قصص

من حكايات العربي ابن الرفاعي

لما كان عندي 7 سنين حصل معايا موقف غريب ومرعب جدا.. انا عايش في مدينة لكن بيحاوطها غيطان في نفس الوقت… كان بيت جدي مكانه ف اطراف المدينة.. من بداية الغيطان وبعدها بقى توصل للعمار..

المهم ان ف بيت جدي كان في جنينة ف وش البيت.. الجنينة دي كانوا بيقولوا عليها انها مسكونه بمارد من الجن! ومحدش كان يقدر يهوب ناحيتها بليل! واللي كان يهوب ناحيتها ويخش جوه الجنينة مكنش بيطلع منها ابدا عشان المارد اللي فيها بيخطفوا!…

وقت ما حصل معايا الموقف ده.. كان في وقت زراعة البرتقان يعني كان وقت شتا… المهم اني كنت بلعب قدام بيت جدي وساعتها كان بعد العشا بساعة.. والعشا ف الشتا يعني مافيش حس في الشارع.. فضلت العب قدام بيت جدي.. وفجاة ابص ع الجنينة الاقي جمل كبير اوي اخترق سور الجنينة وطلع منها! سور الجنينة ده كان عبارة عن خوص محاوط الجنينة.. وبعد سور الخوص ده ف اشواك بتاع شجر اللمون…

الجمل بصيت له كده وكان شكله مرعب اوي… عينه كانت حمرة اوي.. عارف لما تكون متعصب او ضغطك عالي وعينك بتحمر.. هو الجمل عينه كانت بالمنظر ده بظبط.. ده غير ان كان خارج من بوقه رغاوي بيضه! قرب ناحيتي كده ووقف وفضل يمعر بصوت قوي ومرعب اوي! فضل ع كده واقف وعمال يمعر وباصص لي جامد! معرفش ليه انا مكنتش خايف منه خالص.. كنت واقف وباصص لشكله ولا اتهز فيه شعره! بالعكس انا جريت وراه وهو كمان فضل يجري…

الجمل جري وراح دخل من نفس المكان اللي خرج منه من سور الجنينة.. السور كان من الخوص وشوك الليمون لكن كان ف منفذ كده صغير.. دخلت جوه الجنينه من الفتحة الصغيره دي.. وفضلت اجري ورا الجمل.. وهو كان بيجري وسط الجنينة!.. فضلت ع كده اجري والجمل يجري ومعرفش كان بيجري مني ليه… لحد بقى ما وصلت لديله ومسكته! الغريب هنا ان ديل الجمل كان طويل اوي ونازل ع الارض! مسكته من ديله وفضلت اشد فيه جامد! بصيت ف رجل الجمل لقيتها زي رجل الجموسة وده كان غريب!..

لما كنت اشد ف ديل الجمل.. كان بيمعر بصوت قوي.. ولقيت الجمل عمال يكش.. حجمه كان بيصغر.. فضل يكش ويكش.. وهو بيكش كان بيبصلي بخوف ويمعر.. وكانت الرغاوي اللي ف بوقه كانت بتزيد اكتر…

فضل يكش لحد ما بقى حجمه صغير اوي.. فجاة بقى وانا عمال اشد ف ديل الجمل.. سمعت صوت صرخة امي الله يرحمها وهي بتصرخ جامد من الخضة عليا.. هنا فقت من حالتي دي.. ومن خضتي ع امي وصريخها سبت ديل الجمل.. ولما سبته لقيت الجمل اختفى!..

امي دخلت للجنينة وجريت عليا وهي خايفه.. ومسكتني وفضلت تزعق فيا جامد.. اخدتني لجدي.. جدي كان شيخ السادة الرفاعية.. السادة الرفاعية دول منهج من المناهج الصوفيه.. كان هو شيخها الكبير.. وكان بيعمل حلقات ذكر وحضره..

المهم امي حكت لجدي ع اللي حصل.. في اللحظة دي لقيت جدي بيبتسم لي كأنه مبسوط من اللي انا عملته.. وامي فضلت تزعق وتقول له انت هتخيبه ومش عارف ايه… جدي قال لامي سيبيه وانا هفهمه كل حاجة.. جدي كان بيحبني اوي.. لاني كنت الحفيد الاول ليه من ابناءه الذكور.. فكان بيحبني اكتر وانا كنت بحب اوي اقعد معاه..

جدي ف نفس اليوم ده اخدني ووداني عند بيت جنبنا البيت ده اصلا مسكون عفاريت! وحكايات كتير اوي بتتحكي عنه.. في وقت تاني هبقى احكيلكم حكايات تشيب عنه.. وحاجات حصلت مع ابويا ف البيت ده ومعايا لما كبرت.. بس مش دلوقتي.. المهم جدي اخدني عند البيت.. اللي كان ضالمه ومافيش حس.. فتح جدي باب البيت وقالي ادخل.. دخلت.. وجدي بعدها قفل الباب عليا وهو كان بره! حبسني جوه البيت!…

جوه البيت بدأت اشوف كائنات شكلها غريب اوي! هما كان اجسامهم اجسام بني ادمين.. لكن مختلفين عننا ف الوش! ف منهم اللي كانت ودانه عامله زي ودان المعيز! وف منهم اللي طالع له قرون زي قرون الخرفان! ومنهم اللي ملوش ودان اصلا!.. ومنهم اللي بوقه زي بوق المعزة! ومنهم اللي زي بوق الحمار! واللي زي بوق الكلب!.. ومنهم اللي جسمه مليان شعر.. واللي شعره طويل جدا… لكن باقي جسمه مافهوش شعر.. واللي ضوافره طويله اوي.. ومنهم اللي رجليه زي حوافر البهايم!.. اشكال والوان ماتتوصفش! ده ف منهم اللي بوش تعبان!…

الغريب هنا ان كنت شايف الكائنات دي خايفه مني! كانوا باصين عليا وخايفين.. واللي كان يجي يتحرك ناحيتي كان حد من الكائنات دي يمنعه انه يجي ناحيتي! انا كنت فاكر يعني بيمنعه زي ما يكون بيقول له ده عيل سيبه! بس الموضوع ماكنش كده.. هما كانوا خايفين مني فعلا.. ومعرفش ليه.. بس بعد كده عرفت ليه خايفين مني! وسطهم كان ف كائن طويل اوي طوله مترين!…

واحد من الكائنات دي اتهور وراح قرب عليا عشان يضربني.. وانا بقى رحت ضربته ع بطنه.. واول ما ايدي جت ع بطنه لقيته فرقع! عارفين البلونه لما تفرقعوها بدبوس.. لما تفرقع بيصيبكم اي اذى من الفرقعه دي.. لأ اكيد.. بتكون مجرد فرقعه بس.. هو ده اللي حصل فرقع الكائن ده ومبقاش ليه وجود! كائن تاني قرب وانا ضربته وفرقع بنفس المنظر لما ضربته! وكائن تالت والرابع ! انا كنت وقتها فرحان.. عيل صغير بقى وكنت عاملها لعبه.. فضلت اجري ورا كل كائن وافرقع فيهم كأني بفرقع بلونه!…

الكائنات بدأت تترجى فيا وتقول انا مش عايز اموت ارجوك سبنا! وكانوا يروحوا للكائن اللي طوله مترين اني ماذيش حد فيهم… بدأت اسمع صوت صريخهم.. صوت كأن ست بتصوت! لحد ما لقيت جدي فتح الباب ونده لي وخرجني! وكان مبسوط مني اوي!…

ده كان اول موقف ليا غريب ف حياتي.. عشان يجي بعده مواقف كتير اوي غريبة ومرعبه اكتر من كده..

تاني موقف ليا.. كان في كلب متربي عند جدي.. كان عمي هو اللي مربيه.. الكلب ده كان بيحبني جدا.. وكان ليه كلبه مراته.. كانت كلبه برويه ومش بتحب حد غير عمي بس اي حد تاني كانت بتأذيه!.. الكلبه دي لما كانت تيجي عليا عشان تأذيني.. كان الكلب ده يهب فيها ويدافع عني…

في يوم كده كنت قاعد ف بيت جدي.. لقيت عباية سودة طايرة من سور البيت اللي فى ضهر بيت جدي.. وجايه علينا.. وقعت العباية دي عند بيت جدي.. العباية دي كنت عارف هي ايه…

فلقيت الكلب جاي يجري وراح ناطت وراح هبشها
وفضل يقطع فيها وراح واكلها.. ومن بعدها الكلب جاله سُعار! اي حد كان يقرب ناحيته كان يعضه.. الكلب ده الكل بقى يخاف منه.. وحتى الكلبه مراته بقت تخاف منه ومش بتقربه.. والاغرب ان الكلبة دي بقت تخاف مني انا كمان بعد ما كانت دايما بتجري عليا وتحاول تأذيني!..

المهم جدي حبس الكلب ده ومحدش كان يقدر يدخل له ابدا حتى عمي!.. وكمان جدي كان عايز يحط له حتت لحمه فيها سم ويخلص من اذاه!… بس انا قلت لجدي لا خليه..

انا رحت عند الكلب.. وطبعا كان هيهجم عليا.. بس انا حطيت ايدي ع دماغه.. وشفت الجن او الشيطان اللي كان لبسه جوه عين الكلب! انا مسكت الكلب من ذوره.. ورحت شاده براه.. واتحول للعباية السودة دي اللي طارت من ع بيت الجيران! العباية دي كانت شيطان اصلا! ولما الكلب اكلها اتلبس! مسكت العباية دي بايدي وفضلت اضربها فى الارض وفضلت تصرخ وتحاول تفلت من ايدى لحد ما سبتها وطارت!.. الكلب رجع طبيعي تاني.. لكن بعد فترة جاله سُعار لكن بشكل طبيعي زي اي كلب وعمي قتله!…

الفكرة هنا ان العباية لما سبتها من ايدي سمعت صوتها بتضحك جامد ضحك مرعب.. راحت طارت وشفتها بتنط من سور بيتنا!…

ده موقفين حصلوا معايا وانا صغير من ضمن مواقف كتير اوي!…

بيقولوا الجن محاوطنا فى كل مكان بيعيشوا بينا بس قليل لو اتدخلوا فى حياتنا .. كان لازم يكون فى حد من الانس برده عشان يحفظ التوازن ده .. كان لازم يبقى فى رادع يقف ما بين العالمين عشان يفضل فى توازن
الحكايات اللى هحكيها لو حبيتوا إنى احكيها هى حكايات عن اللى بيحاولوا يخلوا بالتوازن ده سواء من الانس أو من الجن
لا تخافوا و لكن ناموا بدرى عشان الشغل الصبح…

تمت

محمد_مهني

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل 19

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط