قصص

قصه حظر تجوال

القصة مستوحاة من أحداث حقيقية
“تم تغيير الأماكن وأسماء الشخصيات”
حياتنا هنا هادية، أيامنا بتمر بسلام، كل واحد فينا حر في اللي بيعمله واللي بيشتغله، كل اللي مطلوب مننا هو الالتزام بقاعدتين اتنين بس، في أماكن معينة مينفعش حد فينا يهوب منها وهو لوحده، لازم نكون جماعات، القاعدة التانية أول لما الشمس تغوص، والنور يتطفي تمامًا عن السما كلنا لازم نزحف على جحورنا، محدش يخرج منها، لو السما انطبقت عالأرض، مهما حصل، مهما سمعنا، اللي بره بيته ف ساعات الليل مسؤول عن نفسه، لازم يلاقي طريقه لوحده للبيت بتاعه أو المكان اللي مقيم فيه.
وعيت على الدنيا على الحياة دي، اتقالتلي القواعد، زي ما اتقالت للي قبليا وقلتها للي بعدي، وكلنا مشينا عليها من غير ما حد يتجرأ يسأل، وإيه لازمة السؤال، ما هي حاجة من اتنين، يأما السيرة هتتجاب ف جلسة من جلساتنا مع إخواتنا وقرايبنا والمعارف، يأما مش هيبقى في فضول أصلًا لأسئلة من النوع ده، لإن خلاص إحنا وعينا على كده، هي دي تقاليدنا وحياتنا، زي مثلًا أماكن بره مصر، مدن بتقفل مصالحها ومحلاتها من 8 بليل ولا حاجة وده النظام من سنين، فخلاص كله خد على كده، الكل يصحى من بدري يشوف شغله ومصالحه ويروح بدري وينام بدري، ولو حد جه ف باله يخرج مش هيلاقي حياة في المنطقة، ملهاش لازمة الشقاوة.
حتى اللي بيشتغل مع السياح أو بيتعامل معاهم وده أغلبنا، برضه بيخلص يومه عالمغرب، بنقول للسياح القواعد، إن النشاطات السياحية والبحرية آخرها المغرب وإننا بنحب نبدأ يومنا من بدري في “أبو زنيمة”، جنوب سينا، وبنقعد بقى نقول أي كلام عشان منقولش الحقيقة اللي هي كتير مننا ميعرفهاش لكن عارفين إن في خطر ما علينا لو خرجنا من بيوتنا بليل، من الكلام اللي بنقوله إننا بنحب نعيش نظام صحي في الأكل والنوم، ومؤمنين إن الشغل والنشاطات حتى لو ترفيهية بتبقى أحلى الصبح وفيها بركة، وكمان عشان نضمن إنهم ميخرجوش من أماكن إقامتهم بليل بنزود إنهم مش هيلاقوا أي مكان أكل مفتوح، أو محل لمعدات السباحة أو غيره ومش هيعرفوا يوصلوا لحد فلازم يعملوا زينا ويقفلوا ويناموا من بدري!
والدنيا مشيت على كده سنين، محدش خرج عن النظام ولا عمل دوشة لحد اللي جم وكسروا القاعدة…
اللي توقعته لقيته، فعلًا عرفت السبب، القصة ورا نظام الحياة ف أبو زنيمة ف قعدة من قعدات لمة الرجالة ، هو النظام ده عادي، يبان طبيعي، يمكن ف سينا كلها الناس بتصحى بدري وتنام بدري، الفكرة في التحذيرات وإننا مينفعش أبدًا نعمل غير كده، الموضوع مش اختياري وعرفت ليه مش اختياري..
وحش الجبل..
في مكان ما جوه الجبل، ما بين ممراته المخفية، في كائن، مش إنسان، مش حيوان، حاجة تانية، الكائن ده عايش هناك، وبيتجول حوالين الجبل، مش مسالم، مش بيحب البني آدمين، أو مش مسألة حب أو كره، مسألة إننا من ضمن نظامه الغذائي، أيوه، الكائن أو خلينا نقول الوحش، بياكل البشر، وموجود بقاله سنين كتير، ييجي من 60 سنة، من أيام جدي وهم بيحكوا عليه، اتحكالي عن ليستة الناس اللي اختفوا لما راحوا المنطقة دي لوحدهم أو بليل، والحالات اللي لقوا شوية منهم عليها، حالة جثثهم المتشوهة المتقطعة. هو أنا ممكن أصدق كل اللي اتحكالي، يجوز يكون في فعلًا وحش، لكن اللي مش منطقي أوي بالنسبة لي هو إنه بيهجم على الناس عشان ياكلهم وإلا مكنوش لقوا جثث كتير قرب الجبل متشوهة، ليه اكتفى بإنه ينهشهم، ليه مأكلهمش؟ ده لا ينفي كونه وحش قاتل وخطر، لكن ف ظني لو الحكاوي دي حقيقية، الوحش ليه غرض تاني غير إنه يتغذى عالناس، ممكن ببساطة يكون متوحش، زي حيوان مفترس، بيقتل لغرض القتل وبس، أو يكون شايف البشر أعداء محتملين..
الحاجة التانية اللي أخدت بالي منها إن محدش شاف الوحش ده بعنيه، بتكلم عن الرجالة اللي كانوا ف القعدة واللي شوية منهم حكوا قصته، لما سألت إذا كان حد شافه، الإجابة كانت لأ، وإيه معنى ده؟ هل يا ترى فعلًا في وحش ولا زيه زي أمنا الغولة والسلعوة، سيرة زي اللبانة ف بوق الناس من غير أدلة ملموسة أو شهادات ناس يُعتمد عليها؟
في كل الأحوال أنا مكنتش هجازف وأروح لوحدي الجبل أو أقرب منه غير مع جماعة وبعد ما الشمس تغرب مكنتش هخرج من بيتي ولا هسمح لأي حد من أسرتي يخرج، عشان لو في احتمال 1% بس إن الوحش موجود فعلًا، ده غير إني مش هنكر اختفاء أعداد خلال ال60 سنة اللي فاتوا، واحد ورا التاني، عشان راحوا ناحية الجبل أو خرجوا بليل، إن مكنش الوحش اللي ف خيالنا يبقى وحش تاني أيًا كانت طبيعته..
اللي كسروا القاعدة وهزوا أبو زنيمة هم أجانب، ناس مش من عندنا لكن مصريين مش من بلاد بره، من محافظة تانية، الموضوع بدأ لما لقيت الواد “حميدة”، واحد من المعارف، بيجري عليا وبيبلغني إن في جماعة أغراب شافوا السكن إياه وطلبوا إنهم ينزلوا فيه الكام ليلة اللي هيقعدوها هنا.
قصة السكن إنهم كام أوضة كده جنب بعض، ملكنا، أبويا ورثه من جدي، السكن ده اتهجر لسبب بسيط وهو إنه على مسافة قريبة أوي من الجبل!
هو صحيح ملكنا بس مكنتش عايز أي علاقة بيه، ولا فارقلي، ولا عايز أستفيد منه، فضل مهجور من حاجة وأربعين سنة، وتلقائيًا كده أنا وأبويا وباقي أسرتي اتفقنا إننا منهوبش ناحيته ولا نحاول نعمل له صيانة.
مستحيل طبعًا! يطلبوا ما يطلبوا، مش هينزلوا في الأوض، كده كده الأوض لا تصلح للإقامة أصلًا. قلت ل”حميدة” يرجعلهم ويمشيهم، يقولهم الأوض مش للإيجار، مش شغالة.
وقد كان..
“حميدة” راحلهم بسرعة لكن لقاهم بيتمشوا في الممرات ما بين الأوض وعمالين يحطوا إيديهم عالبيبان ويتجولوا في المكان، ولما قال لهم إن الأوض مش للإيجار مرضوش يمشوا، أصروا إنهم يتكلموا مع صاحب السكن، اللي هو أنا، وقالوا إنهم هيدفعوا اللي أطلبه ولما “حميدة” قال إن الموضوع مستحيل ردوا إنهم هيفضلوا مكانهم لحد ما أجي ويتفاوضوا معايا.
أمري لله، أنا أعرف الناس دي جنسهم إيه، إيه اللزوجة دي؟! روحت لحد عندهم..
شرحتلهم الموقف، إن الأوض مش معمول ليها صيانة ومقفولة من سنين كتير، لا الميه شغالة ولا الكهربا شغالة ولا تصلح للبيات، قالوا إنهم مش فارق معاهم وهيعتبروا إنهم ف رحلة تخييم، الفرق بس إنهم بدل ما هيباتوا ف خيم، هيباتوا ف مكان آدمي شوية، على مراتب ويتقفل عليهم أبواب.
سألت واحد فيهم عن سبب إصرارهم على المكان ده بالذات. رد وقال:
– المكان ده تقريبًا مشفتش زيه قبل كده، منظر الجبال رهيب، ومش مجرد هنعدي بعربية أو نقعد شوية ونمشي، شبابيكنا هتطل على المنظر ده، فيو ملوش حل، إحنا طبعًا شفنا عمارات صغيرة ف دهب وغيره بتطل على الجبال، بس مش سكن زي كده، أوض منفصلة، خصوصية وقرب بالطريقة دي من الجبل.
قال نفس الأسباب اللي بتخلينا منقربش هناك، الجبل!
=زي ما قلتلكوا، إحنا مفتحناش الأوض من سنين، أكيد في كمية حشرات وتراب وعفن رهيبة، أنا حتى مقدرش أفتحهم لوحدي، لازم جماعة معايا ينضفوا ولازم سراير وعفش جديد وبوتاجازات وتلاجات صغيرة وتليفزيونات وليلة.
-إحنا ميهمناش كل ده.
=الكلام خلص، ده اللي عندي، السكن ده مش هيتفتح، شوفولكم مكان تاني، الفنادق والأوض على قفا من يشيل.
الستة بصوا لبعض وبعدين اللي كان بيكلمني قال:
-طيب ترشحلنا أنهي فندق أو سكن نقعد فيه؟
الحمد لله، أخيرًا قدرت أتنفس، هم وانزاح من عليا. علطول اديتهم رقم واحد عنده سكن برضه، كام أوضة جنب بعض بس بُعاد عن هناك، مسافة تلت ساعة بالعربية، وكلمته بنفسي كمان قدامهم، قلتله يحضر 3 أوض وبعد كده إديتهم رقمي وأخدت رقم اللي كان بيتكلم معايا واتفقنا إني أبقى معاهم في الرحلات للشواطيء والسفاري والكلام ده.
وخدت بعضي أنا و”حميدة” ورجعنا، أنا على بيتي و”حميدة” على بيته وبعد شوية كل سكان ” أبو زنيمة” دخلوا جوه جحورهم مع اختفاء آخر ضوء للشمس، ابتدا حظر التجول..
أنا ومراتي وعيالي التلاتة وأبويا قعدنا مع بعض كالعادة، العيال اتفرجوا عالتليفزيون ومراتي كانت كل شوية تقوم تجيبلنا أكل أو تعمل شاي أو مشاريب تانية وأنا وأبويا بنتكلم في مواضيع كتير زي إزاي نوسع نشاطنا مع السياح، إيه الأماكن الجديدة اللي ممكن أوديهم ليها والناس اللي اتفق معاها، من أصحاب كافيتيريات وكباين عالبحر وأصحاب محلات للهدوم البدوية واللي بيمروا يبيعوا حاجات على الشواطيء والذي منه، وف وسط الكلام موبايلي رن.
كان “أبو سالم” صاحب السكن اللي كلمته قبلها بكام ساعة، كان بيبلغني إن ال6 موصلوش للسكن!
موصلوش إزاي؟ أنا طلبتلهم عربية تنقلهم من ساعتها، إيه اللي حصل؟ العربية موصلتلهمش ولا هم اللي بعد ما ركبوا موصلوش؟
كلمت سواق العربية، قلبي كان بيدق جامد من قبل ما يرد عشان برغم الأسئلة اللي كانت ف بالي كان في إحساس مقبض متغطي تحت الأسئلة دي، حاجة بره إنهم موصلوش بسبب عطل في العربية أو إنهم غيروا رأيهم وراحوا سكن تاني، أتمنيت ميكونش الإحساس ده صح..
السواق قال لي إنهم مرضوش يركبوا معاه، إدوله قرشين وقالوله يرجع، إحساسي كان ف محله، الناس فضلت في السكن!
دماغي وقفت، الموبايل اتزحلق من إيدي، وقفت وفضلت أمشي ف دواير، أعمل إيه، أعمل إيه في المصيبة دي، أدعي إن مفيش حاجة هتحصل؟ مفيش وحش؟ وإن الليلة هتعدي بسلام والستة هشوفهم تاني يوم من غير ما يكون عليهم خدش واحد؟
مقدرش، مقدرش! مكنش ينفع أجازف، كان لازم أروح أخدهم بالعافية وأوديهم لسكن تاني، ده لو لحقتهم، لو متأذوش..
أبويا شافني وأنا خارج من البيت، وقفني وسألني:
-إيه ده أنت خارج؟
=اه يابا هجيب شوية حاجات.
-حاجات إيه؟ إحنا عمرنا بنخرج الساعة دي؟ مفيش حد فاتح أصلًا..أنت رايح فين؟؟
اضطريت أحكيله. في الأول حاول يمنعني، حتى أنه وقف قدام الباب عشان مخرجش، بس لما لقاني مُصر، عمل تصرف غريب جدًا، صمم إنه يروح معايا وبعدين دخل أوضته وخرج ببندقيتين، إداني واحدة ومسك التانية.
أول مرة أشوف أبويا في الحالة دي، وشه كان متغير، كل شوية كنت أسيب الطريق وأنا سايق وأبصله، هو كان مرعوب طبعًا، محدش من المنطقة بيخرج في الساعة دي، بس كان في حاجة تانية، كإنه متأكد من إننا ف خطر..
-أنت سمعت قصة الوحش..
=أيوه، وحش الجبل اللي لا منه إنسان ولا حيوان وبياكل الناس أو بينهش فيهم ويرمي جثثهم حوالين الجبل.
اتلفت وبصلي وقال:
-دي مش القصة كلها، أنا عندي القصة كاملة، من 60 سنة الأرض دي كانت لسه تحت الاحتلال، ومعظم الأنشطة العسكرية والأنشطة التانية المصريين مكنوش على علم بيها، مفيش غيرنا اللي عايشين عالأرض عارفينها ومش كلنا كمان، العالم كله يابني من زمان أوي، من يمكن الحرب العالمية الأولى أو قبلها كمان بدأ يتهوس بفكرة التطور العسكري، التفكير بره الصندوق، بره الأسلحة والدبابات المعتادة، التفكير ف حاجة تطور نفسها بنفسها، متحتجش لصيانة كل شوية ومصانع وآلات، عشان كده الألمان عملوا التجارب عالبشر في المعسكرات النازية زي تجربة تجلط الدم، وخلالها في عالم اخترع تركيبة من البنجر والتفاح وكان معتقد إن التركيبة دي هتساعد ف وقف النزيف أيًا كان شكل الجرح ومصدره وأدى شوية من المسجونين الأقراص دي وبعدين ضربهم بالرصاص ف الأماكن القاتلة من الجسم، ده غير إنه بتر أطرافهم بعد كده من غير تخدير، كل ده عشان يثبت فاعلية أقراصه، وبرضه اليابانيين اتهوسوا بالتجارب اللي من النوع ده، التجارب البيولوجية، ومعاهم الاتحاد السوفيتي وأمريكا والجماعة إياهم اللي كانوا واخدين الأرض دي أو على الأقل سمحوا لجنسيات مختلفة يعملوا التجارب ف أماكن خفية محدش يعرف عنها حاجة. وعايز أقولك حاجة، التجارب اللي حصلت هنا مقلتش وحشية عن تجارب النازية أو اليابانيين. الموضوع بدأ من وصول علماء من جنسيات مختلفة واختيارهم لموقع معين ، في جماعة تبعهم بقوا يلفوا على البدو يعلنوا عن فرص شغل، اللي يتطوع عشان التجارب “الطبية” هياخد مبلغ محترم، يكفيه ويكفي أسرة كاملة، فهمونا إن التجارب طبية بحتة، يعني زي تجربة أدوية بتاعة إنفلونزا وبرد وصداع مزمن والذي منه. أول حد اتطوع كانت شابة صغيرة يدوبك عندها 20 سنة وده عشان أهلها كانوا عايشين حالة من الفقر وصلت للجوع، في أيام عدت عليهم مكنوش بياكلوا غير وجبة واحدة بسيطة، لقمة بتتقسم على سبع أشخاص. أبوها في الأول رفض، يستحيل يعرض بنته لتجربة زي دي، حتى لو بسيطة وهتخدم البشرية وهتنقذهم من الفقر، لكن هي أصرت، وطمنته إنها كام إسبوع وهترجع البيت وهيكونوا كلهم كسبانين، صفقة كسبانة لصالحهم، ومع إصرارها وعجزه قدام جوع مراته وولاده وحفيده خضع ووافق، ووصلها بنفسه ليهم. من أول يوم عدى “حسنية” حست إن في حاجة مش مظبوطة، إن التجارب دي مكنتش بتاعة برد وصداع، عشان مدوهاش أقراص، وعشان الحاجات التانية اللي عملوها..
ثبتوها بحبال على كرسي، مفهمتش إيه لازمتها مهي كده كده مكنتش هتقاوم، مش هتقول لأ، لحد ما إدوها كذه حقنة ورا بعض، السائل اللي جوه الحقن جري في عروقها كإنه مية نار، حست بحرارة رهيبة بتجري ف جسمها، بقت تتنفض وتصرخ. عشان كده قيدوها..
سابوها على كده، مفكوش الأحبال، ولما جه الليل مقفلوش الأنوار البيضة القوية المزعجة، فضلت مفتوحة طول الليل وبسببها وبسبب الرعب اللي كانت فيه مانمتش ولا لحظة.
تاني يوم فكوا الحبال بعد ما جبولها وجبة. أكلت كل اللي كان في الطبق وطلبت تدخل الحمام، ولما رجعت قيدوها تاني لحد معاد وجبة بليل، أكلت ودخلت الحمام ورجعت واتقيدت، واتعمل فيها نفس اللي حصل الليلة اللي قبلها، الحقن المؤلمة، وصلت الصراخ والاستنجاد من غير ما حد يستجيب، الأنوار الزاعقة الشغالة طول الليل. أبو “حسنية” جالها اليوم التالت، لاحظ فورًا إن شكلها متغير، شعرها منعكش وفي كام شعراية بيضة ظهروا، مكنوش موجودين قبل كده!
قعد معاها ف أوضة، لا كانت متقيدة بحبال ولا محبوسة، بس اترعب من منظر شعرها والتجاعيد اللي ف جنب عنيها والهالات السودة تحتها، “حسنية” مكنتش بتبصله، عنيها كانت مكسورة، بتبص تحتها، وساكتة تمامًا. كانت كل ردودها براسها، من غير ما تتكلم، وكان واضح إنها بتكدب، مش معقول أبدًا تبقى كويسة زي ما بتقول. خرج بره الأوضة وهو غضبان ومتعصب، عينه كانت بتطق شرار، كام مُصر ياخد “حسنية” معاه، العاملين وعدد من العلما اتجمعوا حواليه وحاولوا يهدوه، قالوله إن حالتها دي طبيعية بالنظر إن التجربة لسه ف بدايتها، زي اللي جاله دور برد، طبيعي يبان عليا العيا بس بعد كام يوم هيبدأ يتحسن ويرجع لطبيعته. الراجل مكنش مقتنع، لكن المفاجأة إنه لقى “حُسنية” خرجت من الأوضة، كانت ماشية بطيء بتجر ف رجليها وأكدت على كلامهم وإنها هتبقى كويسة، وإن كل ده طبيعي. هي طبعًا كانت مدركة إنها مش تجارب ليها علاقة بفيروسات برد وإنفلونزا، بس كانت فاكرة إن برغم قسوة التجارب فعلًا هترجع لطبيعتها وتبقى كويسة، هيدوها مضاد مثلُا للفيروسات أو أيًا كان للي بيحقونها بيه وهتستحمل الألم للمدة دي عشان هي وأهلها يعيشوا معززين، من غير جوع أو مد إيدين لحد..
“يتبع”
“الجزء الثاني والأخير”
أبو “حسنية” قرر ميروحلهاش تاني لحد ما التجارب دي تخلص، عشان مكنش مستحمل يشوف بنته بالوضع ده، ودي غلطة كبيرة، غلطة كبيرة اوي، عشان لو كان راح أو بعت حد يشأر عليها كان هيعرف إنها من سيء لأسوأ ومش ممكن تكون فترة عيا وبعديها تعافي..
“حسنية” لما كانت لسه مدركة، لسه قادرة تحافظ على عقلها لاحظت إن الوجبات بتتغير شوية شوية، طعم اللحمة ولونها بيتغيروا، كل مدى اللحمة بتبقى حمرة، نية أكتر. كل مرة كانت بتضطر تاكل عشان كانت بتبقى جعانة جدًا بس كانت حاسة بقرف، بعدين مبقاش يفرق معاها وبعديها بقت حابه الطعم الني للحمة، مبقتش عايزه غيرها، عايزاها بدمها..
أما الأنوار فكانت مزعجة جدًا بالنسبالها وده ف أول كام ليلة لإنها كانت بتبقى نعسانة جدًا ومش قادرة تغمض عنيها، ليلة ف ليلة مبقتش حاسه إنها عايزه تنام وف النهاية فقدت الرغبة تمامًا ف الراحة والنوم، مبقتش حاسة إن في حاجة ناقصاها، جسمها مش محتاج للراحة، ولا بقت تصرخ ولا تستنجد ولا فارق معاها قيودها تتفك من عدمه، كل اللي بقى يهمها وبتستناه حتة اللحمة النية اللي بدمها..
بالصدفة ف يوم عدت من ممر كان فيه مراية، بصت فيها، مكنتش هي، مكنتش “حسنية”! أغلب شعرها كان وقع، إلا كام شعراية ف راسها من ورا، سنانها بقت مدببة وضخمة وعنيها بقت حمرة والبؤبؤ بقى ضخم وإسود فحم، بدأت تتحول لل”وحش”!
لما غيابها طول ابوها جه المبنى، فضل يدبدب على أبوابه، مرضوش يدخلوه، تجاهلوه تمامًا لحد ما زعق وهدد إنه هيفضحهم، هيوصل لصحفيين مصريين ويقول على تجاربهم القذرة وكدبهم وخطفهم لبنته. ساعتها فتحوله، قعدوه ف مكان هادي وواحد منصبه كبير من الجماعة إياهم قعد معاه وقال له إنه لازم يسيبهم يكملوا تجربتهم على “حُسنية” عشان كده كده مكنتش هتخف إلا عن طريقهم، لو سابوها ف وقتها حالتها هتتدهور وهتموت، الداء معاهم وبرضه الدواء فبالعقل كده المفروض كان يسيب “حسنية” كام يوم بس كمان وهتتعالج وتبقى زي الفل وترجع لحضنهم تاني. أبو “حسنية” معدش عليه صبح تاني، بعد ما رجع بيته ونام مصحيش، الصبح جسمه كله كان مزرق ومنفوخ ومراته مقالتش غير إنه قضاء وقدر، مذكرتش التفاصيل الحقيقية لموته، لاغتياله. وبعدها بفترة قليلة مبقاش في “حسنية” ولا ذرة ولا لمحة منها، بقى في ال”وحش” ومش بس “حسنية”، انضم ليها كمان عدد من المتطوعين معندهمش فكرة بحقيقة التجارب ولا عرفوا باللي حصل ل”حسنية”، والعصابة بعد فترة جالها سرع، مكتفوش بالمتطوعين وشافوا إنهم محتاجين لعدد أكبر بكتير فبقوا يخطفوا العيال من الطرق، أي عيل ماشي لوحده بقى معرض للخطر، وكلهم اتعرضوا لنفس التجارب البشعة، كمية عيال اختفوا مرجعوش يا “أدهم”، كمية قلوب اتحرقت على عيالها، كلنا كنا ف حالة حداد مستمرة.
=ثواني كده يابا، إنت بتتكلم ف أعداد قد إيه، كام واحد اتعمل فيه تجارب؟
-كتير، كتير أوي يا بني.
=يعني، اللي ساكن الجبل مش وحش واحد؟
-لأ مش واحد بس، دول الله أعلم بعددهم، وكانوا في الأصل بني آدمين، من لحم ودم! وإن كان أكترهم وحشية هي التجربة رقم واحد “حسنية”.
=طب وأنت واللي زيك عرفتوا التفاصيل دي كلها منين، إذا كانت “حسنية” ملحقتش تحكي لأبوها والباقي مرجعوش لأهاليهم.
-البجاحة إن العُلما نفسهم نشروا أبحاثهم وتجاربهم من غير ما يكشفوا للعالم عن مكان التجارب، محدش يعرف إنها اتعملت هنا. مفيش غيرنا، اللي من جيلي، بدو “أبو زنيمة” اللي عاصروا حقبة الرعب دي. المعمل والمبنى اتهدوا واتخفس بيهم الأرض بعد حرب أكتوبر وفشل التجارب والوحوش إنطلقوا ف أقرب جبل، طلقوهم علينا!
=اه… طيب ثواني بقى.
مسكت الموبايل وكلمت الشاب إياه، اللي معايا رقمه من المجموعة. رد عليا بعد فترة، صوته كان عادي، قلت ف نفسي الحمد لله، لسه متأذوش، مطلعش عليهم أي وحش، وبدل ما كنت مرعوب بقيت متغاظ، متغاظ بس وعايز أروح أطبق ف زمارة رقابيهم.
سألته عن مكانهم، كدب عليا وقال إنهم راحوا السكن اللي رشحته ليهم، وأنا رديت عليه بزعيق ووصلة شتايم، فهمته إني عرفت من صاحب السكن والسواق إنهم مراحوش عشان كلنا في المنطقة معارف وقريبين جدًا من بعض، بنبلغ بعض بكل حاجة وإني كمان متأكد إنهم قدروا يكسروا أو يفتحوا الأبواب بطريقة ما ويقعدوا ف الأوض وف الآخر قلتله بنفس اللهجة وباستكمال الشتايم إنهم يتلموا ف أوضة واحدة كلهم ويفضلوا صاحيين ومحدش منهم يروح لأي مكان لوحده عبال ما أوصل لهم، لكن إبن اللذينة قفل ف وشي السكة. دبدبت على الدريكسيون وكملت زعيق ولعن مع نفسي. أغبيا! شوية عيال أغبيا! معندهمش فكرة عن الخطر اللي هم فيه وإنهم كان بيلعبوا ف عداد عمرهم.
كان قدامي خمس دقايق بس وأوصل بالسرعة الجنونية اللي كنت بسوق بيها. موبايلي وقتها رن. رديت، كان “ملك” الشاب اللي مع المجموعة واللي لسه قافل ف وشي من شوية والمرة دي كان..بيستنجد!
صوته وهو بيصرخ كان حاد ومرعب لدرجة إني بعدت الموبايل شوية عن ودني، حاولت أهديه عشان أفهم وأخيرًا وطى صوته وبطء كلامه شوية. قال:
-في حاجات، حيوانات، لأ مش حيوانات، معرفش دول إيه، شفناهم لما خرجنا ندور على “هنادي” عشان خرجت من أوضة البنات وغابت وهم بلغونا. المهم إننا بعد ما مشينا مسافة قليلة من السكن لقينا كمية دم مهولة على الأرض، دم ف بقع مختلفة وبعدين شفناهم، عدد كبير منهم، كائنات بأحجام وأشكال مختلفة كلها غريبة والمشترك ما بينهم هي الوحشية ومنظرهم البشع، اللي فيهم عنده سنان مدببة واللي معندوش سنان أصلًا، اللي عملاق واللي قصير، اللي صوابعه طويلة وعنده مخالب واللي من غير إيدين. حاولنا نهرب أنا والاتنين التانيين لكن أنا بس اللي نجحت أرجع للسكن، واحد اتمسك من كائن منهم و..ورفعه وف ثانية شقه كإنه بيقطع ورقة بالظبط ورماه والتاني، التاني مات بطريقة عجيبة، كان جنبي، جنبي بالظبط، مش متأخر عني وفجأة وقف، سرح، كإنه حصل له shutdown، لف وبقى ف مواجهة الكائنات اللي بتقرب، رفع إيده ناحية وشه ولفها وقرب كفه والمعصم بتاعه من بوقه وعض نفسه ف منطقة الوريد، وفضل بعدها يعض نفسه كتير لحد ما بدأ ينزف وأنا فضلت ازعقله، أقول له يبطل اللي بيعمله، لكن مفيش فايده، مكنش سامعني، مكنش ف وعيه، زي ما يكون مكنش حاضر تمامًا، ف غيبوبة ومش متحكم ف نفسه، أضطريت أجري، بس سمعته وهو بيقع وبيصرخ، مات! والسلاح كانت سنانه، هو ضد نفسه..
لما وصلت السكن فضلت أخبط زي المجنون على أوضة البنات، اللي دلوقتي بقوا بنتين، أنا وهم بس اللي فاضلين، إحنا مع بعض ف أوضتهم، أرجوك، ارجوك أنقذنا..
هعمل إيه أنا وأبويا وبنادقنا مع جيش من الوحوش اللي فقدت تمامًا آدميتها ومش فاكرين إنهم كانوا ف يوم من البشر، ده اللي جه ف بالي، بس مكنش ينفع نتراجع، لازم كنا نحاول ننقذ المتبقى منهم حتى لو هنجازف بحياتنا.
وصلنا. كل أبواب الأوض كانت مقفولة، كنا حريصين إن خطواتنا وحركاتنا تبقى هادية جدًا، على أمل إن المخلوقات متحسش بوجودنا. المشكلة، إزاي كنا هنعرف أنهي أوضة اللي فيها التلاتة، وإزاي هنفتح الأبواب؟
مكنش في غير إني أكلم “ملك” وأحاول أوطي صوتي على قد ما أقدر. إيدي كانت بتترعش وأنا بطلع الموبايل من جيبي، لسه كنت هطلبه بس الموبايل رن!
نسيت أعمله صامت! واللي بيتكلم كان “ملك”. رديت بسرعة، اتمنيت ميكونش الصوت لحق سمع والمخلوقات محستش. قال لي بصوت بيترعش على الأوضة اللي كانوا فيها وقبل ما أقفل معاه سمعت صوت زمجرة، جايه من ناحية الجبل، أمتار قليلة مننا!
حاولت أخلي أبويا يرجع ويستناني في العربية لكن مرضيش، رفع بندقيته واتحرك معايا بسرعة للأوضة.
“ملك” فتحلنا، هو والبنتين كانوا لازقين في الباب مستنينا، مع كل خطوة لينا كنت سامع صوت تحركات، الأرض كانت بتتهز. المخلوقات عرفت وجايين ف اتجاهنا.
كنا ف سباق معاهم ومع الزمن، اتمنيت في اللحظة دي الأرض تتحرك من تحت رجلي زي البساط السحري أو تتشق وتبلعنا قبل ما نقع ف إيديهم.
كنت شايف العربية على بعد خطوات، شايفها واضحة قدامي، قريبة، قريبة أوي، شوية وكنت همد إيدي وأوصل لبابها، بس ملحقتش..
كلنا اتشلينا ف مكاننا، سمعت صوت أنفاس عالية، الوحوش هنا..
واقفة بتراقبنا من ضهرنا، بتستمتع باللحظات القليلة اللي بتسبق الهجوم، اللحظات اللي الفريسة فيها بتعيش أرعب لحظات ف حياتها وبتبقى مدركة إن أمرها منتهي وإن كل الوقت اللي ضيعته في الهروب ما هو إلا لف ف دواير أو جري ف متاهة الصياد حافظ مساراتها وعارف أولها من آخرها.
متهيألي هي دي أمتع لحظة للصياد، أحلى حتى من مرحلة الصيد نفسها.
خلاص، كده كده مبقاش في العمر بقية، أدركت إني هموت بين ثانية والتانية، وساعتها الفضول طغى على الخوف، عايز أبص، اشوف نتايج التجارب، المادة البشرية اللي اتحط ف عروقها السموم بقت عاملة إزاي.
لفيت عشان أشوف، نسيت إن في حواليا ناس غيري، من ضمنهم أبويا، ودني بطلت تسمع صراخهم وعياطهم والكلام اللي ملوش معنى اللي كانوا بيقولوه.
إبداع! إبداع في العك، ف إفساد الفطرة البشرية السليمة، العُلما المجانين، اللي فاكرين نفسهم فوق الطبيعة وقوانينها، ويقدروا يتحدوا خلقة ربنا ويخلقوا أو يطوروا بنفسهم الكائنات الحية ويحولوها لكائنات تانية خارقة، نجحوا ف إنهم يثبتوا قد إيه هم فاشلين، هم وكل البشر، وده لما بيحاولوا يتحدوا خلق ربنا ونظامه عالأرض. اللي قدامي كان أبشع ما شافت عيني، جلد رمادي على هيكل ملوش ملامح، عضام أكتافهم بارزة، في دواير زي تقرحات في الجسمين الضخمين اللي كنت برفع راسي عشان أشوفهم، ضهورهم كانت مأتبة، منحنية كإنهم موطيين، بوقهم مفتوح على آخره وسنانهم المدببة واضحة، في حمار بدل بياض العين، مغطي العيون كلها وف النص بؤبؤ إسود حالك. ودني رجعت اشتغلت تاني مع حواسي وسمعت صريخ ال3 أغراب اللي كان جايب آخر الدنيا، أما أبويا فكان ساكت تمامًا، بيبصلهم بتحدي، صدره بيعلى وبيهبط وبيستعد عشان يضرب نار. وفجأة..
كل الأصوات سكتت، لأ المرة دي مش أنا اللي فصلت، هم فعلًا سكتوا. بقيت أحرك عيوني ما بينهم واتحرك قدام كل واحد فيهم، كانوا زي التماثيل، مش بس ساكتين، جسمهم ثابت مكانه، عينيهم بس اللي بتطرف.
إيه اللي بيحصل؟
جه ف بالي خاطر، فكرة بشعة.
افتكرت لما “ملك” حكى عن اللي حصل لأصحابه، الصاحب اللي مات في الآخر..
الصاحب ده عض نفسه في الوريد لحد ما مات وده ملوش غير تفسير واحد.
التجارب مش بس اتسببت في تحويل البني آدمين لوحوش، دول خلت عندهم ملكات، التخاطر عن بعد والتحكم ف العقول!
أكيد هم اللي ادوا أوامر للشاب إنه يعمل كده وهو مكنش عنده أدنى سيطرة على نفسه وساعتها نفس المشهد كان بيتكرر، كل اللي حواليا بقوا عرايس من غير روح، مستنيين أوامر الوحوش.
واحدة منهم أخيرًا بدأت تتحرك، فتحت زراير القميص اللي كانت لابساه، خلعته وبدأ تلفه جامد وبعدين تربطه من الناحيتين على رقبتها. وشها فضل يزرق، كل مدى نفسها بيضيق. صرخت فيها، قربت منا وحاولت أفك القميص من رقبتها، زقتني بقوة ووقعتني عالأرض. ملحقتش أقوم وأروحلها تاني، اتخنقت وماتت!
عيون الباقي كانت بتدمع من غير ما يقدروا يتحركوا أو يخرجوا صوت وجه الدور عليا..
حسيت بأطرافي بتتجمد ومعاها جسمي كله، كنت محبوس جوه جسمي، مش قادر أحركه، مش قادر أخرج صوتي من حنجرتي، عاجز تمامًا.
أعداد تانية من الكائنات ظهرت وراهم، أشكال مختلفة عنهم، كلها أبشع من بعض وف النهاية ظهر مخلوق تاني، أضخم منهم كلهم، ملامحه حادة أكتر، عينه كانت حمرة لدرجة إني حسيت إنها بتنور.
خلاص، كل حاجة خلصت، كل حاجة..
بس في حاجة غريبة حصلت، الكائن ده لما عيني وقعت على أبويا حسيته اتهز، وقف مكانه ورفع إيده كإنه بيدي إشارة للمخلوقات التانية وفجأة جسمنا فك وقدرنا نتحرك.
جرينا على العربية إلا أبويا. وقف متسمر لحظات، عينه كانت مليانة دموع وفضل باصص للمخلوق الضخم. رجعت شديته وجريت بيه على العربية وانطلقت بأقصى سرعة.
سألته وأنا سايق:
=إيه اللي حصل ده يابا؟
-الوحش، أكبر وحش، أمر الباقي ميهجموش علينا ويسيبونا نمشي، وده عشان الوحش ده هو “حسنية” أمي!
ايوه اللي مقولتوش ليك إن أول تجربة بشرية، أول بشر اتحول لوحش كانت أمي، أمي اللي ضحت بنفسها عشان شوية قرشين نعيش بيهم أنا وأبوها وأمها وأخواتها. كان عندي 5 سنين وقتها، هي أصلا اتجوزت وهي 13 سنة وخلفتني وهي 15. والغريب بقى إني برغم إني كنت صغير أوي، بس فاكرها كويس، فاكر ملامحها وضحكتها.
محدش من اللي موجودين دلوقتي في المنطقة يعرف إن الوحش اللي ساكن الجبل هي أمي، وأنا النهارده كنت رايح أقتل الوحش، كنت متخيل إن أمي مبقتش موجودة، أنا وهي ملناش صلة ببعض، إن أمي ماتت مع التجارب ومش راجعة، لكن اللي حصل ده..حاجة بره المنطق، إنت عارف ده معناه إيه، الوحش، “حسنية” أدركت إني إبنها، ميزتني برغم مرور 60 سنة، يعني لسه، لسه إنسانيتهم ممكن تكون موجودة ف أعماق أعماقهم، مستني اللي يخرجها، إحنا كنا غلطانين يا “أدهم” دول مش وحوش، مفقدوش أدميتهم 100% وممكن يرجعوا، ممكن يرجعوا..
تمت
#حظر_تجوال
#ياسمين_رحمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط