زمان وكنت بخاف منها أوي.
= ايه هى يا بابا؟!
– بيقولوا كان في زمان ممرضة شغالة في مستشفى، وهى مروحة في مره شافت دب قطن أبيض موجود في ڤاترينة محل هدايا..
بصيت للدب على طول وأنا بقول..
– زي ده يا بابا؟!
فبابا ضيق عينيه بشكل مرعب وهو بيقول..
– ايوه.
وبعدين كمل..
– الست دي بقت كل أما تروح كل يوم من الشغل تشوف الدب ده، وكل شوية تحس إن هى بتتعلق بيه أكتر، لحد ما في يوم جت تسأل على سعره، ولقته مش غالي خالص، فقررت تشتريه، طبعا لما روحت وورته لجوزها مهتمش أوي.
المهم لمدة شهر الست كانت كل ما تروح تلاقي البيت مترتب، و الأكل جاهز، فتوقعت إن جوزها الي بيعمل كده طبعاً لإنه بقاله فترة بيروح من الشغل بدري فبيملى وقت فراغه، فقررت إنها تفاجأ جوزها وتفرحه زي ما فرحها، فجت في يوم الأجازة صحيت بدري وقامت عملاله فطار فيه كل الأكل الي بيحبه، فجوزها استغرب وقالها ايه المناسبة يعني؟! فقالت إنها بتشكره على الي عمله معاها الفترة الي فاتت من توضيب البيت وتجهيز الأكل، بس اتصدمت لما لقت جوزها رفع حاجبه في دهشة وقالها بس انا معملتش حاجة!
= أمال مين الي كان بيعمل كده يا بابا؟!
قصة الدب المتحول
– مهي الست سألت نفسها السؤال ده برضو، يا ترى مين الي بيدخل البيت و بيساعدها كل يوم في الحاجات دي! ففيوم عملت نفسها إنها رايحة الشغل، فتحت باب الشقة وخرجت، وبعدها بدقائق قامت دخلت تاني، قلبها اتقبض لما سمعت في صوت جي من المطبخ، مع إن مفيش حد في البيت، قربت من المطبخ براحة عشان الشنطة تقع منها من الرعب.
= ليه شافت ايه؟!
– شافت.. الدب القطن الي كانت شارياه واقف قدام البوتجاز، ماسك معلقة وعمال يحرك فيها في طاسة الزيت المقلي.
أول ما بابا قال الجملة دي بصيت للدب الي كان محطوط على التسريحة الي قدامي بالظبط، قلبي اتقبض وبابا كمل..
– صرخت، و أول ما الدب شافها مسك طاسة الزيت ورماها في وشها قبل ما تقع في الأرض ويغمى عليها، بعد ما قضت فترة كبيرة في المستشفى، قامت الست ووشها ملفوف عليه شاش، قبل ما يخش عليها جوزها ويقولها إنه هيطلقها عشان مش هيعرف يعيش معاها وهى في الحالة دي، الست انهارت من العياط، وفضلت كل شوية تكرر على الدكاترة قصة الدب القطن قبل ما تدخل مستشفى الأمراض العقلية عشان افتكروها اتجننت.
= وبعدين؟!
– بعد فترة جالها الراجل الي اشترت منه الدب القطن وقالها إنه مصدقها، فاستغربت إن حد صدقها، فقرب من ودنها وقالها..
لقيت بابا بيقرب من ودني وبيقول..
– أصل القطن الي الدب ده محشي بيه بيجي من مشرحة الموتى.. قطن ميتين، وسابها ومشي.
جسمي اترعش اول ما بابا قالي القصة دي، حسيت الدنيا ساقعة اوي..
– بابا هو الدب ده برضو محشي بقطن ميتين؟!
قولتها لبابا وأنا بشاورله على الدب القطن الي قدامي، بابا فكر شوية وبعدين قال..
– ايوه.
عيني برقت وقلبي دق بسرعة من الخوف..
– بجد؟!
بابا ضحك وهو بيقول..
– نام يا جبان قطن ميتين ايه بس.
غطاني، وقرب من باب الأوضة عشان يخرج وقالي..
– تصبح على خير.
وكان لسه بيحط إيده على النور..
– لأ.. لأ سيب النور شغال.
قولتها وأنا عمال أبص على الدب الي قدامي، فبابا ضحك وخرج.
كنت راقد على السرير وأنا عامل أبص على الدب، كنت خايف أوي، فضلت مبرق فيه، حاسس إني لو شلت عيني من عليه هلاقيه قام وجه ناحيتي، بس عيني غفلت غصب عني ونمت. صحيت بعد شوية، كنت بفتح عيني بالعافية، بس لقيت الدنيا ضالمة؛ تقريباً بابا دخل وقفل النور بعد ما نمت، نور اللمبة الي بابا بيشغلها بره كانت منورة الأوضة حبة صغيرة، بس.. لما ركزت قدامي حسيت إن أنا شوفت حاجة، حاجة غريبة، فدعكت عنيا عشان أتأكد إني مش بيتهيألي، بس كانت لسه موجوده؛ كإن في حد واقف قدام المراية بتاعة التسريحة، وكان طالع صوت منه، صوت لحن، بيعمله ببوقه، ده.. ده الدب القطن بتاعي!
قصة الدب المتحول
اتخضيت، كنت.. كنت خايف أوي، بس حطيت إيدي على بوقي، كتمت نفسي؛ خوفت ليسمعني، بس قلبي كان يتحرك بسرعة، وصوت نفسي طلع وحسيت إنه كان عالي، فجأة لقيت عين بتبصلي من المراية، عينين سودة وصغيرة، عينين الدب، ساعتها لقيت صوت اللحن اختفى، ولقيت الدب بيلف براحة، غمضت عيني بسرعة وعملت نفسي نايم.
حسيت بجسمي كله بيترعش، كنت خايف، بس مش عارف أعمل ايه، لو اتكلمت هيسمعني، كنت مغمض عيني وبتخيل إنه بيبص عليا، فخوفت ولقيتني بعيط غصب عني، بعدها سمعت صوت، صوت التزييقة بتاعة الدب القطن لما بحركه، الصوت كان عمال يقرب، وكل ما اسمع الصوت بحس جسمي بيترعش أكتر، وعمال أتنفس بسرعة، مبقتش عارف أتنفس، لحد ما الصوت وقف.. وقف جنب سريري.
بلعت ريقي غصب عني قبل ما أحس بحرارة عند وشي، كإنه بيقرب مني وبيتنفس، عايز يتأكد إني نايم؟! لدرجة إني حسيت بفرو الدب لمس وشي، بس فضلت مغمض عيني، حسيت إنه فضل قدامي كتير أوي، لحد ما بدأت أحس بأنفاسه بتبعد، وصوت التزييق رجع تاني، بس كان بيبعد برضو، كإنه بيمشي ناحية التسريحة مرة تانية، ساعتها فتحت عيني براحة عشان أتأكد إنه بعد لحد ما لقيته رجع قدام المراية تاني، بس بمجرد ما فتحت عيني على أخرها لقيته لف راسه بسرعة ناحيتي، اتخضيت، ومن الخضة ملحقتش أقفل عيني، كان بيبصلي جامد، وفجأة لقيته بيجري ناحيتي، اترعبت، فغمضت عيني بسرعة وصرخت.
تتبع..
قصة الدب المتحول
الجزء التاني
وفجأة لقيته بيجري ناحيتي، اترعبت، فغمضت عيني بسرعة وصرخت.
فضلت أصرخ لحد ما سمعت صوت من عند الباب..
– مازن!
كنت لسه عمال أصوت لحد ما لقيت حد ماسكني وعمال يقولي..
– مازن، مالك في ايه؟!
فتحت عيني، لقيته بابا، نور الأوضة كان منور، قولتله وأنا عمال أعيط..
– الدب.. الدب كان واقف قدام المراية وبعدين.. لقيته جري عليا و..
بابا شاور ع التسريحة وقال..
– الي قاعد ع التسريحة ده؟!
بصيت فلقيت الدب زي ما كان ع التسريحة ومفيش اختلاف، زي ما كنت سايبه بالظبط، مش عارف ازاي! لقيت بابا بيقول..
– قولتلك بلاش رعب أديك نمت تحلم بيه أهوه.
– بس.. بس أنا مكنتش بحلم أنا متأكد.
– طب يا سيدي أنا هفضل قاعد معاك لحد ما تنام وأشوف أخرة الدب ده ايه!
بصيت على الدب وافتكرت الي حصل فقولتله..
– لأ.. لأ أنا هاجي أنام جنبكوا.
روحت أنام جنب بابا وماما، بس حسيت إن بابا مش مصدقني، فاكرني كنت بحلم، بس انا متأكد إني مكنتش بحلم، نمت وسطهم، وماما قالتلي” مش قولتلك بلاش يا جبان ” هى كمان فكراني بتخيل، محدش مصدقني، بس غمضت عيني ونمت.
لما صحيت تاني يوم قولت لبابا نرمي الدب أو نرجعه وإني مش عايزه، بس كنت كل ما أقوله يضحك عليا ويقول عليا جبان، ومكنش بيرضى يرميه وبيقولي حرام هنرميه ليه، فقولتله طب يحطه في الصالة أو في أي حتة تانية فقالي إن عنده فكرة أحسن؛ قال إني قبل ما انام هيحطه في الدولاب بتاعي ويقفل عليه بالمفتاح، فكرت شوية وقولت ماشي، هو كده أكيد مش هيعرف يخرج، وفعلاً قبل ما أنام بابا حطه في الدولاب وقفل عليه، كنت خايف برضو بس لما لقيته مش موجود قدامي مبقتش خايف أوي، بس خليت بابا ميطفيش النور ونمت، وفعلاً فكرة بابا نجحت، صحيت تاني يوم والدب متحركش ولا حاجة.
عدى يوم والتاني ومبقتش خايف، وبقيت أطفي النور عادي، لحد ما في يوم صحيت على صوت، صوت خبط، كان خفيف أوي وسمعته بالعافية، فتحت عيني وحاولت أركز افتكرته في الأول جي من عند باب الشقة، بس اكتشفت إن صوت الخبط جي من الدولاب! اترعبت ساعتها، كنت.. كنت عايز أقوم أجري بس حسيت إن رجلي مش راضية تتحرك، صوت الخبط كان عمال يعلى، كنت خايف.. خايف أوي، بس صوت الخبط بقى جامد لدرجة إن الدولاب كان عمال يتهز، حسيت إنه هيتكسر!
عمال أبص حواليا، مرعوب، عايز حد يجي يلحقني، لحد ما سمعت صوت، كإن الخبطة فتحت الدولاب، وبعدها سمعت صوت تزييق، باب الدولاب كان بيتفتح، اتعدلت على السرير وبصيت على الدولاب، كان اتفتح! بس مش على أخره، وسمعت صوت اللحن المرعب مرة تانية قبل.. قبل ما أشوف رجل بتطلع من الدولاب، كانت رجل الدب! ساعتها صرخت وناديت على ماما قبل ما أجري على أوضتهم ونمت جنبهم مره تانية، نزلت تحت البطانية وأنا عمال أترعش، جسمي كان عمال يترعش لوحده..
– ماما أنا خايف.
ماما فتحت عينيها بالعافية وقالت..
– متخافش يا حبيبي أنا جنبك أهوه.
وحضنتني، ساعتها غمضت عيني ونمت، قومت تاني يوم، كان يوم سبت، كنت أجازة و مروحتش المدرسة وماما كانت معايا، قولت كويس إن بابا في الشغل، روحت وفتحت الدولاب، مسكت الدب، شيلته، جبت الكرسي ووقفت عند الشباك بتاع الأوضة وفتحته، وبعدين مسكت الدب وحاولت أرفعه بالعافية لحد ما بقى عند الشباك وبعدين زقيته من فوق، ساعتها فرحت وقولت كده خلاص مش هشوفه تاني.
بعد شوية لقيت بابا جي من الشغل، ولقيت ماسك في إيده الدب، برقلي قبل ما يزعق ويقول..
– هو الي في دماغك في دماغك؟! أنت الي رميته صح؟!
بصيت بخوف و قولتله أيوه، فقال..
– أوعي ترمي حاجة من الشباك تاني، وبرضو مش هرميه طول ما انت جبان كده.
قعدت أعيط، فماما قالت لبابا..
– خلاص يا سامي مترميهوش بس خلي مازن ينام معانا الفترة دي.
بابا فكر شوية ووافق في الأخر فساعتها جريت على ماما وحضنتها، و بقيت أسيبه في الأوضة وأنام جنبهم، عدى يوم والتاني، لحد ما في يوم كنت نايم، صحيت على صوت، صوت أنا عارفه كويس، صوت اللحن المرعب، فتحت عيني، قلبي أتقبض، الدنيا كانت ضالمة، بس شوفته، شوفته واقف قدام السرير، بيعمل نفس صوت اللحن المرعب، من غير ما يحرك بوقه المتخيط.
قصة الدب المتحول
كان بيبصلي، مش بيشيل عينه من عليا، كنت مرعوب، وخايف أتكلم، خايف أتنفس، فضل باصصلي شوية قبل ما يتحرك ناحية الباب ويخرج براحة، وهو عمال يطلع نفس صوت اللحن المرعب، كنت عايز أصحي بابا بس خوفت، مش هيصدقني، وهيفضل يزعقلي، رفعت راسي، لقيته عمال يمشي في الشقة، مش عارف بيعمل ايه! وقف، حرك راسه ناحيتي، نزلت راسي بسرعة وغمضت عيني، عيطت تاني، مش عارف أعمل ايه، معرفتش أنام، سامع صوته عمال يتحرك في الشقة، فضلت صاحي، لحد ما بابا قام وراح الشغل، الدنيا نورت وساعتها الصوت اختفى، وعرفت أنام بعدها بالعافية، بس ملحقتش عشان قوموني أروح المدرسة.
مبقتش أعرف أنام خالص، بشوفه كل يوم بيتحرك في الشقة، ودايما بيعمل الصوت المرعب، لما بقول محدش بيصدقني، بيقولوا بتخيل، بحلم، بكدب عشان أنام جنبهم، أنا تعبت. لحد ما جه اليوم الي بابا قال إنه هيتأخر في الشغل، كنت خايف كالعادة وطبعاً روحت نمت جنب ماما، فضلت قاعدة معايا لحد ما أنام لحد ما نامت هى، بس أنا منمتش، فضلت فاتح عينيا، خايف أغمضهم، لحد ما.. سمعت صوته في الشقة، في الصالة، صوت تزييق، ولحن أنا عارفه كويس.
اتعدلت من مكاني عشان أبص عليه، أول مره عدى من قدام الأوضة وطيت عشان ميشوفنيش، وطلعت تاني بعدها، لمحته بيعدي تاني، بس كان ماسك المرادي في إيده حاجة، أيوه.. دي السكينة الكبيرة الي في المطبخ، قلبي اتقبض ساعتها وخوفت أوي، بعد كده سمعت صوت بعديها، كإنه بيقطع حاجة ع الرخامة بتاعة المطبخ! بابا مكنش موجود، يعني مش هيقولي بحلم أو بكدب ومفيش حد هيزعلي، فعملت الحاجة الي نفسي أعملها من زمان؛ صحيت ماما.
صحتها براحة وأنا بقولها..
– ماما.. ماما اصحي.
ماما صحيت وهى بتحاول تفتح عينيها وبتقولي..
– عايز حاجة يا مازن يا حبيبي؟!
– ششش.. وطي صوتك بس.
وطت صوتها فعلاً وهى بتقول..
– في ايه مالك؟!
قولتها..
– سامعة الصوت ده.
قصة الدب المتحول
اتعدلت سنة على السرير وركزت شوية وبعدين قالت..
– أيوه صوت حد بيقطع حاجة، هو بابا جه؟!
أول ما قالت أيوه فرحت واترعبت في نفس الوقت، يعني مش بحلم ولا بتخيل زي ما بابا بيقول، لقيتني بدمع غصب عني وبعدين حركت راسي وانا بقولها..
– لأ.. ده مش بابا.
لقيتها رفعت حاجبها وهى بتقول..
– مش بابا! أمال مين؟!
– ده.. الدب.
ماما ضحكت في الأول، افتكرتني بهزر، بس لما لقيتني لسه خايف حسيت إنها خافت شوية، وبعدين لقيتها قامت من مكانها وقالتلي..
– طب خليك قاعد هنا متتحركش.
هزيت راسي، ماما خرجت من باب الأوضة وهى بتتحرك براحة، على طراطيف صوابعها، لقيتها بتعدي الطرقة، وقفت وبدأت اتحرك ناحية باب الأوضة براحة، ماما أكيد بقت قدام باب المطبخ دلوقتي، صوت التقطيع لسه شغال.. لأ ثانية واحدة ده بطل! مفيش صوت خالص، كنت لسه بقرب ناحية ال.. فجأة سمعت صوت ماما..
– الحقني يا مازن.
لقيتني واقف مش قادر أحرك رجلي، أعمل ايه..
– الحقني يا مازن الدب..
صرخت وقولت ” ماما” وفضلت واقف بعيط.
قصة الدب المتحول
فجأة لقيت ماما خرجت من المطبخ وقالتلي..
– مش بقولك الحقني يا جبان؟!
وبعدها سمعتها صوت ضحك جي من المطبخ، كان صوت ضحك بابا! روحت ناحيتها وأنا بمسح دموعي، وبعدين دخلت المطبخ لقيت بابا واقف عند الرخامة وبيقطع طماطم وماما بتقوله..
– بقوله بابا جه عشان أقوم اعملك تاكل بيقولي لأ ده الدب.
بابا قعد يضحك ويقول..
– مهو نايم هو داري بحاجة.
بس انا منمتش! كنت واقف مش فاهم حاجة، هو بابا جه امتى؟! والدب الي شوفته ماشي ده راح فين؟! ماما فضلت واقفة مع بابا بتساعده عشان تعمل حاجة ياكلها وبعدين سمعت صوت موبايلها بيرن..
– مازن هاتلي الموبايل كده أشوف مين.
روحت أجيب موبايل ماما من الأوضة، اتخضيت أول ما لقيت الاسم مكتوب على الشاشة.. ” سامي” ده بابا! طب هو هيتصل بماما ليه وهو في المطبخ؟! إيدي كانت بتترعش، بس رديت..
– ألو.. نايمين ولا صاحيين؟!
ده.. ده صوت بابا!
– بابا؟!
– مازن أنت لسه صاحي؟ اديني ماما أكلمها؟!
إيدي وجسمي كلهم كانوا بيترعشوا، كنت مرعوب، لو ده بابا أمال مين الي في المطبخ ده؟!
أخدت الموبايل ومشيت ناحية المطبخ وجسمي كله بيترعش، بصيت على الشخص الي كنت فاكره بابا، كان لسه واقف عند الرخامة وبيقطع جزر، ماما الي كانت واقفة عند البوتيجاز بصتلي وبصت ع الموبايل وقالت..
– مين؟!
اديتلها الموبايل من غير ما أقول ولا كلمة وأنا مش قادر أشيل عيني من على الشخص الي واقف يقطع الجزر، ماما حطت الموبايل على ودنها وقالت..
– ألو..
بعدين لقيت الرعب ملى وشها، برقت، بصت بصة سريعة على الشخص الي كنت فاكره بابا وطول ما هي حاطة الموبايل على بوقها بتقول..
– مممم..
من غير ما تقول كلمة زيادة، وبعدين قالت..
– طب خليكي معايا ثانية واحدة..
وقالتلي..
– تعالى معايا كده يا مازن هنروح نجيب حاجة من الأوضة..
وصوتها كان مهزوز جداً، روحتلها ومسكت إيدي، كانت دايسة عليها جامد، وكاتمة سماعة الموبايل بإيديها التانية عشان صوت بابا الي كان عمال يسأل لو في حاجة ميبانش، كنا لسه هنخرج من باب المطبخ لقيت الشخص وقف تقطيع وقال..
-مين يا دينا؟!
ماما وقفت، حسيت بأنفاسها بتتقطع قبل ما تلف وتقول..
– دي ” سما ” صاحبتي، ب.. بتسألني على ملخص ل ” مريم ” بنتها، ما أنت عارف هى أصغر من مازن بسنة فهروح أشوفهولها كده.
كمل تقطيع وهو بيحرك راسه وبيقول..
– ايوه ايوه صح.
قصة الدب المتحول
ف ماما ابتسمتله، ولفت وخدتني في إيديها، بعد ما خرجنا من باب المطبخ، لقيناه اتكلم تاني وقال..
– بس مال صوت سما بقى خشن كده ليه؟! عامل زي.. صوتي!
شوفت الرعب في عين ماما الي صرخت وهى بتقول..
– أجري يا مازن، أجري ع الأوضة بسرعة..
جريت قدام ماما الي كانت عمالة تجري ورايا، وهى ماسكة الموبايل في نفس الوقت وبتصرخ..
– الحقنا يا سامي.. الحقنا بسرعة.
كان بيجري ورانا، بس كان بطيء، خطوات رجله كانت غريبة، كإن عنده رجل طويلة ورجل قصيرة، الموبايل وقع من ماما وهى بتجري، سابته وكملت جري، وصلنا الأوضة، ورزعت الباب ورانا وقفلته بالترباس، ماما قعدت ورا الباب وهى بتعيط.. وأنا عمال أصرخ مرعوب. ماما فضلت قاعدة شوية، بس مكنش في صوت بره، الدنيا كانت هادية خالص، ماما كانت لسه هتقوم من ورا الباب، فجأة لقينا رزعة على الباب، ماما وأنا اتخضينا قبل ما ترجع تقعد ورا الباب تاني.
الرزع بدء يتكرر، مرة ورا التانية، بقى أقوى وأسرع، مع كل رزعة كان جسمي بيتنفض، ماما كانت مغمضة عينيها وعمالة تعيط، لحد ما لقيتها صرخت مرة واحدة..
– حرام عليك أنت عايز ايه مننا؟!
الخبط وقف، اختفى، ماما فتحت عينيها وبصت لجنب كإنها بتفكر، ممكن يبقى مشي فعلاً؟! كانت لسه هتقوم، وبتلف ناحية الباب، فجأة لقينا حاجة كبيرة زي السكينة، تقريباً موجودة في العدة بتاعة بابا شقت الباب، كانت هتيجي في وش ماما لولا إنها كانت بعيدة عن الباب حبة صغيرين، صرخت، ماما صوتت ورجعت خطوة لورا، فضل يشق في الباب بالسكينة دي أكتر من مره، ومع كل مرة ماما كانت بتصوت وأنا جسمي كله كان بيترعش.
ماما فضلت ترجع لحد ما بقت واقفة قدامي بالظبط، غمضت عيني وحطيت إيدي على ودني من الخوف، بس أخر رزعة كانت كافية تخليني أسمعها و أفتح عيني لإنها فتحت الباب، دخل، كان لسه في شكل بابا وماسك في إيده سكينة، صرخنا من الرعب، نور الأوضة كان كل شوية يعلق ويطفي بس كان بيرجع بسرعة، وهو كان بيقرب، ماما كانت بتترجاه يسيبنا، في كل مرة النور كان بيطفي كنت بشوف شكل الدب القطن، بس كان مختلف، كان شكله مرعب، متبهدل، وشه بايظ وعليه بقع حمرا زي لون الدم.
ماما كانت فاردة إيديها كإنها بتحميني، كان عمال يقرب أكتر، لحد.. لحد ما بقى في وشنا بالظبط، رفع السكينة ولسه هي.. سمعنا صوت باب الشقة بيتفتح، كإنه اتكسر، أكيد ده بابا، الشخص الي كان واقف قدامنا انتبه للصوت، لف راسه سنة بسيطة فماما جريت عليها وزقته بكل جسمها، وقع.. وماما وقعت هى كمان، ماما صرخت، مكنتش عارف ليه! بس بعديها لقيته زق ماما الي اترمت على الأرض وال.. والسكينة كانت في بطنها، حسيت بقلبي بيوجعني قبل ما اصرخ غصب عني، فضلت أعيط.
شد السكينة من بطنها، وطلع بره ناحية الصوت، وأنا جريت على ماما، كانت عمالة تكح دم، مكنتش عارف أعمل ايه، لحد.. لحد ما سكتت خالص، م.. مبقتش تتكلم! قعدت أنادي مكنتش بترد عليا، كنت عمال أعيط بس، كنت سامع بره ضرب وصرخات، بابا أكيد كان بيضربه، كنت خايف اطلع، رقدت في حضن ماما على الأرض، وغمضت عينيا، مش عارف قد ايه، لحد ما سمعت حد بيقولي..
– مازن، مازن أنت كويس.
بصيت، لقيته خالو سامي، اسمه زي اسم بابا أيوه، أخو ماما، شاورلته على ماما، جري عليها بسرعة وشالها، كان عمال ينادي عليها، خرجت وراه، لقيت بابا واقف بره، اتنين لابسين لبس بوليس ماسكينه، وعمال يشاور ع الدب الي كان مرمي ع الأرض ويقول..
– هو الي قتلها.
———
= ماشي يا مازن يا حبيبي خلاص روح أقعد مع خالو بره.
الظابط بصلي وقالي..
– شايف ايه يا دكتور، خبرتك الكبيرة كدكتور نفسي أكيد عندك تفسير للي حصل.
اتنهدت بعد تفكير مش كتير وقولت..
– مازن طفل، لسه ١٠ سنين، و الصدمة الي حصلتله مش قليلة، طبيعي عمره ما يتخيل إن أبوه يقتل أمه، عقله مش قادر ولا هيقدر يتقبل الحقيقة دي، وطبعاً كونه لسه صغير وخياله واسع؛ ده الي أدى إنه عقله يختلق قصة زي دي، متكاملة، طبعاً فيها فجوات كتير، زي إنه مشفش أبوه وهو بيتخانق مع الدب على حد ذكره، وقال إن أبوه كلمهم فاستنجدت بين عشان يجي يلحقهم مع إنه كان خاله الي بيتصل وقالتله يجي يلحقها، ده غير بصمات جوزها الي على السكينة زي ما حضرتك قولت.
= طيب وسامي جوزها، قال نفس كلام الطفل!
– سامي زي ما قولتلك عنده تاريخ مرضي طويل مع الانفصام schizophrenia، ويمكن دي كانت سبب الخلافات الكبيرة الي بينه وبين اخو مراته، والي كان دايما بينعته بالجنون، فسامي كان محرج على مراته إنها تكلم أخوها، هو اه خف بس ده مش معناه إن الحالة مش ممكن ترجع مرة تانية، وتخليه يقتل مراته بالشكل القاسي ده، وبالذات بسبب الخلافات الي كانت موجودة في الفترة الأخيرة بعد سوء حالته، والي خلته يستعان بإسطورة الدب المتحول الي كلنا عارفينها، ولفق التهمة للدب الي أخده من اوضة الطفل ورماه في الصالة، ده غير إنه حاول يقتل أخوها بعد ما وصل بس حضراتكوا وصلتوا في الوقت المناسب بعد مكالمة جاتلكوا من الجيران بعد أصوات الصراخ الي طالعة من الشقة، وعامة سامي هيفضل في المستشفى تحت المراقبة لحد ما نتأكد.
= تمام شكراً يا دكتور.
——
روحت لبابا المستشفى، بيقولوا عيان، شوفته، كان قاعد ع السرير وعمال يبص حواليه كإنه خايف من حاجة، اول ما شاف خالو سامي لقيته اترعب وقعد يصرخ، وطلب إنهم يخرجوه، وطلب كمان إني أروح أسكن مع عمي علي ومقعدش مع خالو، مش عارف ليه! أول ما قعدت معاه لقيته قالي..
– مازن.. مازن يا حبيبي أنت عارف إن بابا مقتلش ماما صح؟! أنت عارف إنه الدب؟!
= ايوه يا بابا، بس هو ليه بيعمل كده؟!
قعد يبص حواليه وبعدين قال..
– هو.. هو عايز يموتنا كلنا، أصله.. أصله..
بعدين قرب من ودني وهمس..
– أصله محشي قطن ميتين..
قصة الدب المتحول
#النهاية
قصة الدب المتحول