انا محمد من المغرب القصة مش قصتي، لكنها قصة خالي، كان عايش في الارياف، زي ما حضرتك تعرف الارياف بقا وظروفها، وإن لازم يبقا في حرس بليل، عشان يحرسو الفواكه اللي موجوده من حرامية الفاكهة، بما ان الحرس كتار، فكانو بيقسمو نفسهم علي المزرعة كلها، بعد كده يتقابلو في بيت الحرس للي عايز ياكل او يشرب، اهي منها راحه وفي ناس تانيه بتابع بدلهم، لكن في نوبة الحراسة دي خالي كان حاسس بحاجه غريبة حواليه، حاسس ان المكان مش مظبوط وفي حاجه غلط في المكان عامتا، زي ماتقول كده في حاجه مش مظبوطة، فشاف طيف قدامة بيتحرك بسرعة كبيره جدا فتلقائي قال…
– حرامي حراامي يا حرس، لكنه فضل يجري ورا الراجل ده، اتكعبل في حاجه، شاف شخص لونه اسود ووشه شاحب جدا، لابس روب اسود، لكنه في ثانية كان اختفي من قدامة، مكنش لي اي أثر في المكان تماما، تحس انه فص ملح وداب، بعدها الحرس اتلمو علي خالي، فضلو يسألو في ايه وباصين لخالي بقلق فقال لهم…
-انا شوفت حرامي بس، باينله خاف مني وهرب.
فضلو يهدو في خالي، كان بس متخربش في ايده نتيجة الوقعة اللي وقعها وقتها، بعدها قامو وراحو للبيت بتاع الحراسة عشان يرتاحو شوية، لكنهم لقو الماية كلها خلصانة، مع انهم كانو جايبين ماية معااهم وهما جايين، الازايز دي كانت مليانة، لكن المشكله مش في الماية انها ادلقت، المشكله ان اقرب بير مايه منهم، كان علي بعد 52 فدان تقريباً، في اخر المزرعة.
فبصلهم خالي اكنه عايز يقول حاجه…
– انا اللي هروح اجيب من هناك مايه.
بصولو بتعجب واستغراب شديد…
– متروحش هناك، انت تعبان، طب خد حد معاك.
لكنه رفض ياخد حد معاه….
– هو انا هخاف علي كبر ولا ايه، انا هاخد الحماره معايه تسليني، هروح اجبلكو ماية واجيلكو.
وفعلا اتحرك وراح يجبلهم ماية، لكنه طول الطريق كان حاسس بصوت حاجات كتير حوالية، اكن في حد بيراقبة، فضل يبص وراه ملاقاش اي حد، كمل طريقة، فضل يقرب بالحماره بتاعته، لغاية ماقرب من البير، لكن الحمارة رفضت تقرب اكتر، اكن في حاجه مش عايزه تشوفها هناك، فضل يضربها ولكن برضو مش راضية تقرب من المكان، تحس انها معترضة علي وجودها في المكان.
خالي سابها ونزلها وخد ازايز المايه، قرب من البير لكنه لقي شخص قاعد جنب البيير، كان ساكت ومش بيتحرك ، خالي قرب منه وبصله بيسأله….
انت ايه اللي جايبك هنا يابني في وقت متأخر زي كده.
لكنه مردش، جدي كان مقلق منه ، فكان واخد حذرة من الشخص ده، وهو بيملي الماية من البير، بذات ان الدنيا مضلمة جدا، وهو مش شايفه، بعدها لقي ضوء القمر جه في وش الشخص ده، لاحظ ان هو الحرامي اللي كان موجود في المزرعة، لسه كان هينطق يقوله هو انت، لكن لقاه بيطلع صوت زمجره زي صوت الكلاب، عينية كانت بيضا خالص.. كان لسه هيمد ايده علي خالي، لكن خالي فضل يقول في اية الكرسي وفضل يستعيذ بالله كتير، ضرب الراجل ده بالعصاية اللي في ايده علي دماغة، في اللحظة دي الراجل ده فضل يصرخ بصوت عالي جدا، ويقول في كلام غريب، خالي فضل يكمل في ايه الكرسي ويستعيذ بالله، لغاية ما فلحظة الراجل ده اختفي من قدامة، خالي ساب الحماره وطلع يجري زي المجنون في المزرعة، كان حاسس بشلل جامد جداً في ايده اللي ضربت الراجل ده، لكن فضل يجري يجري باقصي سرعة عنده، مكنش بيبص وراه حتي، لانه خايف من اللي هيشوفو،لكنه في نص الطريق تعب ، بذات ان الطريق طويل جدا، بص وراه لقي الحماره، ركبها لغاية ما وصل بيت الحراسة.
اول ما شافو كده فضلو يسندو…
– مالك في ايه انت شوفت عفريت ولا ايه.
بصلهم في نظرة كلها رعب…
– انا شوفت عفريت فعلاً، كان موجود عند البير، كانت عينه بيضه.
فضلو يقولو له..
– اهدي بس كده مالك احكيلنا اللي حصل براحة بس، عشان نفهم اللي حصل قولنا في ايه..
حكالهم علي كل اللي حصل، كان علي وشهم علامات تكذيب كتيره للي حصل ده.
– استعيذ انت بالله، اكيد انت كان متهيألك يعني، ده حرامي وهرب منك انت بس كبرت الموضوع .
فضل يضرب كف علي كف ويحلفلهم ان اللي حصل ده حقيقي…
– والله العظيم ما بيتيهألي، زي ما بقولكو كده، انا شوفته وفضلت اقول قرأن كتير واستعيذ بالله، لغاية مامشي.
– اهدي بس، انت شكلك تعبان روح ريحلك شوية وتعالي بكره.
بعدها خالي روح البيت، كان تعبان جداً من اللي حصل، ومكنش قادر يتكلم ، حتي مكنش من عادتة وقتها يروح البيت ومياكلش وناام نوم عمييق.
بعدها صحي علي صوت زمجره جنبه، زي صوت الزمجره اللي سمعها من الراجل عند البير.
خالي مكنش قادر ينطق او يتحرك حتي، فجأه حس بحاجه بتتحرك جنبة زي التعبان، فضلت تحوم حواليه، فضل يسستعيذ بالله كتير، لغاية ما كل حاجه حواليه راحت، قام من النوم، لما مرات خالي قامت تصحي، فضل يقول في كلام غريب…
– هيقتلوني، انا مكنتش اقصد اموته، هو اللي جه في سكتي، انا مكنش قصدي اللي حصل والله، بعدها خالي راح في النوم تاني.
واول ماصحي مرات خالي فضلت تسأله ايه اللي حصل، وانها سمعته بيصرخ بليل بصوت عالي، فضلت تصحي لكنه مصحاش، لما حكالها اللي حصل، فضلت تقوله اقرأ في القرأن، او شغل الراديو علي قرأن، اول ماشغلت الراديو، لقت خالي فضل يصرخ…
– اقفلي بقولك مش قادر ، دماغي هتنفجر اقفلي الصوت ده، مرات خالي خافت جدا منه، ومن ردت فعله دي، لكنها لبت طلبه وقفلت.
كانت حسه ان خالي مش مظبوط وكانت مرقباه ، كانت عايزه تقوله نروح نشوف شيخ ولا حاجه، لكن خالي كان عصبس المزاج ،كان هيزعقلها.
بعدها خالي دخل ينام تاني، مع انها مش عوايده النوم ده كله، لكنه صحي علي نفس الصوت تاني، لكن المرادي كان اقوي بكتير، فضل يصرخ وينادي علي مرات خالي، لغاية ما دخلتلة، لقت ناس واقفه قدام السرير، اول ما دخلت الاوضة الناس دي كلها اختفو من المكان خالص، جت تصحي خالي وكانت الصدمة، خالي كان دراعه مشلول تماما، عينه اليمين نفس الكلام، هي ورجله اليمين، اي الجزء اللي ضرب منه الجن.
راحو جابو شيخ بسرعه، لان اكيد اللي بيحصل ده مش صدفة واكيد في سبب لده كله.
اول ما الشيخ وصل وفضل يقراء علي خالي ..
– الموضوع كبير سيبونا لوحدنا دلوقتي, انا هحاول اتصرف.
وبدأ الشيخ يقرأ قرأن علي خالي, خالي كان عمال يتشنج جدا.
– اطلع من عليه.
خالي فضل يتنشج اكتر ويهز راسه…
– مش طالع، ده قاتل وقتل ابني.
– بس اللي اعرفة ان ابنك هو اللي كافر واتعدي عليه وهو كان بيدافع عنه وانت مش من حقك تعمل ده.
– مش طالع بقولك، هيموت زي ما ابني مات.
بعدها الشيخ فضل يقول قرأن كتير، ورش علي خالي ملح، لغاية ما اللي عليه ده طلع، بس للاسف عينه اليمين اضيقت عن الشمال، نتيجه خروج الجن منه، لكن الحمدلله انها جت علي قد كده، احسن ما كان لقدر الله يتوفي.
بعدها لما سألو الشيخ، خالي كان مالو..
– ان هو كان لابسه جن, بسبب انه قتل واحد من العشيرة عندهم، لكن لولا ان الجن ده غلطان، وان الحج هو اللي كان بيدافع عن نفسه، كانو هيموتو يعني هيموتو ولكن الحمدلله.