همسات من عوالم مجهولة
_ محمد انا قولتلك مية مرة مبحبش الهزار الرخم ده .. بتخبط عليا ليه ماهو في حمام تاني أهو .
الجُملة دي قالهالي عماد صحبي وزميلي في البنك اللي بنشتغل فيه أفراد أمن بالليل .. بنك بدون ذكر اسمه في منطقة اسمها ألف مسكن .
كُنت قاعد بتفرج على التليفزيون وأتفاجئت بعماد بيقرب عليا وهو غضبان ووشه أحمر ومتوتر جداً .
وطيت التليفزيون شوية علشان أسمعه كويس .. أستغربت وقولتله بعد ما قومت من على الكُرسي وبقرب عليه :
= حمام ايه يا عُمدة أهدى بس .
رد عليا بنفس نبرة الغضب وقالي :
_ أستغفر الله العظيم .. يا محمد لو بتهزر قول انا مش هعمل حاجة .. لكن ماتعملش مش فاهم .
كان واضح عليه انه غضبان جداً والكلام طالع منه مش مفهوم .. خصوصاً انه اليوم الاول ليا في البنك ده .. انا وعماد شغالين الصبح في موقع تاني امن برضه وهو بالليل بيروح البنك ده ومعاه فرد كمان .
شغلتي اني بغطي اجازات الفرد التاني .
حاولت أهدي الموضوع اللي مكنتش فاهمه بصراحة بس قولت انقذ الموقف وخلاص .. اعتذرتله والموضوع انتهى .
بس لاحظت خوف عماد انه يرجع تاني للحمام .. في مطبخ صغير كدا جمب الحمام بكام متر .. قولت اروح اعملي كوباية شاي .. اول ماروحت لقيته بيمشي معايا ولما شافني واقف بعمل الشاي دخل الحمام .
كُنت واقف ومستني الكاتيل يفصل .. هحاول أوصفلك المكان كويس .
في باب حديد جمب المطبخ .. بمجرد ماتفتحه بتلاقي منطقة واسعة .. على اليمين في مولد الكهربا .. وحوالين المنطقة دي سور كبير وفي شجرة مانجا .
اللي عرفته ان اللي ورا السور عبارة عن شارع بس مهجور اللي هو محدش بيمشي فيه خالص .. وبرة البنك بتلاقي عمارات ..و الصمت دايماً مخيم على المكان ده كله .
انا باقي البنك مافيهوش تفاصيل كتير .. زيه زي اي بنك .. مكاتب مقفوله وخزنة .
كنت واقف وقافل الباب الحديد وبمجرد ما الكاتيل فصل .. سمعت من ورا الباب صوت مقدرتش أميزة غير انه صوت طفلين بيوشوشوا بعض وبيضحكوا بصوت خافت جداً .
وكانت لحظات وقبل حتى مايصدر مني أي رد فعل .. سمعت ٣ خبطات بالظبط من برة الباب !! .
مع العلم اني مافيش حد غيري انا وعماد في البنك كله .. وعماد في الحمام .. وانا بدوري فتحت الباب وكان الوضع الطبيعي اني ملاقيش حد واقف !! .
فضلت واقف متنح لدقايق وفوقت على صوت عماد :
_ محمد واقف كدا ليه ؟ .. أدخُل واقفل الباب الجو تلج انت مش حاسس .
كان بيكلمني وكنت سامعه بس مكنتش مركز معاه .. دا لاني كنت متابع حركة بتحصل في الشجرة قدام مني .. حركة عامله زي الموجة كدا .. مش عارف أوصفها بالظبط .
الجو بالفعل كان برد جداً وده طبيعي يحصل ان الشجرة تصدر أصوات واوراقها تتحرك ويقعوا عندنا بفعل الهوا .. بس لما يكون في عين بتبربش وسط الضلمة فوق الشجرة ده اللي مش طبيعي أبداً !! .
رجعت دخلت وقفلت الباب وانا بتاابع العين بس إظاهر ان العكس هو اللي كان بيحصل .. بمعنى ان العين اللي مش عارف لحد دلوقتي ازاي اشوف عين بس من غير ملامح هي اللي كانت بتابعني ! .
ماحكيتش لعماد لاني فضلت الصمت لأخر الوردية .. الساعة وقتها جت ١١ بالليل .. عماد نام وانا روحت على كنبة وفردت ضهري ..شديت الغطا عليا وحطيت ايدي تحت راسي وفضلت باصص على السقف وسرحان .
قولت لنفسي هو يوم وهيعدي ونخلص .. ايوة بصراحة كنت خايف .. النوم اتملك مني وغمضت عيني وروحت في النوم .. انا من الناس اللي نومها خفيف بمجرد اي صوت جمبي بقلق .
واليوم ده مخلصتش من الأصوات الغريبة .. بداية من صوت القارورة اللي كل شوية تطلع بقاليل ورا بعض مع العلم ان الفيشة مش محطوطة ! .. لحد صوت الخبط اللي فوق مني وانا نايم .
من التعب مكنتش قادر حتى افتح عيني .. التفت على جمبي اليمين ودقايق ولقيت عماد بينادي عليا :
_ محمد .. محمد إنت كويس ؟ .. نايم مرتاح ؟ .
رديت عليه بالعافية وقولتله :
_ اه يا عماد تمام .
بس للاسف كدبت عليه .. ده لاني مكنتش مستريح .. أقسم بالله حسيت كإن في حد نغزني في قلبي وعليه فضل قلبي يتنفض وينبض بقوة .
شعور ان في عين بتراقبك وسط الضلمة كان هو الشعور اللي خلاني بقيت خايف اغمض عيني وبدأت أفتحها على أخرها .
انا قلقان .. مش مستريح .. مش عين بس لا .. حاسس بكذا عين بتراقبني .. أتنفضت من مكاني لما سمعت حد بيجري قدامنا بشبشب !!! .
بمعنى تاني .. في صوت تكتكة لشبشب ظهر لما فتحت عيني وبالتحديد بعد النغزة اللي في قلبي !! .
بصيت على عماد لقيته ساحب الغطا على وشة ونايم .. او كنت مفكره كدا .. لإني شوفته بيترعش !
فضلت قاعد على الكنبة مبلم وجسمي متخشب وعمال اقرأ أي سورة تيجي في بالي .. بالتدريج حسيت براحة .. جبت الريموت وشغلت قرءان .. رجعت انام مرة تانية .. واليوم ده محصلش أي حاجة تاني .
صحينا تاني يوم وعاملة النضافة جت وبدأوا الموظفين ييجوا الفرع واحنا كمان بدأنا نمشي علشان نروح الشغل التاني .. طول الطريق ساكتين .. بمجرد مامشينا بعيد عن البنك لقيت عماد بيقولي :
_ معلش يا محمد سامحني .
همسات من عوالم مجهولة
= على ايه يا عماد .. اسامحك على ايه ؟ .
_ أصل بصراحة في حاجات مش مفهومة بتحصل في البنك بالليل .. قصدت إني محكيلكش علشان اتأكد ان في حد غيري انا ومصطفى هيشوف اللي بيحصل ولا لا .
مصطفى ده الفرد التاني اللي اشتغلت انا اليوم ده بداله .. وقفت بعد ما كنا ماشيين وقولتله :
= وأنت عرفت وإتأكدت ازاي بقى اني شوفت حاجة .. مايمكن ماشوفتش .
_ لا أكيد شوفت .. انت ماشوفتش نفسك وانت واقف عند المولد ومركز في الشجرة .. انا نفسي خوفت من نظرتك .. كنت مبرء وساكت .. ولما كنت نايم كنت بتئن وبتقول أبعدوا عني .. ولما قولتلك انت كويس كُنت قاصد أصحيك علشان بدأت أخاف منك بصراحة .
همسات من عوالم مجهولة
بعد ما خلص كلامه ضحك .. بس سابني محتار .. انا أصلاً ملحقتش انام عشان اشوف كوابيس او اخطرف .. أصلا عمري ما اتكلمت وانا نايم .. بس انا فعلاً شوفت حاجات غريبة ومرعبة .. بدأت أحكيله على كل اللي شوفته .. لمحت الخوف بيظهر على ملامحه في كل موقف حصل معايا .. ونهيتله كلامي إني ماتحركتش من مكاني لما خرج هو من الحمام وقالي اني خبطت عليه !! .
كل اللي حصل ده كان حاجات بسيطة عن اللي حصلي تاني مرة .. أيوة انا روحت تاني .. بعدها بشهر وكام يوم روحت البنك ٤ أيام ورا بعض .. الايام دي كانت كفيلة اني انسى اللي حصلي اول مرة هناك .. الايام دي كانت كفيلة أصلا انها تغير حياتي للأسوا .. وللأسف بقيت شخص تاني خالص ومع سردي للي حصلي هتفهموا كل حاجة .
في اول يوم من ال٤ أيام .. كنت في الحمام بغسل هدومي .. بدندن وانا في الحمام فجأة النور قطع لثواني بسيطة وبعدها رجع تاني .. كنت بغسل في الحوض وقصادي مرايا .. لمحت في انعكاس المرايا لما بصيت عند باب الحمام .. نمل كبير بيدخل من تحت الباب !!
نمل لونه احمر وكبير .. بداوا بعدد بسيط بعد كدا العدد بدأ يزيد بشكل مرعب .. وبداوا يمشوا بعشوائية على ارضية الحمام .. بصراحة رميت عليهم ماية وبعدتهم عني .. مابقاش في نمل خلاص .. رجعت ابص في المرايا لقيت المرايا مشبرة !!!
كإن في بخار لماية سخنة عليها .. بس ازاي ؟ .. ازاي ده حصل وانا كنت بملى ماية باردة مش سخنة ! .. مسحت بإيدي على المرايا لمكان وشي .. لقيت نملتين ماشيين على وشي .. بعدتهم عني بسرعة وغسلت وشي .. بصيت على الهدوم لقيت مجموعة كبيرة من النمل !! .. الله ازاي برضو جم عند الهدوم اللي في الحوض !
أصلا انا محستهمش بيتحركوا على وشي .. خرجت من الحمام بعد ما حسيت ان في شيء مش طبيعي .. المصيبة واللي كان هيجنني ان النمل مش موجود برة الحمام .. اومال فين المصدر اللي جيه منه ؟! .
جريت لعماد وقولتله اللي حصل .. عماد بيخاف من خياله .. لما سمع اللي قولتهوله قالي :
_ الموضوع ده هيجنني يا محمد .. اموت واعرف منين بيجي النمل ده .. في اكتر من اني اشتكيت للمدير وجاب شركة المبيدات ورش البنك كله .. عارف بعدها بيوم لقيتهم واكتر من الاول ! .
جيه وقت النوم .. شغلت القران على الشاشة ونمت .. صحيت وانا بردان اوي وجسمي بيتكتك .. لما صحيت لقيت عماد هو كمان بيصحى في نفس الوقت .. بصينا لبعض بصمت تام .. كنت سامع صوت دقات قلبه اللي زادت لما اكتشفنا المصيبة .
القران مقفول والتكييف شغال على اعلى درجة تبريد !!!! .
مش محتاج طبعاً أوضح اننا مشغلناش التكييف لان ببسلطة كنا في عز الشتا .. وطبعاً الواضح ان النور مقطعش علشان الشاشة تطفي كدا لواحديها ؟! .
مقدرناش ننام اليوم ده خالص .. فضلنا سهرانين في صمت لحد ما الفجر أذن .. اتوضينا وصلينا .. هدينا شوية بس برضه مقدرناش ننام .. كان يوم صعب اوي بصراحة.. واليوم ده احنا الاتنين تعبنا وجالنا برد شديد .
بس البرد ممنعنيش من التفكير .. في لغز مش مفهوم .. ليه بيحصل معانا كدا ؟ .. الصبح طلع ومشينا .. بدأت أسرح في كذا نظرية .. هل اللي بيعملوا معانا كدا دول عمار المكان ورافضين وجودنا ؟ .. طب هل البنك ده مبني على بيت حصل في جريمة قتل مثلاً ؟ .
همسات من عوالم مجهولة
ماهو مستحيل بيتهيألنا .. الفكرة دي مستبعدة أصلا .. أصوات خطوات ونمل والتليفزيون يتقفل لواحده والتكييف يشتغل والعين اللي شوفتها واللي خبط على عماد وهو في الحمام لا مستحيل يكون كل ده تهيؤات .
قولت لنفسي يمكن السبب هو الشارع المهجور اللي ورا البنك .. مسكت اخر نظرية وقولت اشتغل عليها واعرف السبب .. ماهو أكيد في سبب .
في نفس اليوم ده بالليل قولت لعماد اني هروح اجيب برشام للبرد وممكن اتأخر على ما أشوف صيدلية .. خاف يقعد لواحده وقالي انه هييجي معايا .. مكنش ينفع ده يحصل علشان لينا وقت بنروح فيه البنك وبنتمم اننا وصلنا او على الاقل واحد فينا .
اتفقت معاه يروح ومايقفلش الشَتَر على الاخر .. الشتر ده هو باب البنك .. رغم ان ده غلط لكن لقيته اقتنع بالفكرة .. سيبته وروحت الشارع .. بمجرد ما بصيت بس على الشارع جسمي قشعر بدون سبب !! .
الدنيا بدأت تندع .. للأمانة مقدرتش ادخل الشارع .. لكذا سبب .. اهمهم انه كان فاضي تماما من اي بني ادم او حتى عربية بتعدي منه .. وقفت على أول الشارع اكتر من نص ساعة مافيش حياة .
الشارع مضلم وكان الواضح ان في زي خرابة كدا فيها زبالة مرمية لإن الريحة كانت قالبة الشارع .. وفوق ده كله مافيش حتى كشك فاتح ولا اي حاجة .
مليت من الوقوف وخصوصاً اني كنت بترعش وبدأت حرارتي ترتفع .. بس قبل ما امشي عيني جت على الشجرة اياها .. بس المرادي مبصتش فوقيها لا .. بصيت تحتيها وبالتحديد عند الرصيف .. كل اللي قدرت أميزة من قلب الضلمة هي كُتلة .. كُتلة سودة متكومة على بعض .
قربت شوية علشان ادقق النظر بعد ما لقيت الكُتلة دي بتتحرك ! .. وسط صوت المطر والهوا .. سمعت صوت بينادي عليا بإسمي ( محمد .. يا محمد ) ! .
كان صوت أنثوي بيدل على ان اللي بتنادي عليا كبيرة في السن .. صوتها كان جي من الجسم اللي تحت الشجرة .. قربت اكتر وانا بقولها بأستغراب ( انتي مين وتعرفيني منين ؟ ) .
وقفت في مكاني بعد ما رميت عليها السؤال ده .. متكلمتش تاني وساد الصمت لدقايق قبل ما اتصدم وتجيلي حالة من الذهول .
همسات من عوالم مجهولة
ده لان اللي شوفته بعد الصمت ده .. كيس اسود كبير بيطير بفعل الهوا !!! .
هوضح كلامي اكتر لاني لحد دلوقتي مش مستوعب اللي شوفته .. الكُتلة السودة او الست العجوزة اللي سمعتها بتنادي عليا .. مكنتش غير كيس اسود طار بسبب الهوا !! .
طبعاً خوفت جداً وخدتها جري لحد البنك .. وهناك شافني عماد وسألني :
_ ايه يا ابني في ايه مالك بتنهج كدا ليه ؟ .. انت كنت بتجري شكلك .
دخلت البنك وحاولت اخد نفسي واهدي شوية وبعدها بصيتله وقولتله وانا بنهج :
= عفريتة .. أقسم بالله شوفت عفريتة في الشارع اللي ورا البنك .
وشاورتله على مكان الشارع .. لمحت الخوف على ملامحه وانا بحكيله الحكاية بالتفاصيل .. وهنا قالي بتوتر :
_ يمكن علشان انت تعبان بيتهيألك يا محمد .
قومت من على الكرسي وانا بقوله بغضب مش مبرر خالص:
= بقولك شوفت حاجة بتتحرك وبانلي جسم جوة الهيئة السودة .. وبعدين لو ده كيس بلاستيك زاي ماشوفته في النهاية .. ازاي المطر بينزل عليه ومش بيدي أي صوت .. عماد .. انا كان بيني وبينها مسافة قليلة جداً .. انا مش بخرف ولا بهزي يا عماد .
عماد ماتكلمش تاني .. بس شوفته لواهلة كدا بعد نظره عني وسرح وبدأ يبلع ريقه .. مش عارف ليه حسيته مخبي عني حاجة ؟ .
همسات من عوالم مجهولة
كنت متأكد ان الكلام مامنوش فايدة .. لاننا مهما اتكلمنا مع المشرفين بتوعنا مش هيصدقونا .. وحتى لو صدقونا .. مش هيفيدنا بحاجة غير ان هيتقطع عيشنا من المكان .. واللي شغال الشغل ده هيعرف معنى كلامي .
ياريت اليوم ده عدى على كدا .. بالعكس اليوم ده بالذات كان اسوء يوم عدى علينا .. بعد ما خلصنا كلام انا وعماد الساعة كانت ١٠ ونص بالليل .. كنا مقررين على قد مانقدر نسهر شوية .. بهدومي قعدت على كرسي قدام التليفزيون وشغلنا فيلم وبدانا نتفرج عليه .
برغم اننا كنا معليين صوت التليفزيون لكن اتنفضنا انا وعماد على صوت الباب الحديد اللي عند المطبخ وهو بيتفتح !!
تخيلوا معايا المشهد .. باب حديد لما بيتقفل ماينفعش يتفتح غير من جوة .. واكيد انا او عماد بس اللي نقدر نفتحه ده لان مافيش غيرنا في البنك .. يبقى ازاي بيتفتح بقوة قدامنا ! .. قولت لعماد بسرعة وانا ببلع ريقي :
_ ه هات الريموت وجيب قناة القران بسرعة .. يلا مستني ايه .
عماد مكنش بينطق وفضل باصص ومركز على الباب بذهول .. ثواني ودقايق طالت وهو على الوضع ده .. جيت علشان اخبط على كتفه .. اتفزع بقوة لدرجة انه وقع من على الكرسي .. قومته وهو متنح .. فضلت اسأله على الريموت بص عليه وشاورلي من غير مايتكلم .. الريموت كان على الكنبة اللي هو بينام عليها .
قمت وجبته بسرعة .. كنت بحاول ابعد نظري عن الباب بس غصب عني بصيت .. بصيت علشان اسمع نفس نبرة الست العجوزة بتنادي عليا مرة تانية !!.
وياريتها نادت عليا وبس .. دانا كمان بدأت أشوف ضل طويل بيتحرك جوة مكتب من مكاتب الموظفين الإزاز !
ضِل بيجوب المكتب بسرعة بس لمحته .. واللي خلاني اتأكد هو صوت الكرسي المتحرك اللي في المكتب وهو بيتجر ببطء شديد .. بيتجر من تلقاء نفسه ! .
جبت الريموت وحاولت اغير القناة مافيش فايدة .. فضلت اضربه على أيدي علشان يشتغل .. بصيت على الحجاير لقيتها لسه جديدة .. حاولت كتير لكن بدون جدوى .. صوت التليفزيون كان عالي .. روحت وقفلته وشغلت من على موبايلي قران وفضلنا قاعدين انا وعماد طول الليل على كدا.
الوقت بيعدي بطيء والخوف مسيطر علينا .. والهوا داخل من الباب بس اضطرينا نستحمل .. ماهو ماحدش فينا يملك الجراة انه يقوم ويقفل الباب .. حاولت اتكلم مع عماد في اي موضوع لكنه فضل الصمت .
يوميها خلص علبة سجاير من التوتر والقلق .. كان بيكلم نفسه .. كإنه بيلومها .. بصيت في الساعة لقيته داخلة على ٢ بعد منتصف الليل .. والموبايل بتاعي بقى ٤ ٪ .
في اللحظة دي مقدرتش اقاوم وروحت في النوم .. نمت وانا سايب عماد قاعد على الكرسي بيكلم نفسه .. نمت وياريتني مانمت .
همسات من عوالم مجهولة
شوفت كابوس مش قادر انساه لحد دلوقتي لانه اتطور ومبقاش مجرد كابوس .. اللي شوفته كان جرس انذار ومخدش بالي غير بعد فوات الاوان .
شوفت نفسي في الكابوس بجري .. بجري وفي حد بيجري ورايا .. كل ما ابص ورايا الاقي الحد دا بيكبر اكتر .. هو اه بني ادم بس مش شايف ملامحه خالص .. بجري بخوف شديد منه .. لقيت واحد قريبي من بعيد جريت عليه وفضلت اقوله الحقني هموت .
مش عارف ليه شوفته في الوقت ده .. انا اعرفه كويس بس كان بقالي سنين طويلة ماشوفتوش ومكنش في بالي خالص .. المهم لقيته بيشاورلي على مكان اروح له .. بمجرد ما دخلت المكان ده استريحت .. فجأة ظهر الباب الحديد اياه وصوته وهو بيتقفل عليا وانا جوة .. بدات احس ب تعبان بيتحرك عند رجلي .. صوته بدا واطي وبعدين بقى عالي اوي .. الفحيح زاد اكتر لما حاولت اتحرك وامشي من المكان .. بس الباب اللي دخلت منه مبقاش ليه وجود ! .
بقيت محبوس بين ٤ حيطان وسط الضلمة .. ووسط صوت الفحيح واصوات الهمس اللي بدات اسمعها .. مسكت ودني واترميت على الارض بعد الخبطة القوية اللي نزلت على ضهري .. صرخت بأعلى صوت عندي لما لقيت وش لست عجوزة عيونها بيضا بتنور ووشها مكرمش اوي وشعرها بيقع وسنانها مخلعة بتقرب عليا وعلى ملامحه ابتسامة مرعبة .. كانت ماسكه ف ايديها سلك ابيض .. ووسط كل الرعب ده سمعتها بتقول ( نرجس .. نرجس ) .
كررت الاسم مرتين وقربت مني وهي بتصرخ وبتلف السلك حوالين رقابتي .. صحيت مفزوع على صوت عماد وهو بيصرخ هو كمان !! .
همسات من عوالم مجهولة
جريت عليه لقيته مرمي على الارض وبيفرُك بجسمه وهو مغمض عينه وبيقول بصريخ :
_ ماتأذنيش انا اسف وغلطان .. لا لا .. ابعديه عني .. لا ارجوكي .
صحيته واول ما فتح عينه بدأ ياخد نفسه بالعافية وجسمه غرقان عرق رغم برودة الجو .. قومته من على الارض وهو عمال يحسس بايده على رقابته .. اتصدمنا لما لقينا الباب مقفول والتليفزيون مفتوح !!!!! .
حكيت لعماد على الكابوس اللي شوفته لقيت رد فعل منه خوفني اكتر .. بصلي وهو مبرء عينه وبيحرك دماغه وهو مش مصدق .. وده ببساطة حصل لانه شاف نفس الكابوس اللي شوفته بخلاف الشخص اللي هو قريبي من بعيد اللي شوفته في اول الكابوس .
وبدون مقدمات بدأ يعيط ودخل في نوبة عياط معرفتش اسكته .. الساعة جت ٦ الصبح ولازم نجهز نفسنا علشان نمشي .. دخل عماد وغسل وشه وعدى اليوم التاني بأحداثه المرعبة على كدا .
في بداية اليوم التالت وبالتحديد لما روحنا الموقع بتاع الصبح .. شافني زميل ليا فرد امن برضه وسالني ( مالك ) بعد ماشافني سرحان وساكت مش بتكلم مع حد على غير عادتي.
اسمه احمد وحيد .. قولتله وانا بشرب شاي :
_ والله يا احمد مش عارف ابدأ منين .. صحيح انت روحت الموقع بتاع الف مسكن قبل كدا .. البنك اللي هناك .
= اكيد طبعاً .. انا واسلام وعبدالله ومحمد طه وعم حَسوب روحناه .. مانت عارف احنا من الارياف ولينا في الشهر ٤ أيام أجازة .. طبيعي بنغطي بعض في الاجازات .
_ تمام .. وانت هناك محصلش معاك اي حاجة .. يعني شوفت او سمعت حاجة خوفتك ؟ .
= فكك يا عم من الموضوع ده .. الدنيا تمام وزي الفل مافيش اي حاجة .. طب دانا روحت ٣ ايام الشهر اللي فات ولا حصل اي حاجة .. ليه هو انت شوفت حاجة ؟ .
_ لا بس بسألك مش أكتر .
همسات من عوالم مجهولة
مش عارف ليه ماقولتلوش ؟ .. بس كلامه صدمني .. وعلشان اتأكد روحت لكل اسم هو قالي عليه وكلهم اجمعوا ان مافيش اي حاجة بتحصل معاهم .. الله اومال ليه انا وعماد بس ؟ .
جتلي فكرة وهي اني أسأل مصطفى الفرد الاساسي اللي شغال مع عماد في البنك بالليل .. اتصلت بيه ولما سألته حكالي بلاوي .. مواقف وأحداث مرعبة شبيهه باللي بتحصلنا بل أصعب كمان .
كنت ملاحظ ان عماد طول اليوم ساكت وبيتكلم في الموبايل وكان باين عليه الخوف .. جيه الوقت اللي بنمشي فيه انا وعماد علشان نروح للبنك .. بس اليوم ده عماد رفض يروح وبدّل مع واحد رايح بنك تاني .. واتفق ان الشخص التاني يروح معايا بداله .
هشرحلك الموضوع ببساطة .. شركة الامن بتاعتنا متعاقدة مع فروع لبنك مشهور .. الفروع متوزعة .. في اللي فمكرم واللي في صلاح سالم وفي التحرير والف مسكن .
كل بنك بيحتاج فردين امن بالليل .. لما عماد قالي كدا .. عن نفسي انا مافيش مشكلة معايا .. بس المشكلة في الفرد التاني اللي كان عايز عماد يروح معاه البنك .. رفض وقال لعماد ( ليك بنك تروحه مش هتيجي معايا ) .
في الحقيقة استغربت من ردة الفعل .. وفضل عماد يترجاه ولما أصر التاني على كلامه .. راح عماد لحد تاني وتالت لحد ما في واحد منهم وافق .. واللي وافق ييجي معايا اسمه اسلام .. واللي راح معاه عماد اسمه عبدالله .. روحنا وكان اليوم التالت .. هتصدقني لو قولتلك محصلش اي حاجة اليوم ده ! .
ايوة زي ماسمعت كدا .. اليوم عدى بسلام والجو كان طبيعي وده اللي مبقتش فاهمه .. قولت يمكن علشان اسلام قريب من ربنا عكسي انا وعماد اللي بُعاد شوية .
بس في اليوم ده تليفون البنك الارضي رن .. راح اسلام ورد عليه .. وسمعت اسلام بيقول :
_ في ايه بس يا عبدالله اهدى عشان افهمك ..
ايه .. مكنة تصوير ايه يا ابني مش فاهم .. بطاقتك ؟ .. ايه اللي بتسمعوه .. ماله عماد ؟ .. بيصرخ وهو نايم ؟ .. مانت عارفهُ يا عبدالله .. وبعدين مانت اللي رضيت يروح معاك جاي دلوقتي تندم .. ايوة .. ايوة سامع صوته .. هو بيصرخ كدا من امتى .. ساعتين ؟ .. يا نهار ابيض .. طب اقولك شغلوا قران .. معلش يا عبدالله اهو يوم وهو كدا كدا اجازته اللي جاية .
وقتها كنت لسه هنام .. بس المكالمة دي شدتني وأثارت فضولي .. سألت اسلام وقولته بفضول :
_ ماله عماد يا اسلام ؟ .
قالي وهو بيقعد على الكنبة :
= ده موضوع يطول شرحه .. بكرة بقى ابقى احكيلك عليه .. هموت وانام .
سابني ونام .. سابني وانا براجع كلامه مع عبدالله الفرد اللي راح معاه عماد للبنك اللي في صلاح سالم .. اكتشفت المفارقة . عماد لما راح هناك ماستريحش زي ما كان عايز .. وحصله زي مابيحصله وهو هنا .. اما انا محصلش معايا حاجة .. يبقى السبب مش في البنك .. السبب هو اااااااا .
بمجرد الفكرة بدات اقلق .. ووبعدين يقصد ايه اسلام وهو بيقول ( مانت عارفهُ يا عبدالله ) .. يعرف ايه يا ترى ؟ .
تاني يوم وبالتحديد في نهاية اليوم الرابع والاخير ليا في البنك عرفت كل حاجة ..عرفت الحقيقة المُرة .
في بداية اليوم روحت لعبدالله اللي كان مع عماد الليلة اللي قبليها .. سألته ايه اللي حصل ؟ .. قالي :
_ انا كنت اسمع منه اللي بيحصله في بنك الف مسكن .. بس عمري ما اتخيل اني ممكن اعيش ليلة مرعبة بالشكل ده .. يا دوب دخلنا البنك وانا دخلت الحمام علشان اخد دش .. بمجرد ما دخلت سمعت عماد بيصرخ ! .. جريت عليه لقيته باصص لرُكن من أركان البنك ومبرء .
همسات من عوالم مجهولة
وفضل على الوضع ده ساعة كاملة .. كنت انا خلصت اللي بعمله وبصراحة كنت تعبان وهموت وانام .. كنت فاكر اني حطيت بطاقتي على مكنة التصوير من فوق .. عارف يا محمد .. انا صحيت بالليل على صوت المكنة وهي بتصور !! .. تخيل مكنة التصوير شغالة وبتطبع وصوتها واضح اوي .. بصيت على عماد لقيته نايم .. بصيت على الارض لقيت صور كتير اوي لبطاقتي وورق مرمي حوالين المكنة !! .. اقسم بالله كنت هموت من الرعب .. أصلا احنا في البنك ده بنفصل الكهربا كلها .. يبقى اديني عقلك ده حصل ازاي ؟ .
قولتله بعد مالقيته بدا يترعش :
= اهدى بس يا عبدالله وقولي .. عماد فضل نايم ولا صحي ؟ .
_ ماهو صحي وشاف المنظر .. بس معملش حاجة .. كل اللي عمله انه بص على السقف وبخوف فضل يتابع حاجة بتجري فوق منه على السقف وفضل يصرخ اكتر من ساعتين ورا بعض .. معرفتش اسكته وجريت على اسلام وكلمته.
اتلهينا في الشغل اليوم ده وبعد ما خلصنا .. جيه معايا عماد البنك .. محدش من الافراد اللي يعرفوه من بدري رضي يحكيلي ويعرفني الحقيقة .. علشان كدا قصدت اصارح عماد واحنا في البنك .
بمجرد مادخلنا وقفلت الشَتَر قولتله :
_ قولي يا عُمدة .. ايه الحكاية بالظبط .. وبلاش تخبي عليا اكتر من كدا لاني فهمت الدنيا خلاص .
وكأن جملتي ليه صدمته وكانت بمثابة رصاصة الرحمة بالنسباله . لانه بدا يحكيلي وهو بيعيط .
_ مكنتش اقصد .. والله ماكنت اقصد ولا كنت متوقع أصلا اني ممكن اعمل كدا يوم من الايام .. بعترف اني غلطت وندمان يا محمد .. وبدعي من ربنا يسامحني .
من اكتر من سنتين كنت مديون لطوب الارض بعد مارجعت من الاردن ومحوشتش مليم .. البيت كان محتاج مصاريف .. كان لازم ادفع فلوس المدرسة لاولادي .. غير كدا مكنش معايا فلوس خالص .. مكنتش عارف اعمل ايه غير اني اسرق .. ايوة.
كانت جارتي .. الست نرجس .. وحيدة وكانت مراتي بتراعيها .. ولادها سابوها ومبقوش يسألوا عليها .. وهي طريحة الفراش .. مش بتقوم من السرير ومركبة جهاز اكسُجين معظم الوقت .. كانت غنية ومعاها فلوس .. في يوم فتحت باب شقتها بالليل ودخلت اوضة نومها واتسحبت بعد مالاقيتها نايمة وعلى وشها جهاز الاكسُجين .
فتحت الدولاب ولقيت صندوق صغير مليان دهب .. عنيا لمعت بس فجأة الذكريات عدت من قدامي .. افتكرتها وانا صغير .. افتكرت قد ايه غيرت في شخصيتي وكانت بتنصحني دايماً .. افتكرت طيبتها وحنيتها عليا .. انا عايش في الشقة دي من وانا صغير ومحستش بموت امي لان الست نرجس كانت في حياتي .
صغرت في نظري اوي .. بقى انا اعمل كدا بعد العمر ده .. واسرق مين .. الست نرجس إللي بعتبرها امي .. مش كفايا اللي ولادها عملوه معاها .. كل الكلام ده كنت بقوله لنفسي وانا مكلبش في الدهب .. فوقت في ساعتها .. قولت اموت من الجوع ولا امد ايدي .. رجعت كل حاجة مكانها بس الوقت ده سمعت صوت مراتي بتنادي عليا .. افتكرت اني سيبت باب شقة الست نرجس مفتوح .. ارتبكت .. وجيت علشان اخرج بسرعة مخدتش بالي ان جهاز الاكسُجين ليه سلك مرمي على الارض .. سلك لونه ابيض .. اتكعبلت فيه وجريت على برة .
والله يا محمد انا مكان قصدي ومخدتش بالي باللي حصل الا بعد ساعتين لما رجعت لشقتي وراجعت اللي حصل كله .. علشان كدا دخلت تاني عليها بس لقيتها ماتت !!!! .
_ ايه ؟ .. م م ماتت ؟ .
همسات من عوالم مجهولة
ودخل عماد في نوبة بكاء .. فضل يلطم ويضرب على دماغه .. انهار .. انا من فرط الصدمة وقفت اتفرج عليه بصمت .. معنى كلامه ان هو السبب في موتها .. علشان كدا قرينها بيطارده في كل مكان بيروحه !! .
قاطع حبل تفكيري وقالي :
_ كنت مفكر ان انا اللي موتها .. علشان كدا بلغت البوليس وقولتلهم اني السبب بس اتضح انها كانت ميتة من بالليل وبصراحة لما سألوني كنت عندها بتعمل ايه .. كدبت عليهم ومحاولتش ابين اني كنت جاي اسرقها وقولتلهم اني كنت بطمن عليها .. الاجراءات خدت وقتها وطلعت من القضية .
خلص عماد حكايته بس مكنتش مصدقه في اخر كلامه مش عارف السبب .. بس من وقتها ومن اليوم ده متكلمتش معاه تاني .. ولما أصريت اعرف من باقي الافراد على حكايته .. كلهم قالولي حكاية مختلفة تماماً .. عرفت ان عماد محكاش لحد الحقيقة غيري .
سيبت الشغل وبعدت عن الناس .. وبقى السؤال اللي محيرني
ليه الست اللي اسمها نرجس دي ظهرت لي ؟ .. وليه نادت عليا بإسمي ؟ ..لحد ماعرفت السبب .. ومن وقتها عايز اقولك اني بقيت حد تاني خالص .. بيحصل معايا أمور صعب جداً تتصدق لو حكيتها.
كل ما احكي لحد واقسمله مايصدقش .. عايز تعرف ايه اللي بيحصل معايا وبشوفه .. هقولك .
فاكر الكابوس اللي حكيتلك عليه .. فاكر قريبي اللي شوفته .. قريبي ده مات بعد الكابوس ب٣ أيام بالظبط !! .
عادي ممكن تحصل وصدفة مش كدا .. بس ده موقف .. موقف كمان لما حلمت اني شوفت واحد صاحبي مش قادر يمشي وكل مايقف يقع مكانه .. وبعد اللي شوفته بايام .. صحبي ده عمل حادثة كبيرة والدكاترة اضطروا يبتروا رجليه الاتنين !.
من موقف للتاني للتالت للرابع .. بقيت اخاف انام علشان ماحلمش .. بقيت اخاف اقعد لواحدي علشان ماسرحش في حاجة .. لاني في يوم سرحت وجيه في بالي علبة الكهربا اللي جمب محل كنت شغال فيه من سنين .. مش عارف ليه ده حصل .. بس عرفت بعديها بدقايق .
همسات من عوالم مجهولة
لان اقسم بالله .. اقسم بالله كمان مرة .. حصل في العلبة دي شرز كان هيسبب في مصيبة لولا اني روحت لعم حسن صاحب المحل وقولتله على اللي شوفته .. في الاول اتريق عليا .. بس بعد ما شاف بعينه مشيت وسيبته مذهول .. حتى ماسألتوش ايه اللي حصل بعدها .
اللي بشوفه كتير .. وبتعمد احكيه علشان سمعت ان ممكن ماشوفش حاجة تاني طول ما بحكي .. بس للاسف ده مش بيحصل .. والمواقف اللي بشوفها كتير وصعب اتكلم عنها لان اغلبها شخصية .
والسبب الأهم اللي خلاني اتكلم واحكي حكايتي لما بعد شهور جاتلي الست نرجس في احلامي.. لما شوفتها مكنتش شايف ملامحها بس كنت سامع صوتها المميز .. وسمعتها قالتلي بصوتها الخافت :
_ قوله يرجع اللي خده وانا مش هأذيه .
كررت الجملة اكتر من مرة .. لما صحيت عرفت ان عماد محكاليش حكايته كاملة .. وان في جزء ناقص والجزء ده هو سبب اللي بيحصله .
انا حاليا سيبت الشغل خالص زي ماقولتلك .. يمكن بسبب اللي حصلي واللي سمعته واللي مازال بيحصلي .. كلمت عماد وبلغته باللي الست نرجس قالتهولي ومحاولتش اعرف ايه الحاجة اللي خدها .
ادعولي .. انا حالياً نفسيتي مدمرة .. يمكن افضل من الاول لاني بدات اتقرب اكتر لربنا .. بس لسه لحد دلوقتي بشوف وبسرح وبتوقع وللاسف الاغلب بيحصل بالفعل .
مكنش في أي حاجة من دي بتحصلي قبل ما الست نرجس توقع في طريقي عن طريق الصدفة .. ولحد دلوقتي مش عارف ليه اختارتني انا أكون الوسيط بينها وبين عماد ؟ .. وليه لحد دلوقتي بشوف اللي بشوفه ؟.
الحقيقة خايف اشوف اي حاجة تاني .. خلاص مبقتش قادر استحمل .. ربنا يستر .
انا خلصت حكايتي وشكراً .
تمت .
النهـــــــاية
همسات من عوالم مجهولة