“القصة مستوحاة من أحداث حقيقية”
مكنتش مؤمنة تمامًا بأي حاجة مش مادية وملموسة، تجربتي عن الر.عب هي الأفلام اللي كنت بشوفها من وقت للتاني ، مرة واتنين وأكتر دخلت في مناقشات حادة وكنت متمسكة بموقفي، الواحد مش ممكن يكون ليه اتصال بالعالم اللي مش مادي ، يشوف مثلًا ج.ن وعفاريت أو أش.باح أو ايًا كان اسمهم، خصوصًا لو كان بيحافظ على الصلوات والأذكار…
واللي كان بيحكي عن أي تجربة غريبة، شاف حاجة، سمع حاجة، حاجات اتحركت لوحدها، اتأذى بطريقة مش منطقية ولا مفهومة كنت يا بكدبه يا بحاول أقنعه إن في تفسير منطقي، بيهلوس مثلًا وبيتهيأله أو كان في حلم، ومش عارف يفرق ما بينه وبين الواقع، بتحصل، واحنا نايمين بيبقى متهيألنا إننا فعلًا بنعيش أحداث الحلم، كل حاجة فيه بتبقى حية جدًا..
بالنسبة لي كنت بجري على الصلاة أول ما ما بسمع الأدان، خصوصًا في شهر رمضان، وبداوم على التراويح وقراءة القرآن وختمه مرة واتنين وممكن أكتر، بحضر دروس الدين ومنزلة أبليكيشن على الموبايل عشان أسمع القرآن كل لما تجيلي الفرصة، لحد ما في يوم حصلت معايا حاجة غريبة….
صوت الادان مكنش سلس على وداني عالعادة، يعني حسيت إني متضايقة من صوته، ولقيت نفسي تقيلة، مش قادرة ومش عايزه أقوم للصلاة، كانت أول مرة تحصل من وقت ما انتظمت، اللي هو من 15 سنة….
في الأول محطتش الموضوع في دماغي، قلت عادي ممكن يكون كسل على الصلاة، بتحصل لناس كتير، لكن مع الأيام الموضوع بدأ يتطور، بعد ما كنت منتظمة، لو حصل لي ظرف أو راحت عليا نومة، ضميري بيم.وتني عشان اتأخرت في الصلاة، بقيت بفوت صلوات كاملة ، المشكلة إني لما ركزت لقيت إنه مش مجرد كسل، لأ، ده في حاجة بتحصل لما بسمع الادان ، غضب، بحس بغضب، ببقى على أعصابي، متوترة، مش طايقة حد ولا طايقة نفسي، عايزاه يخلص بأسرع وقت أو ميكروفون الجامع يتعطل ومسمعش الصوت….
ومش بس الأدان ، كمان لما بقيت أسمع قرآن غض.بي بيزيد وببقى مش على بعضي، خصوصًا مع ذكر آيات معينة زي الآية 102 من سورة البقرة اللي بتذكر سيدنا سليمان والسحر اللي الشي.اطين علموه للناس، وبعد فترة مبقاش بس غض.ب، اتنقلت لمرحلة تانية، كنت بتلوى من الأل.م وبصرخ مع ذكر الآية دي أو أي ذكر لربنا ، بحط إيدي على ودني وبفضل أقول:
=كفاية، كفاية، وقفوا!
طبعًا أهلي وأصحابي بعد ما كانوا مش حاسين بحاجة أو شايفين تغيير بقى عندهم يقين إني بعاني من مشكلة خطيرة
محدش فيهم فاهمها ومبقوش عارفين يعملوا إيه أو يلجئوا لمين، وحالتي بتتدهور يوم بعد يوم، كنت بحس إني بضعف، زي ورقة شجر بتدبل في الخريف، جسمي بيضعف، مفيش فيا طاقة، مش قادرة أمشي ولا أتكلم ولا اشتغل، مش قادرة اتحرك من السرير، بفتح عيني وبفضل مثبتاها في اتجاه معين، مش عايزه حد يكلمني ولا يفتكر إني موجودة وعايشة، نفسي ابقى شفافة، مليش وجود…
ده غير حالات التوهة، وقت بيضيع وأنا مش في وعيي، ولما بستعيد وعيى بنسى تمامًا اللي حصل، كلمت مين، كنت فين، عملت إيه، مش بفتكر أي حاجة….
كل المراحل دي على قد صعوبتها لكنها متتقارنش باللي جاي بعد كده…..
في يوم صحيت، لا وشي مخط.وف، ولا باين عليا الخ.وف كالعادة في الكام أسبوع اللي فاتوا…. ولما مامتي سألتني إذا كنت كويسة، رديت إني تمام ومش بشتكي من حاجة….تغير موقفي في حد ذاته كان غريب لأنه حصل مرة واحدة…..
بقيت فجأة كويسة، نشيطة واجتماعية وبضحك ومش حاسه بضيق..
ومع التحسن الكل بدأ يلاحظ إن ذوقي في الأكل اتغير، يعني بقيت اكل لحوم كتير بنهم وبقلل من أي أكل تاني، ومش أي لحوم، نفسي كانت بتروح على اللحوم اللي مش مستوية للآخر ولو في مطعم بطلب اللحم الني….
تغيير جذري، أنا كنت زكان مبحبش أكل اللحمة غير لو مستوية زيادة عن اللزوم، شبه مهرية، وكنت باكل منها كميات قليلة عشان بطني المفروض مش بتستحمل تقل البروتين، زي اللحمة والفراخ..
هو طبعًا كان تغيير غريب، لكن أهلي وصحابي وأنا شخصيًا موقفناش على ده… احنا أصلًا من البداية مش فاهمين اللي حصل معايا وهو على الأقل بقيت أحسن من الأول ومش بشتكي من وجع أو ضيق…
لحد اليوم ده….
بلغت أهلي إني نازلة مشوار ومش هتأخر، المشوار كان هياخد ساعتين بالكتير….
الساعتين بقوا تلاتة وأربعة وخمسة وأكتر…. وأنا لسه مرجعتش…. لما حاولوا يكلموني موبايلي كان مقفول، علطول مقفول …. النهار غاب والليل جه ومفيش لا حس ولا خبر مني…. بابا قال مبدهاش، لازم يبلغ الشرطة وفعلًا راح بلغ في القسم ورجع البيت…..
الليلة عدت والوضع كما هو، طبعًا محدش في البيت عرف ينام، لحد ما أختي موبايلها رن من رقم غريب…..
ردت علطول ولقت حد بيقولها أنه موجود في إسكندرية مع واحدة شكلها تايه ، وبتتكلم بالعافية و في حالة إنهيار، وهو أخد موبايلها وفتحه لقى النمرة دي في سجل المكالمات….
كل اللي جه في بالهم إني أكيد إتخ.طفت وأن دي لعبة، مهو أصل كلام المتصل مش منطقي، إزاي وليه هروح من القاهرة لإسكندرية من غير سابق إنذار، من غير سبب، ومبلغهمش كمان، واللي أكد شكوكهم الكلام اللي قاله بعد كده…
قال إنه فهم مني إني كنت ماشية في شارع في الزمالك وبعدين، وفي طرفة عين لقيت نفسي هناك على الكورنيش، مش فاكره تمامًا اللي حصل في الوقت ما بين وجودي في الزمالك واسكندرية وإزاي سافرت، في فجوة زمنية في الذاكرة بتاعتي….
طبعًا مصدقوش كلامه، خصوصًا أنهم طلبوا يكلموني لكن هو إدعى إني في حالة إنهيار وبالعافية قدرت أقول له الكلمتين دول…. بعديها قال لهم على المكان اللي هو وأنا المفروض كنا فيه وقال كمان أنه هيستناهم ييجوا ياخدوني عشان خايف يسيبني لأتوه تاني أو يحصل لي حاجة….
التلاتة، بابا وماما وأختي برغم أنهم مش مصدقين لكنهم نزلوا فورًا وفي ساعتين بالظبط كانوا في المكان اللي قال لهم عليه وخلال السكة كل شوية يكلموه وهو يأكد أنه مستنيهم معايا….
المفاجأة أنهم لاقوني فعلًا، كنت ساكتة تمامًا وبترعش ومش برمش…. كانوا على وشك إنهم ياخدوا الراجل ويودوه أقرب قسم عشان متخيلين أنه خط.فني وعمل فيا حاجة، لولا إني أخيرًا نطقت وقلت كلام مكسر بيأكد على اللي قاله:
=أنا كنت ماشية في أبو الفدا، رايحة أقابل صحبتي، شفت الكافية، كان قدامي على بعد خطوات بس، وبعدين…. ضلمة، مفيش غير ضلمة، كإني نمت ولما فتحت عيني لقيت البحر، لقيت نفسي هنا.
الجملة دي الحاجة الوحيدة اللي فاكراها من الحادثة كلها، كنت واعية وأنا بقولها، غير كده مفيش، الباقي هم اللي حكهولي بعدين..
أنا مبقتش كويسة! واللي بدأ معايا من كام إسبوع لسه مكمل وبقى أقوى، دي بقت قناعتي وقناعة أهلى واي حد قريب مني، أدركوا إن الموضوع يأما أزمة نفسية خطيرة يأما حاجة بيتهربوا منها ولازم يواجهوها…. أنا..كنت.. ممسوسة…..
لكن لأ! مفيش حاجة اسمها كده، يعني إيه مم.سوسة، مفيش اتصال ممكن بين العالم بتاعنا والعوالم المحجوبة، مش هسيب نفسي أمشي ورا التخاريف اللي طول عمري مش بصدقها، مفيش ج.ن معايا، مفيش جن معايا..
في الأول مشيت في سكة العلاج النفسي، أنا وأهلي كنا بنعاند ومش عايزين نواجه الإحتمال المر.عب اللي حدسنا بيقول إنه صح عشان ده ضد قناعتنا، قناعاتي أنا بالذات ….
حالتي متحسنتش ، بالعكس كل مدى بتبقى أوحش…..
لحد ما في ليلة ما أمي قلقت وقامت من نومها وحست بحركة في الشقة، المصدر كان المطبخ…..
الأنوار في الشقة كلها كانت مطفية، ماما كانت بتسند على الحيطة وهي ماشية، كانت مر.عوبة، ماشية على أطراف صوابعها، مش عايزه مصدر الصوت أيًا كان هو إيه يحس بيها وهي بتقرب، كل ما تقرب من المطبخ كل لما الجو يبقى برد أكتر..
وصلت المطبخ وفتحت النور بتاعه ، شافت منظر خلاها تقرر فورًا تلجأ للحلول البديلة وتعترف أول واحدة إني مش بعاني من مرض نفسي….
شافتني مطلعة لحمة من الفريرز وبقطعها بالسكينة وباكلها بتلجها…..
صر.خت مرة واحدة وبعدين قربت مني شوية بشوية، لحد ساعتها كنت ثابتة، مكملة في اللي بعمله كإني مش شايفاها، حاولت تتكلم معايا، مكنتش بتستجيب، عيني اتحركت ناحيتها، وبصتلها بصة باردة، وبرضه بكمل أكل اللحمة النية..
ماما اتأكدت إن اللي واقف قدامها مكنش انا، واللي أكدلها نظراتي، البرود والتحدي اللي فيهم، زي ما يكون في كيان تاني كان جوه جسمي وبيتحكم فيا وأنا غايبة تمامًا…..
ربنا ألهمها أنها تشيل اللحمة من ايدي بهدوء وتمسكني وتمشيني وراها ببطء ….. لحد ما وصلنا أوضتي ومشتني لحد السرير وأنا في المرحلة دي استجبت ومددت جسمي ونمت، بس لسه مكنتش بتكلم، منطقتش ولا حرف….
وعلطول ماما كلمت قريبة لينا كانت بتحكيلنا عن قريب تاني هي على اتصال بيه بعكسنا، احنا عمرنا ما اتعاملنا معاه ، كانت بتجيب سيرته من وقت للتاني، بتقول أنه راجل متدين جدًا وليه خبرة في حالات الحسد والمس والكلام ده…. طبعًا أنا كنت بحرك راسي وعلى وشي ابتسامة سمجة ومش بعلق، عشان مكنتش مقتنعة بكل الحواديت دي، حتى فكرة الحسد بالنسبة لي كانت إن حد يح.قد على حد، لكن ميبقاش لده أثر مادي، العين ملهاش قوة خارقة، متوقفش الحال، متبوظش واقع وتهدم علاقات…
من غير لف ودوران ماما حكيتلها عن حالتي بالتفصيل وكل اللي بيحصل معايا، وقريبتنا طلبت أنها هي وقريبنا ييجوا البيت من الصبح بدري عشان على كلامها حالتي كانت صعبة ولازم لها تدخل في اسرع وقت، وده كان رأيها من قبل حتى ما تكلم قريبنا التاني وتحكيله وتستأذنه ييجي…
ماما صحتني من بدري أوي وقالتلي على الزيارة، فرحت جدًا، سبحان الله! لو نسختي القديمة راقبت المناقشة دي ورد فعلي وفرحتي إن في حد هيساعدني في التخلص من حالة “مس” صابتني كانت هتثور، هتيجي تضربني بالقلم عشان تفوقني وتقول لي أكمل علاج نفسي أو هتبقى متخيلة إنه مجرد حلم مزعج.
أنا كنت بتصرف على طبيعتي، رحبت بقريبتنا وسلمت على كل اللي شفته لحد ما لمحت الراجل قريبنا المتدين من بعيد….
كإن في زرار اتداس عليه جوايا، أنا بوعيي وطبيعتي اتطفيت وفي كيان حل عليا وخلاني على أعصابي..
وقفت في مكاني ومكنتش راضية اتحرك وفضلت أقول:
-أنا خاي.فه منه… خايفه منه….
وبكده مبقاش في شك، الكل بقى متأكد 100% إني ممس.وسة ، إشمعنى يعني الراجل ده اللي كنت خايفه منه؟ ببساطة لأن الكيان اللي كان موجود جوايا عارف إيمان الراجل وقدراته وعلمه…..
هو مكنش شيخ بالمعنى المتعارف عليه، لا بيلبس جلابيه ولا زي الشيوخ المعتاد، مجرد راجل متدين ومثقف وإجتماعي ، يعني قابل كذه حالة مس وسمع وبحث عن المواضيع دي كتير وإتوصل أن المفاتيح في القرآن والذكر لكن كل حالة وليها العلاج بتاعها، ليها آياتها وأذكارها……
بالعافية قدروا يقعدوني قدامه، حكولي إني كنت ببصله بصات غريبة، شوية خاي.فه وشوية متحدية، كإني بهدده…..
الراجل قال:
-المرة دي أنا مش هقرا قرآن ولا هقولك تقري وتسمعي قرآن، أنا هطلب منك حاجة واحدة بس…. تحكيلي عن أي حاجة شوفتيها أو بتحصلك وأي حاجة حصلتلك أو اتقالت ليكي في الفترة الأخيرة، يعني مثلا من شهر فات ولحد دلوقتي، أي حاجة مهما كانت تبان بالنسبة لك تافهة أو ملهاش علاقة باللي بيحصل لك دلوقتي….
اجابتي كانت:
=مش عايزه أتكلم، مش هحكيلك حاجة!
هو كان شبه متأكد أن اللي بيرد عليه مش أنا وعشان كده قال:
-لأ هتتكلمي عشان مأذكيش أذى جامد….
طبعًا اللي موجودين إتخضوا من طريفته معايا بس هو فهمهم بعد كده إنه كان بيوجه كلام للكيان اللي جوايا ومسيطر عليا…..
اتفقوا انه ييجي تاني بعدها بيوم…..
والليلة دي كانت من أصعب الليالي اللي عدت عليا….
كنت حاسه أن جسمي حرارته عالية جدًا، زي نار جوايا…. وإحساس بغضب واني مش عايزه أمشي في سكة العلاج، موقفي اتغير تمامًا من الصبح، اتبدلت لما شفته…..
مقدرتش أنام طول الليل، يدوبك قرب الفجر غمضت عنيا شوية…
اللي شفته كان حي جدًا لدرجة إني شكيت إذا كان حلم ولا لأ…. شفت واحدة جميلة شكلها ملكي، كانت راكبه على حصان وعزمت عليا أروح معاها… وفعلًا مشيت وراها ولقتها بتشاور على بحيرة من فضة، الملكة دي قالتلي إنها مستعدة تملكني جزء من المملكة بتاعتها وهتديني مفاتيح تخليني عايشه طول حياتي مرتاحة، فلوس ورفاهية متخيلهاش، وان في كتير من البشر قبلوا العرض وعاشوا حياة مفيهاش يوم شقاء، منهم مشاهير كتير أعرفهم وناس ماعرفهمش، مشاهير في مجال السياسة والفن، أدباء، ممثلين، رسامين، رجال أعمال، وفي منهم اللي اتقدمله العرض عن طريق وسيط، وسيط في خيمة بقى في أماكن وسط الصحرا أو في وسط الزحمة، في اللي دوروا عليه وفي اللي هو دور عليهم، وفي جزء تاني اتقدمله العرض بشكل مباشر زيي، ودول المميزين ، كل اللي عليا إني أوافق وكل المعاناة هتنتهي، الكيان هيسيب جسمي وكمان هبقى زي المشاهير وأصحاب الثروات وحياتي هتتبدل في يوم واحد….
صجيت بعدها مخضوضة، كنت فاكره تفاصيل الحلم كله ، معرفش ليه خفت أحكي عنه، حكيت بداله عن نهمي للحوم في الفترة الأخيرة، بالذات اللحم الني، وإزاي بتحصلي غيبوبة، وبحس بفراغ، الناس بتحكيلي عن تصرفات ومواقف مش فاكراها أبدًا وفي وسط كلامي فجأة سكتت..
راسي فجأة وقعت كإني نمت في مكاني وبعدين رفعتها تاني وفتحت عنيا وبدأت اتكلم، بس عيني كانت مختلفة، بؤبؤ العين اسود جدًا ونبرتي مش نفس النبرة المعتادة، كان صوت تخين، الصوت ده بدأ يقول:
-سيبوني وسيبوها في حالها…
الراجل رد على الصوت وقال:
-أنت اللي المفروض تسيبها، ده مش مكانك، ومش بس هتسيبها لأ أنت هتقول إزاي أصلًا جيت وليه وإيه غرضك…
الصوت رد:
-بغض النظر أنا جيت إزاي، إتخلق ما بيني وبينها رابط مش هيتفك وأنا مش همشي…
في اللحظة دي الراجل بدأ يقرا آيات من سورة البقرة والصوت بقى يصرخ، و فضلت اتنفض لحد لما وقعت على الأرض وكحيت جامد، خرج من بوقي د.م أسود….
هو وبابا والقريبة الوسيطة جريوا عليا وقوموني وحد نضف الد.م من عالأرض….. فضلت دايخة فترة ولما قمت لقيت نفسي في أوضة في بيت قريبتي الوسيطة ومكنتش فاكره أي حاجة من الجلسة، آخر حاجة افتكرتها لما كنت بحكي عن حبي للحوم النية كأني بتوحم…..
“يتبع”
“الجزء الثاني والأخير”
قريبي خبط على باب الأوضة واستأذن يدخل….
وكالعادة كنت مشدودة لما دخل، كأن في حاجز ما بيني وبينه لكن كنت بحاول اقنع نفسي إني لازم أعاند الإحساس ده لأنه هو اللي هيقدر يساعدني….
طلب مني طلب غريب جدًا، قال لي أحاول أبعد بقدر الإمكان عن اللحوم لفترة، لإني مم.سوسة، في كيان مسيطر على جسمي ومتحكم فيه، ومن الحاجات اللي بتقويه هي اللحوم وحكالي عن اللي حصل في الجلسة واللي الكيان قاله….
كنت حاسة إني قاعدة بتفرج على فيلم رع.ب فيه أحداث وحوارات مش منطقية، “اللحم الني بيقوي الج.ن اللي مسيطر على جسمي؟”، يعني إيه؟ هو طبعًا كلام مش منطقي، لكن فعليًا برضه لو أنا بعقلي مش ممكن هروح على التلاجة وأكل لحمة نية! أو أطلبها في مطعم أو أروح للجزار (وده اللي أهلي مكنوش يعرفوه) وأطلب أنواع مختلفة من اللحوم وأروح بالعربية لمكان فاضي وأركن وأكلها!
لأول مرة حسيت إني مطمنة وبدأت أقتنع أن في فعلًا شي.طان أو كيان مسيطر عليا وعشان كده حكت له عن الحلم اللي شفته بالتفصيل ، قال لي إن الملكة اللي شفتها مش ملكة ولا حاجة وممكن كمان ميكونش ست، لأن الكيانات دي علطول بتكدب، ومفيش طريقة أقدر اتأكد بيها من أي حاجة الكيان بيقولها وأي شكل بيظهر بيه وأي مكان يوريهولي، الحاجة الوحيدة اللي صح هو العرض اللي أتقدم ليا، فعلًا الج.ن اللي شفته عايزني استسلم ليه، وجوده يبقى بإرادتي، وممكن برضه يعشمني بمكاسب وفلوس وشهرة وكل اللي اتمناه، لكن في الآخر كل المكاسب دي وهمية لأن معندوش قدرة حقيقية على كده والرزق بإيد ربنا وبس، هو بس بيغريني وعايزني اخضع له..
قال لي كمان إني لازم اقاوم وأرفض رفض واضح لو ده إتكرر في شكل حلم أو ظهرلي في الواقع.. ظهرلي في الواقع؟ يا خبر اسود! هو ده ممكن؟! وإزاي هيظهرلي، في أنهي صورة؟؟
برغم أنه امتحان صعب وممكن اتأذي لو رفضت عرضه إلا أنه برضه ممكن جدًا يبدأ يبعد عني لما يتأكد إني مش عاوزه اتصال بيه وبالباب الجديد المر.عب اللي اتفتح ليا ولحد ساعتها معرفش اتفتح ليه….
كنت بعمل مجهود رهيب كإني مد.منة مثلًا، كان صعب جدًا أقاوم اللحوم، شهيتي فعلًا كانت اتغيرت وحاجة كانت بتشدني للحوم بشكل رهيب…. وبقيت أخاف إني أنام لإني ببقى في أضعف حالاتي لما أغرق في النوم وأشوف كوابيس…… وعلى خفيف بقت أقول أذكار وأستعيذ بالله من الشي.طان قبل ما انام….
في ليلة فاكره إني فقت لقيت الدنيا لسه ضلمة ولقيتني مش في سريري، واقفة، مفيش غير بصيص نور جي من بعيد، لمبة ضعيفة في مكان ما في الشقة منورة، وبسبب البصيص ده قدرت أشوف انعكاسي على جسم بيلمع، كانت التلاجة، وأنا كنت واقفة قدامها، إيه اللي جابني هنا؟ ولو مكنتش استعدت وعيي كنت هعمل إيه؟
أكيد، مفيش غير إني كنت همد إيدي وافتحها وأطلع أكياس اللحمة وأكل! لكن انعكاسي..
صحيح النور كان ضعيف بس قدرت أميز إن ملامحي كانت مختلفة، غريبة، كنت فاتحة بوقي على الآخر، مبتسمة ابتسامة مريبة، وعلى أطراف بوقي من الناحيتين في خط د.م نازل لحد رقبتي! والنقط عمالة تنزل على الأرض..
شهقت لكن مقدرتش أص.رخ، حطيت إيدي على أماكن الد.م في وشي لكن محستش بحاجة، بصيت في الأرض، مفيش نقط د.م، برغم إني كنت باصة على الأرض لكن كنت حاسه إن الانعكاس لسه موجود بنفس الصورة، واتأكدت من ده لما لمحته بطرف عيني، لسه في واحدة شبههي بالظبط بتبتسم، سنانها كلها باينة وخطوط الد.م نازلة من أطراف بوقها..
الحمد لله إني فقت قبل ما أمد إيدي وأكل اللحمة، لفيت ورجعت تاني على أوضتي وكملت نوم..
……………………
فات كام يوم خلالهم كنت بعيد نفس الروتين، ببعد عن نفس الأكلات وبقول الأذكار الخفيفة المعتادة، وللأسف وبسبب إني كنت منهكة لإني مكنتش بنام كويس لكذه ليلة غرقت في النوم في ليلة ما….
حسيت بآلام رهيبة في حتت مختلفة من جسمي، زي ما يكون في حد بيضر.بني بع.نف، وبسبب تعبي مكنتش قادرة أقوم… فضلت اتلوى واتحرك في السرير، مش بس كنت مح.بوسة ومعنديش قدرة إني اتحرك، لأ ده كمان صوتي كان مح.بوس، مش قادرة اقرا قرآن أو أص.رخ أو انطق حتى، وفضلت على الوضع ده لحد قرب الفجر وأخيرًا قدرت اتحرك… اتنفضت من مكاني وبسرعة إتحركت ناحية زرار النور وفتحته، كنت لسه حاسة بآ.لام رهيبة في جسمي ولما بصيت في أماكن الألم لقيت بقع زرقا، البقع كانت في كل مكان تقريبًا في جسمي….
محتجتش وقت عشان أفسر اللي حصل…. الج.ن اللي موجود كان بيأدبني عشان بحاول أخرجه ورفضاه…. الخوف بقى إني ملحقش أنجح في ده، إن حياتي تكون في خطر…..
ومع ذلك مكنش قدامي غير إني أقاوم…..
حكيت في الجلسة اللي بعد كده لقريبنا اللي حصل وأن الموضوع اتطور وبقى في أذى مباشر عليا……
المرة دي كنت واعية لفترة أطول، وقادرة اتكلم على طبيعتي من غير خو.ف بس برضه فقدت الوعي بعد شوية…..
نفس اللي حصل قبل كده اتكرر، فجأة سكت، راسي مالت وبؤبؤ العين بقى كله اسود…. بس الكيان متكلمش….
الراجل اتفاجأ بيا بقوم من مكاني وبهج.م عليه….. جسمي كان فيه قوة رهيبة، لدرجة أنه مكنش قادر يدافع عن نفسه أو يبعد ايديا، وبعد كذه ضربة لفيت ايدي حوالين رقبته وبدأت اخ.نقه…..
كل اللي موجودين جريوا عليا، مسكوني وحاولوا يبعدوني عنه، وأنا كنت قادرة عليهم كلهم، كل شوية بزق حد وببعده، وقعوا وقاموا كذه مرة لكن في النهاية قدروا يشدوني بعد ما كان خلاص هيفقد وعيه…..
كنت بطلع صوت زي صرخ.ات مكتومة بنبرة تخينة….
الكيان كان غضبان غ.ضب رهيب أنهم لحقوا الراجل قبل ما يم.وت، جسمي فضل ينتفض جامد وكحيت زي الجلسة اللي فاتت لكن المختلف المرة دي إن طلع من بوقي خيوط متضفرة من اللعاب، عُقد!
الصوت اتكلم بعد كده وقال:
-انا مجتش بإرادتي بس دلوقتي أنا عايز أفضل وهفضل….
وهو بيقول كده الأبواب كانت بتتخبط جامد، زي ما يكون في رياح شديدة هبت فجأة……
وبس…. فقدت الوعي لحوالي دقيقة وفقت…..
شفت اللي حواليا كلهم مذهولين وكل واحد ماسك حته في جسمه، كأنهم اتض.ربوا علقة وشفت العقدة اللي على الأرض…..
وبرغم تعب الراجل بس لقيته بيبتسم …. قال لي:
-أنتي بهدلتينا، بس دي علامة حلوة!
رديت عليه وقلت:
=علامة حلوة إزاي؟ واضح أن كل شوية الوضع بيوحش، حضرتك مش شايف نفسك واللي حواليك؟؟
قال لي أن التصرفات الع.نيفة اللي بيعملها الج.ن علامة على ضعفه، لأنه بيقاوم جامد وقبل كده مكنش محتاج يعمل ده ، زي اللي بيزعق وصوته عالي عشان معندوش حجة قوية وموقفه مهزوز، غير بقى أنه وقع في الكلام وقال معلومة مهمة جدُا هتوصلهم لأصل الموضوع، إزاي اتمست من الأساس والشخص المسؤول عن ده!
المعلومة هي إنه مجاش بإرادته وده ملوش غير تفسير واحد بس…
المسؤول كان إنسان مش ج.ن! اللي حضره ووجهه ليا بني آدم، ده س.حر….
رفضت تمامًا الإقتراح ده لكن قريبي خلاني أبص تاني على اللعاب اللي على الأرض، كان في شكل عُقد وده 100% عمل.
كنت هتج.نن، مفيش حد حواليا (على حد علمي) ممكن يعمل حاجة زي دي أو يفكر حتى فيها….عشان كده مكنتش مستعدة أجاوب على سؤال قريبها وهو:
-اتعاملتي مع مين في المدة الأخيرة، أكلتي وشربتي مع مين ومين دخلتيه بيتك؟
يستحيل كنت افتكر كل حد أكلت أو اتعاملت معاه، بس المصيبة والأكيد أن كلهم كانوا ناس قريبين مني …
حاول يضيق الدايرة شوية وسألني عن أي تصرف ولو خفيف بس مش معتاد من حد اعرفه، هدية مثلًا جاتلي من غير مناسبة، عزومة مش متعودة عليها، حد طلب يستلف مني هدوم، أي حاجة من دي….
مفيش، مش قادرة افتكر، خصوصًا اني اتوترت من فكرة أن ده ممكن يكون بفعل فاعل، حد حواليا قاصد يأ.ذيني….
بس كان لازم افتكر، فضل يلح عليا لحد ما فعلًا افتكرت حاجة صغيرة….
غمضت عيني ولقيت نفسي بروح مكان..
ده المطبخ بتاع الشغل، مطبخ مشترك، أنا وزمايلي بندخله عشان نشرب أو ناكل حاجاتنا اللي محطوطة فيه، كل واحد عنده الأكل اللي جايبه وأدواته الخاصة بيه..
منظر المطبخ والجو العام مش غريب عليا، مألوف، أيوه، افتكرت، ده كان من حوالي شهر، شفتها من ضهرها، وهي بتحضر حاجة، زميلة ليا علاقتي بيها مش قوية، يعني لا بنك.ره ولا بنحب بعض، التعامل ما بينا سطحي، بتحضر إيه؟
إيديها بتترعش وهي بتحضر الأكل أو الحاجة اللي هتشربها، لأ ده أكل، سندويتش حطته في كيس، لفت وبدأت تمشي، هي كده ممكن تشوفني؟ أنا واقفة في آخر المطبخ، عند الباب، مش عارفه اتحرك، مشيت بطيء، كإنها بتقدم رجل وبتأخر رجل، جايه عليا، أعمل إيه، أروح فين؟ قربت، قربت أوي، اخترقتني! كإني طيف..
خرجت وخرجت وراها، بتكلم واحدة قاعدة على مكتبها، الواحدة دي هي أنا، أنا باين عليا متفاجئة، وده عشان بتقول لي أكل معاها وأنها جابتلي سندويتش وأنا مطلبتش منها ومفهمتش ليه عملت كده مع إننا مش صحاب، ليه أنا بالذات؟
دخلت تاني المطبخ، وطبعًا دخلت وراها، النسخة الطيف مني مش القديمة اللي لسه قاعدة على المكتب وبتفتح الكيس عشان تاكل..
أهي هناك اهي، واقفة بتحضر حاجة تتشرب، كاكاو باين، وبتحط فيه حاجة، مشيت لحد عندها، وقفت جنبها، المشهد رجع كام ثانية بالبطيء، طلعت كيس شفاف جواه بودرة بيضا وبتحطها في الكاكاو، وأكيد حطت زيها في الساندويتش..
طلعت تاني من المطبخ وطلعت وراها، بتدي النسخة الهبلة اللي قاعدة على المكتب وبتاكل الكاكاو بابتسامة ود، إيه التحول المفاجيء والكرم ده؟ تمام، يمكن طريقة عشان تتقرب مني ونبقى صحاب…دي الأفكار اللي كانت بتدور في عقلي وقتها.
-طيب ركزي، في حاجة معينة ممكن تكون زعلتها منك، أي موقف ولو صغير، هزار منك مثلًا متقبلتهوش، أو منافسة في الشغل، أي حاجة…
لأ مفيش، مفيش أي سبب يخليها عايزه تنت.قم مني، هو بس في حاجة مشتركة ما بيننا، موضوع تافه جدًا….
هو بقى أصر يعرف إيه الموضوع التافه ده….
الموضوع هو أن الزميلة كان بينها وبين واحد زميل تالت مشروع ارتباط لكنه متمش ومن بعدها الزميل ده بقى نسبيًا قريب مني، علاقة صداقة في حدود الشغل، بنساعد بعض وبنثق في بعض….
قريبي قال:
-أهو اللي شايفاه تافه ده ممكن جدًا يكون السبب وره اللي بيحصل ،لإنه زميلتك غالبًا فاكره إن الصداقة اللي بينك وبين حبيبها السابق هي أكتر من كده، مش مجرد صداقة.
خلاص مفيش مجال للشك، أنا بطريقة ما شفت كل حاجة، شفتها وهي بتحط البودرة في الأكل والشرب، بس برضه قريبي حب يعمل حركة عشان نبقى متأكدين 100%، كان هيقول شوية كلام يستفز بيه الش.يطان اللي في جسمي عشان يخليه يحضر وأنا اغيب، وبعدين يسأله ويلح لحد ما يتأكد من اللي عمل الس.حر والسبب، لكن أبويا رفض تمامًا وقال أنه ببساطة ممكن يكون كل اللي شافوه وسمعوه من الشي.طان هو فخ قاصد يوقعهم فيه، خصوصًا أنه عارف بكل الحاجات دي، بقصة زميلتها والعزومة، لإن ده غرض من أغراض الش.يطان ، أنه يوقع بين الناس عشان يأ.ذوا بعض بسبب وهمي ملهوش وجود، سواء الُعقد اللي شافوها أو جملة “أنا مجتش بإرادتي”، كلها ممكن تكون جزء من اللعبة الش.ياطين قادرة عليها واقترح أنهم يركزوا في العلاج وبس….
حسيت إني بدأت ارجع لنفسي والكيان اللي جوايا بيضعف يوم بعد يوم، ابتديت أصلي من تاني واقرا قرآن، لكن الج.ن كان بيحاول يقاوم من وقت للتاني عشان يفضل معايا….
بعد آخر جلسة بكام ليلة أختي قامت بالصدفة من النوم ولما فاقت وركزت سمعت صوت خبط، الخبطات كانت منتظمة وورا بعض والمصدر كان أوضتي….
هي طبعًا كانت مرع.وبة لكنها برضه كانت خايفة عليا، عشان كده مشيت ناحية أوضتي ببطء وهي ببترعش وبتقرا قرآن، الصوت كان بيعلى كل ما تقرب… مدت إيديها في الضلمة وفتحت النور….. بصت على السرير، مكنتش عليه ….
دخلت الأوضة أكتر لقيتني واقفة قدام حيطة جنب الباب، عمالة اخبط راسي فيها….
خيوط الد.م كانت بتنزل من أورتي، مغطية عنيا……
برغم الف.زع من اللي شافته بس هي جه في بالها أنها لازم تحافظ على أعصابها ومتص.رخش عشان الكيان مينتبهش أو
يُستفز أكتر ويمكن يأ.ذيني بشكل أكبر…. اللي عملته إنها قربت مني بهدوء ولفت إيديها حواليا وبعدتني شوية بشوية لحد ما قعدت على السرير، وقتها استعدت وعيي، فضلت باصة قدامي في الفراغ من غير كلام، من غير حتى ما أبص لاختي، وبعدين فردت جسمي على السرير وغمضت عيني وكملت نوم..
وبكده رسميًا المرة دي الكيان كان مخطط يقت.لني ولولا إن اختي خدت بالها بالصدفة، جمجمتي كانت اتفشفشت، الموضوع إتطور من مجرد ضرب لمحاولة قت.ل…..
وبرغم أن الحادثة دي كانت مرع.بة جدًا وكبيرة إلا أن الموضوع متكررش….
مع الأيام رجعت انتظم في الصلاة، مفوتش ولا فرض، ومبقتش أغيب ولا بقيت حاسه بوجود حاجىة تانية في جسمي غيري أنا وبس…
بس في حاجة واحدة حصلت ليا برغم رجوع الأمور لطبيعتها… حلمت حلم غريب جدًا…
كنت موجودة في ساحة واسعة، قدامي زنز.انة فيها قضبان من خلالهم قدرت أشوف اللي جواها، مكنش بني آدم، كائن شكله غريب، محبوس….
بصيت قدامي لقيت منصة عليها حوالي أربعة برضه مش بني آدمين، كائنات شبه اللي محبوس، كانوا قاعدين زي القضاة
بتوع زمان، والمكان شبه السيرابيوم المفتوح، كانوا بيتكلموا بلغة غريبة أول مرة أسمعها لكن كنت قادرة أفهمهم، كانوا
بيحاكموا الج.ن المحبوس، وتهمته الإتصال بعالم الإنس! فهمت أن اللي محبوس قدامي ده هو الج.ن اللي كان في
جسمي… كان بيبصلي شوية وبيهرب بعنيه شوية، وكان خايف جدًا وشكله ندمان.
لما حكيت لقريبي على الحلم قال أنه غالبًا ده فعلًا اللي حصل وده يفسر أن الج.ن اختفى تمامًا، لإن زي ماحنا عندنا محاذير من التعامل مع الج.ن أو الاتصال بيهم هما نفس النظام، اللي بيتصل ببشر بيبقى خرج عن نظامهم، وده مش حُبًا فينا لأ ، خوف على العالم بتاعهم وأنهم بالعكس هما اللي يتأ.ذوا من التعامل معانا وعشان كده الج.ن اتنصب ليه محاكمة
واتحبس….
وفتحت عنيا…
كان حلم غريب، مر.عب، والمر
عب أكتر إني فاكرة كل تفاصيله، قال إيه بقيت اتضايق لما اسمع الادان والقرآن بالذات آيات معينة، الآية اللي بتذكر سيدنا سليمان والس.حر اللي الش.ياطين علموه للناس، وبعدين بقيت أدخل في حالات توهة وأروح من أماكن لأماكن وأنا مش دريانة، من القاهرة مثلًا لاسكندرية ويطلع لي قريب بيفك السحر وبيفهم في الظواهر العجيبة ويوصل معايا إن في ج.ن ساكن جسمي وبيخليني أتغذى على اللحم الني، وتطلع زميلتي في الشغل هي اللي عاملة الس.حر وأشوفها بعيني وبعدين نشك إنها مجرد خدعة من الج.ن عشان يوقعني فيها وأحلم بمحاكمة ليه وضرب لراسي في الحيطة ود.م في وشي وضرب في جسمي وبقع زرقا، إيه كل ده؟ كل ده في العقل الباطن، معقول؟ ولا تلاقيهم المدير على العصفورة ترجمت أشكالهم وأدوارهم على أساس إنهم ج.ن وعفاريت ووظفتهم بالشكل ده في الحلم؟ يجوز، هم اصلًا اكبر مصدر لخوفي وتوتري..
الحمد لله إنه كان مجرد حلم، برغم إني وأنا فيه كنت متأكده إنه حقيقة، روحت للشغل وقعدت على مكتبي واندمجت في النكد المعتاد والمهام المستحيلة والديد لاينز..
فجأة بصيت لشاشة الكمبيوتر وفصلت…
انعكاسي.. الهدوم اللي كنت لابساها، البلوزة والبنطلون، زي ما أكون لبستهم قريب، ظاهرة الديجافو، حصل قبل كده، نفس اللبس لبسته، إمتى، مش فاكره..
لقيت زميلتي بتقرب عليا وبتقول:
-أنا جبتلك أكل معايا، سندويتش..
عيني وسعت على الآخر، أنا مش صاحبتها، ليه تجبلي أكل؟ نفس الجملة، نفس الوقفة، نفس نظرتها اللي هي مزيج ما بين الشر والتوتر..
قلتلها:
=لأ، شكرًا، كلي انتي بالهنا والشفا!
ركزت في إيديها، كان في بواقي حاجة بيضة عليها، بودرة!
من وقتها فلسفتي ونظرتي اختلفت تمامًا، يعني بقيت مؤمنة جدًا بأننا ممكن نشوف ونتعرض لأذى من كيانات المفروض منفصلة عن العالم بتاعنا وأن الموضوع مش بعيد زي ما كنت متخيلة، وبقيت أهاجم أي حد يتكلم في المواضيع دي خصوصًا لو بيقول “أنا مش مقتنع” لإني كنت في مكانه قبل كده ولولا التحذير بتاع الحلم كنت زماني مكملة في الإنكار، الكلام طول الوقت على إن ده مستحيل ومش هيحصل اتصال ويمكن ده يستفز كيان من الكيانات، ج.ن مثلًا، ويقرر يثبت إن الظواهر حقيقية والاتصال ما بين الج.ن والبشر ممكن، وأظن الحل في المسائل دي إن الواحد ميجبش السيرة، لا يخوض في الكلام في صورة بحث ووصف ومناقشة عن اشكالهم وعالمهم وقدراتهم وقصصهم ولا في صورة إنكار وتريقة….
“تمت”
#بودرة_الديجافو
#ياسمين_رحمي